عودة السياح الروس تعيد الحياة إلى القطاع السياحي المصري

تستعد المدن السياحية المصرية لاستقبال أولى رحلات الطيران الروسي المباشر إلى شرم الشيخ الاثنين، خاصة أن عودة السياحة الروسية ستساهم بشكل كبير في الترويج للسياحة المصرية وعودة الحياة داخل القطاع.
القاهرة - ينتظر العاملون في القطاع السياحي المصري الاثنين جني ثمار قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين برفع الحظر المفروض منذ عام 2015 على تسيير الرحلات الجوية إلى منتجعات مصر.
وأعلن رئيس رابطة الشركات السياحية الروسية ديمتري غورين أنه لم تعد هناك أسباب تدعو لإيقاف رحلات استجمام الروس إلى مصر.
وأضاف غورين إن “القرار النهائي لإعادة تشغيل الرحلات يبدأ من التاسع من أغسطس، حيث ستنظم 5 رحلات يومية إلى مطار الغردقة و5 أخرى يومية إلى شرم الشيخ لكلا الجانبين المصري والروسي”.
وتوقع المسؤول الروسي زيادة عدد الرحلات تدريجيا في المستقبل القريب، وهذا الأمر سيساهم بخفض تكاليف التذاكر والرحلات بين روسيا ومصر.
ويبلغ متوسط فاتورة الجولات الأسبوعية لشخصين على الرحلات المنتظمة ابتداء من التاسع من أغسطس 70 ألف روبل (950 دولارا) للفنادق ذات الثلاث نجوم، و80 – 90 ألف روبل (1100 – 1220 دولار) للفنادق الأربع نجوم وحوالي 100 – 120 ألف روبل (1350 – 1600 دولار) للفنادق الخمس نجوم، وفقا للمسؤول.
وقال غورين إن 300 ألف سائح روسي على الأقل يمكنهم تغيير رحلاتهم المجدولة إلى تركيا، وتغييرها باتجاه مصر. وأضاف “يجري تنفيذ 700 ألف رحلة، ويتم حل مشكلة 300 ألف رحلة أخرى. مصر يمكن أن تصبح بديلا معادلا لتركيا”.
وتابع المسؤول الروسي أن الرحلات الجوية المتفق عليها إلى مصر لا يمكنها تلبية الطلب والوفاء بجميع التزامات منظمي الرحلات السياحية.
وأصدرت وكالة النقل الجوي الفدرالية الروسية تصاريح لخمس رحلات أسبوعيا إلى الغردقة وخمس رحلات أسبوعيا إلى شرم الشيخ.
وقالت السفارة الروسية إنه “سيتم اتخاذ قرار آخر لزيادة عدد الرحلات الجوية في هذه الاتجاهات من مدن أخرى إلى بلدنا بناء على نتائج الزيارة القريبة للوفد الروسي إلى مصر لتقييم الوضع الوبائي”.
وعلى الجانب المصري استقبلت المنتجعات المصرية الخبر بحفاوة كبيرة.
300 ألف سائح روسي على الأقل يمكنهم تغيير رحلاتهم المجدولة إلى تركيا باتجاه مصر
وقال تامر مكرم رئيس جمعية مستثمري جنوب سيناء إن خطوة استئناف السياحة الروسية تمثل أهمية كبيرة، خاصة أن وجود وباء كورونا أثر بشكل كبير على السياحة العالمية بدرجة كبيرة.
وأوضح في حديثه لوكالة سبوتنيك الروسية أن الإجراءات المتخذة في الفنادق دقيقة إلى درجة كبيرة، حيث أن الفنادق لا بد أن تحصل على شهادة بشأن مدى تطبيقها للإجراءات الاحترازية، إضافة إلى أن جميع العاملين في شرم الشيخ في السياحة حصلوا على اللقاح.
وتابع إن زيادة الأعداد ستكون لها انعكاسات إيجابية على قطاعات عدة وليس على السياحة فقط. وفي ما يتعلق بالعمالة، أوضح مكرم أنهم حاولوا طوال الفترة الماضية الحفاظ على العمالة في الفنادق، خاصة أن الجميع كان ينتظر عملية الاستئناف.
وقال بوب نظير، صاحب أحد الفنادق بمدينة دهب، إن عودة السياحة الروسية إلى المنتجعات المصرية خطوة طال انتظارها. وأضاف أن ذلك سينعكس بشكل كبير على عودة الأطقم التي كانت تعمل بمجال السياحة، خاصة أن بعض الفنادق بدأت في إعادة العاملين الذين تركوا العمل تأثرا بجائحة كورونا وتوقف حركة السياحة.
وأشاد نظير بالإجراءات المتخذة بشأن مواجهة كوفيد – 19، حيث استهدفت الدولة تطعيم كافة العاملين في قطاع السياحة والتأكد من حصولهم على الجرعتين. إجراءات أخرى تشترطها المطارات المصرية وكذلك الفنادق، تتمثل في شهادة الحصول على اللقاح أو تحليل “بي.سي.أر” الخاص.
ويشير نظير إلى الإجراءات التي تتخذ داخل الفنادق من خلال عمليات التعقيم ونسب الإشغال ومتابعة السائحين والعاملين بشكل مستمر، بحيث أنه حال ظهور أي أعراض على أي شخص يتم اتخاذ ما يلزم من إجراءات.
كما لفت بوب إلى أن عودة الرحلات المباشرة تعني عودة جنسيات أخرى، حيث أن التأكد من الاشتراطات الأمنية وكذلك الصحية سيعطي مؤشرات إيجابية للدول الأخرى باستئناف رحلاتها إلى مصر.
كمل تلقى العاملون في قطاع السياحة الخبر بشعور مغاير، حيث أن البعض منهم قرر العودة بالفعل للعمل في تخصصه بعد أن توقف إثر جائحة كورونا التي انعكست بشكل كبير على قطاع السياحة.
وفرض الحظر على خلفية كارثة تحطم طائرة الركاب الروسية “7K – 9268” من طراز “إيرباص إيه 320” فوق شبه جزيرة
سيناء في الواحد والثلاثين من أكتوبر 2015 ما أودى بأرواح 224 شخصا كانوا على متنها.
وبينما استؤنفت حركة الطيران بين روسيا ومطار القاهرة عام 2018، استمر قرار توقف رحلات الطيران العارض من روسيا إلى المنتجعات السياحية المصرية، حتى استكمال مجموعة من اشتراطات الأمان التي طلبتها روسيا.
وخلال هذه السنوات زار مصر العشرات من الوفود الروسية لتقييم الإجراءات الأمنية في المطارات المصرية، والتأكد من مطابقتها لاشتراطات الأمان التي حددها الجانب الروسي.
وأعلنت الرئاسة المصرية في الثالث والعشرين من أبريل الماضي اتفاق الرئيسين المصري والروسي على استئناف حركة الطيران العارض للمنتجعات السياحية في مصر.
وفي الثامن من يوليو الماضي وقع الرئيس الروسي مرسوما يلغي المرسوم الخاص بحظر الرحلات الجوية إلى المنتجعات المصرية.
وقال الخبير السياحي محمد كارم “إنه من الضروري عدم الاعتماد بشكل أساسي على السياحة الروسية والتعلم من الخطأ الذي ارتكب من قبل، وذلك بسبب التقلبات التي من الممكن حدوثها وأيضا ظروف فايروس كورونا، لذا يجب السعي لفتح أسواق سياحية جديدة”.
وأوضح الخبير السياحي أن مستقبل السياحة المصرية في دول أميركا اللاتينية واعد وأيضا دول أوروبا، مؤكدا على أهمية فتح خطوط جديدة لشركة مصر للطيران في مختلف دول العالم للمساهمة في تشغيل الحركة السياحية.