علي شاكر نعمة ينثر وروده التشكيلية في بغداد

لوحاته ليست "ستلايف" دراسي، أو مشاهد لطبيعة صامتة، هو لا يريدها هكذا أصلا، بل هي عنده طبيعة "صامدة" فعلا بوجه كل أفعال القبح التي يفتعلها الكارهون للحياة.
السبت 2025/04/26
ورود في زمن عصيب

بغداد - على قاعة الأطرقجي للفنون، في العاصمة العراقية بغداد، ينتظم المعرض الشخصي الثاني للفنان علي شاكر نعمة تحت عنوان “وَرد”، ويضم تجربته الأخيرة في فن الرسم.

قدم الفنان علي شاكر لوحات كبيرة الحجم بقياسات مختلفة، كانت لنا شبه مفاجأة فعلا، ليست بـ”وردات” اللوحات، بل موضوع تناول الورد نفسه، في هذا الزمن العصيب، والفوضى العارمة في مجتمعنا وفي الساحة العالمية عموما،  حيث تتقاذف فيه الأسلحة الفتاكة، من كل جانب، بين هذا وذاك، وفظاعة الموت المجاني ووحشيته، ومواصلة التهجير العنصري، وكل ما يحصل في العالم، لتجيء لوحات علي شاكر، وكأنها ردا رادعا ومفروضا على كل هذه الممارسات السلبية والمعاناة الإنسانية التي تبدو أنها لا تنتهي، ليرسل من خلالها بعض الطمأنينة الشفافة، وبلسما مريحا لجروحنا العميقة، وبعضا من خيوط رفيعة من بصيص أمل قد يأتي أو لا يأتي.

لوحات علي شاكر، هي ليست “ستلايف” دراسي، أو مشاهد لطبيعة صامتة، هو لا يريدها هكذا أصلا، بل هي عنده طبيعة “صامدة” فعلا بوجه كل أفعال القبح التي يفتعلها الكارهون للحياة.

الفنان تناول كل الألوان دون قيد، نشر ورداته الملونة على أكتاف الأنهر،وعلى الطرقات وزرعها في نفوسنا المتعبة
الفنان تناول كل الألوان دون قيد، نشر ورداته الملونة على أكتاف الأنهر،وعلى الطرقات وزرعها في نفوسنا المتعبة

وفي قراءة بصرية فيما قدمه الفنان علي شاكر في هذا المعرض، الذي انطلق منذ مساء الجمعة 18 أبريل الجاري، نتلمس جليا تلك الروحية النابضة بالحياة والأمل والرسوخ والولادة والطموح، في جميع لوحاته، حيث اختزل الألوان فيها بشكل قاس جداً، وبضربات فرشاته السريعة العاتية كهبوب الرياح التي تتمايل معها كل الأغصان الطرية.

هو لا يريد أن يرسم مناظر طبيعية بتفاصيل دقيقة، وكأنها صور فوتوغرافية تتوقف عندها الحياة.. لا.. فطالما ونحن نقف ونبصر هذه اللوحات، نعيش فيها لحظات الربيع وألوانه الزاهية.

لقد تناول الفنان علي شاكر كل الألوان دون قيد، حتى اللون الذهبي كان شاخصا ويشارك الألوان الباقية بهجتها ورمزيتها التعبيرية. وقد نشر ورداته الملونة على أكتاف الأنهر، وعلى جسور السيارات، وعلى الطرقات، وأهمها زرعها في نفوسنا المتعبة.

والفنان علي شاكر نعمة، من مواليد بابل في العراق عام 1972. حاصل على بكالوريوس في كلية الفنون الجميلة – جامعة بابل عام 1994، وماجستير فنون جميلة تخصص رسم عام 2001، ودكتوراه فلسفة الفن الحديث عام 2007، وهو عضو في نقابة الفنانين العراقيين منذ العام 1994، وعضو جمعية التشكيليين العراقيين منذ العام ذاته.

حاز جائزة فناني العراق الشباب عام 1994، واشترك في العديد من المعارض الجماعية التي أقيمت داخل العراق وخارجه.

وقد أقام معرضه الشخصي الأول بعنوان “تجريدات لزماننا الغائب” في بيروت عام 2015 لالمركز الثقافي العراقي.

يعمل حاليا أستاذا جامعيا في كلية الفنون الجميلة، ومدرسا لمادة مشروع التخرج وتقنيات الرسم للدراسات العليا. وهو أيضا مدير متحف الفنان عبدالرحيم الوكيل في كلية الفنون الجميلة بجامعة بابل. كما عمل لعامين مدرسا في كلية الهندسة قسم المعماري لمادة الرسم الحر.

14