عون وحزب الله يستنجدان ببوتين لمواجهة ضغوط ترامب

موسكو ترغب في وضع موطئ قدم لها في لبنان وقد تراهن على التيار الوطني الحر وبأقل درجة حزب الله في مسعاها.
الجمعة 2020/08/28
عون يلتقي سفير روسيا لدى لبنان ألكسندر زاسبكين، لمعرفة موقف القيادة الروسية من التطورات اللبنانية الراهنة

بيروت - أوفد الرئيس اللبناني ميشال عون مستشاره أمل أبوزيد إلى موسكو الأربعاء، بالتزامن مع لقاء جمع نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم بالسفير الروسي لدى لبنان ألكسندر زاسبيكين في بيروت، ما يعكس رغبة من العهد بقطبيه في أن تلعب روسيا دورا متقدما في الساحة اللبنانية، ولما لا الاحتماء بها في مواجهة الضغوط الغربية لاسيما الأميركية، أسوة بما قام به النظام السوري مع الأخذ بالاعتبار اختلاف وضعية الطرفين والأولويات الروسية.

والتقى أبوزيد، خلال زيارته للعاصمة الروسية، مبعوث الكرملين الخاص إلى الشرق الأوسط ونائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، وصرح مستشار عون عقب اللقاء “بأن المحادثات مع بوغدانوف تمحورت حول التطوّرات الإقليمية، لاسيما في العراق وسوريا، وتداعياتها المحتملة على لبنان”.

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إنه “جرى خلال المحادثة تبادل معمق لوجهات النظر حول تطورات الوضع في الشرق الأوسط، مع التركيز على الوضع في لبنان، وفي الدرجة الأولى مهام التشكيل السريع للحكومة اللبنانية الجديدة والتغلب على العواقب الاجتماعية والاقتصادية للانفجار المدمر في ميناء بيروت في 4 أغسطس”.

وأضافت الخارجية في بيانها أن “الجانب الروسي جدد دعمه لسيادة الجمهورية اللبنانية واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها وحق اللبنانيين في اتخاذ قراراتهم بشكل مستقل ودون تدخل خارجي في جميع قضايا الأجندة الوطنية على أساس الحوار والاعتبار المتبادل للمصالح. وقد تم التأكيد على استعداد موسكو الثابت لمواصلة التطوير الكامل للعلاقات الثنائية على كافة الأصعدة، بما في ذلك الحفاظ على الاتصالات مع القوى السياسية الرائدة في لبنان الصديق من أجل تعزيز الانسجام بين الطوائف والاستقرار هناك”.

أمل أبوزيد: المحادثات في روسيا بحثت تداعيات ما يجري بسوريا والعراق على لبنان
أمل أبوزيد: المحادثات في روسيا بحثت تداعيات ما يجري بسوريا والعراق على لبنان

ومنذ الانفجار المدمر الذي ضرب بيروت قبل نحو ثلاثة أسابيع سارعت روسيا إلى إظهار اهتمام بلعب دور متقدم في هذا البلد، منتقدة على لسان سفيرها لدى بيروت زاسبيكين ما أسمته بالتدخلات الأميركية.

ويقول متابعون إن هذا الاهتمام الروسي شكل إغراء لعون وحليفه حزب الله اللذين يواجهان ضغوطا كبيرة في الداخل والخارج، وقد سارعا للبناء عليه، على أمل أن يكون التدخل الروسي قادرا على تحقيق نوع من التوازن مع الجانب الأميركي.

ووصف سفير روسيا لدى لبنان ألكسندر زاسبيكين الأربعاء علاقة بلاده بحزب الله بـ”المهمة جدا” والإيجابية. وقال زاسبيكين خلال لقائه نائب الأمين العام للحزب نعيم قاسم، إن هذه العلاقات “تعززت ميدانيا في سوريا وأثناء الكفاح المشترك ضد الهجوم الإرهابي في هذا البلد الصديق. ونتيجة جهود الجيش السوري وحلفائه في محور المقاومة وروسيا تم تغيير الوضع في سوريا نحو الأفضل، وتحرير الأراضي واستعادة سيادة سوريا”.

وتابع زسبيكين “إننا نقف مواقف متقاربة ومتطابقة مع حزب الله في ما يخصُّ القضايا الأساسية الدولية والإقليمية، فلدينا رؤية مشتركة لما يحدث وخاصة التصرفات الأميركية الخطيرة في عدد من المجالات”. وقال “هم يريدون بأساليب عديدة الخروج من المعاهدات الدولية ومن خلال خوض الحروب الاقتصادية وفرض العقوبات والقرارات الأحادية الجانب على المجتمع الدولي”.

وقال السفير الروسي “هم يريدون تثبيت السيطرة لهم ولبعض حلفائهم، إلا أن هناك دولا لا تقبل ذلك من بينها روسيا التي تتطور بصورة دينامية في مجالات التكنولوجيا والصناعة والزراعة، ولدينا أسلحة جديدة ولدينا سياسة خارجية مستقلة ونشيطة بما في ذلك في الشرق الأوسط”.

ويقول مراقبون إن روسيا أبدت منذ سنوات رغبة في وضع موطئ قدم لها في لبنان، مراهنة على العلاقات الطيبة مع جميع الأفرقاء في هذا البلد ومن بينهم تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي، مع تجنب استفزاز الولايات المتحدة، بيد أن تعاظم نفوذها في المنطقة وتصاعد التوترات والمنافسة بينها وبين واشنطن على أكثر من جبهة قد يدفعانها لمزيد من الحضور السياسي في هذا البلد، وربما حتى الرهان على فريق بعينه لاسيما التيار الوطني الحر وبأقل درجة حزب الله الذي يدور بكليته في الفلك الإيراني.

2