عَلم صدام يثير أزمة بين العراق والأردن

عمان تعتذر لبغداد عن رفع العلم الأخير في عهد الرئيس العراقي الراحل أثناء توقيع اتفاقية مؤكدة أنه 'خطأ غير مقصود'.
الأحد 2021/03/28
علم العراق الجديد المعتمد من 2008

عمّان - فجر علم العراق الذي يعود إلى عهد الرئيس الراحل صدام حسين أزمة دبلوماسية بين الأردن والعراق بعد أن تم رفعه أثناء فعالية رسمية بين البلدين، ما دفع وزير الزراعة العراقي محمد الخفاجي إلى مطالبة عمّان بالاعتذار.

وكان العراق اعتمد علما جديدا عام 2008 بعد خمس سنوات من إسقاط نظام صدام حسين على يد قوات دولية قادتها الولايات المتحدة.

واحتفظ العلم العراقي بألوانه الرئيسية وهي الأحمر والأبيض والأسود مع إزالة النجوم الثلاث التي كانت ترمز إلى “الوحدة والحرية والاشتراكية” أهداف حزب البعث المحظور الذي كان يتزعمه صدام حسين. كما تم تغيير عبارة “الله أكبر” التي خُطَّت بيد صدام حسين لتُكتب لاحقا بالخط الكوفي.

وقدم الأردن الجمعة اعتذاره للعراق لافتا إلى وقوع “خطأ بروتوكولي”.

وقال وزير الزراعة الأردني خالد حنيفات في بيان إنه “خطأ غير مقصود”، مؤكدا أن “الأردن يحترم خيارات الشعب العراقي الشقيق ويدعمها من أجل عراق قوي ومزدهر”.

وطالب وزير الزراعة العراقي الأردن في وقت سابق الجمعة بالاعتذار عن رفع علم بلاده الذي كان معتمدا في عهد صدام أثناء مراسم توقيع عقد مع نظيره الأردني في عمّان.

وقال الخفاجي في بيان إنه “فوجئ بوجود العلم العراقي المعتمد سابقا قبيل إبرام عقد مع نظيره الأردني خالد الحنيفات الأربعاء”.

وأضاف أنه “رفض التوقيع (على العقد) واشترط إزالته (العلم)، ووضع علم البلاد لغرض التوقيع”، دون إضافة توضيحات بالخصوص.

وكان الأردن تعرض لموقف مشابه مع بغداد عام 2019 عندما رفع علم إقليم كردستان شمالي العراق، أثناء زيارة لرئيسه السابق مسعود بارزاني قبل أن يعتذر ويعلن أنه “خطأ بروتوكولي”.

واحتضنت العاصمة الأردنية الأربعاء الاجتماعات الثلاثية التنسيقية بين الأردن ومصر والعراق لتعزيز التعاون المشترك خاصة في الجانب الاقتصادي.

ويأتي هذا بالتزامن مع قرب عقد القمة الثلاثية بين العراق والأردن ومصر على مستوى الوزراء والقادة في بغداد والتي كانت مقررة الجمعة والسبت بحضور العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قبل إعلان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي تأجيلها إلى “القريب العاجل”، تضامنا مع ضحايا تصادم قطارين في محافظة سوهاج المصرية والذي أودى بحياة 32 شخصا إلى جانب إصابة 165 آخرين.

وشهدت مؤخرا كلّ من عمّان وبغداد زيارات متبادلة بين وفود أردنية وعراقية رفيعة المستوى لتكريس التعاون بين البلدين والمضي قدما لتطوير آفاق الشراكة الثلاثية بين الأردن والعراق ومصر في مجالات عدة.

وكان العاهل الأردني قد زار بغداد في 2019 والتقى الرئيس العراقي برهم صالح، وعقد الطرفان آنذاك اجتماعا ثنائيا أكدا فيه على عمق العلاقات التاريخية والأواصر المشتركة التي تربط العراق والأردن، وضرورة العمل من أجل الارتقاء بها وتطويرها، بينما كانت أول زيارة للملك عبدالله الثاني للعراق في عام 2008، وكان أول زعيم عربي يزور بغداد بعد الإطاحة بنظام حكم صدام حسين.

وكان الرئيس العراقي برهم صالح زار الأردن في 2018، واتفق الجانبان خلال تلك الزيارة على توسيع التعاون بين الأردن والعراق في شتى الميادين، وتنفيذ خط أنبوب النفط من مدينة البصرة العراقية إلى ميناء العقبة، وإنشاء المنطقة الصناعية المشتركة على الحدود بين البلدين.

ويشترك الأردن والعراق في شريط حدودي يمتد لنحو 179 كيلومترا، ويعد الأردن من الدول الرئيسية المستوردة للنفط العراقي الخام.

3