عملية استخباراتية تفتح للروس أبواب التمدد في تشاد

التمدد الروسي يتوسع في منطقة الساحل والصحراء.
الخميس 2024/05/30
توافق استراتيجي

كشف بلاغ صادر عن وزارة الدفاع الروسية عن تطور في العلاقات الأمنية والعسكرية بين موسكو ونجامينا في سياق استمرار التمدد الروسي في منطقة الساحل والصحراء.

وقالت الوزارة إنه “نتيجة لعملية تحرير الأسرى العسكريين (التشاديين)، شكر وزير دفاع جمهورية تشاد روسيا”، مشيرا إلى أنها “كانت دائما شريكا موثوقا به للدول الأفريقية، على عكس فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة والتي فقط حصلت على فوائد من الأفارقة”.

وذكّرت الوزارة بأن موسكو استضافت في يناير 2024 اجتماعات رسمية لرئيسي روسيا الاتحادية وجمهورية تشاد، وكذلك رؤساء الإدارات العسكرية لتحسين التعاون بين الإدارات في البلدين.

وأوردت تقارير إعلامية أن القوات الروسية قامت الثلاثاء في جمهورية أفريقيا الوسطى بتنفيذ عملية مع القوات التشادية لتحرير 21 عسكريا تشاديا كانوا قد أسروا من قبل مسلحين إسلاميين، قبل تسعة أشهر واحتجزوا في ظروف غير إنسانية وتعرضوا للتعذيب.

في أبريل الماضي، تحدثت تقارير غربية عن هبوط مجموعة مكونة من 130 مدربا روسيا في العاصمة التشادية نجامينا

وبعد نجاح عملية تحريرهم، تم نقل جميع الأسرى أولا إلى موقع مؤقت حيث قدم لهم المسعفون الروس الرعاية اللازمة، ثم تم إجلاؤهم إلى وطنهم تحت مراقبة ومرافقة الجنود الروس.

ومثلت هذه العملية إعلانا صريحا عن دخول التعاون الأمني والعسكري بين نجامينا وموسكو مرحلة التفعيل الرسمي، بما يجعل تشاد تلحق بجاراتها المرتبطات بعلاقات قوية مع روسيا مثل النيجر ومالي وبوركينا فاسو وجنوب أفريقيا وشرق ليبيا.

ويرى مراقبون، أن العملية ذات الصبغة الاستخباراتية التي نفذتها القوات الروسية في جمهورية أفريقيا الوسطى، فتحت أمام موسكو أبواب التمدد في تشاد، وذلك مع اتساع مستويات القناعة لدى حكومات وشعوب المنطقة بأن الروس أكثر جدية من منافسيهم الغربيين، وخاصة في محاربة الإرهاب، والعمل على إرساء مفاهيم الأمن والاستقرار.

وكان الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو في شهر يناير الماضي، في إطار دعم الأخير للنظام التشادي.

وفي أواخر أبريل الماضي تحدثت تقارير إعلامية غربية عن هبوط مجموعة مكونة من 130 مدربا روسيا في العاصمة التشادية نجامينا، على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية الإثيوبية.

ونقلت مصادر استخباراتية عن موقع “تشاد وان” الإعلامي، أن الرجال الذين هبطوا هم أعضاء في مجموعة فاغنر شبه العسكرية السابقة، التي أعيدت تسميتها بفيلق أفريقيا. 

 وكان أحد أعضاء الحكومة الروسية قد اعترف سابقا بأن تشاد مسلحة بمجموعة واسعة من المعدات العسكرية والخاصة من إنتاج سوفييتي وروسي، الأمر الذي يتطلب إصلاحها وصيانتها وتحديثها بشكل منتظم. 

وتعود العلاقات الروسية – التشادية إلى 24 نوفمبر 1964، وقد تعززت في عدة قطاعات مثل النفط والزراعة والجيش والطاقة والأمن.

وبحسب مراقبين، فإن تطور علاقات تشاد مع روسيا يأتي على حساب علاقاتها مع الولايات المتحدة التي يبدو أنها تتراجع نحو نقطة الصفر.

وفي شهر أبريل الماضي، قالت قناة “سي إن إن” الأميركية إن حكومة تشاد وجهت رسالة إلى الولايات المتحدة، هددت فيها بإلغاء الاتفاقية حول وجود القوات الأميركية على أراضي البلاد دون المطالبة مباشرة بالمغادرة.

وأضافت القناة، أن الرسالة تم توجيهها إلى الملحق العسكري الأميركي في تشاد، وهي حسب مسؤولين أميركيين لم تتضمن مطالبة مباشرة بمغادرة القوات الأميركية، لكنها هددت بإلغاء الاتفاقية حول وضع القوات التي تحدد شروط وجود القوات الأميركية في قاعدة عسكرية فرنسية في العاصمة نجامينا.

وجاءت تلك الرسالة بعد شهر تقريبا من إعلان السلطات العسكرية في النيجر المجاورة عن إلغائها الاتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة، والتي كانت تسمح بوجود العسكريين الأميركيين على أراضي البلاد.

ولا تخفي نجامينا دخولها في حالة تنسيق أمني وعسكري وسياسي مع تحالف دول الساحل المكون من النيجر ومالي وبوركينا فاسو، وهو ما جعلها تنضم للمناورة العسكرية بين جيوش الدول الثلاث في غرب النيجر.

4