"على وهج نوفمبر" معرض فني يراهن على التشكيليين العُمانيين الشباب

تجربة فنية رائدة للتعرف عن كثب لمواهب وخبرات تشكيليين عومانيين.
الاثنين 2020/11/16
أعمال من مدارس مختلفة

مسقط - شهدت الفنون التشكيلية في الخليج العربي تطورا هاما، حيث تعيش نهضة آخذة بالتوسع والتطور والانفتاح على مختلف الفضاءات التشكيلية العالمية، وقد نالت إعجاب العديد من المختصين العالمين، الذين أخذ الكثير منهم يحطون رحالهم في الخليج لعرض أعمالهم أو حضور مناسبة فنية أو نقاش قضايا هذا الفن العريق.

ولم تتخلف سلطنة عمان عن النهضة التشكيلية الخليجية، حيث تطور الفن التشكيلي فيها رغم وجود العديد من المصاعب والعراقيل التي ما لبثت أن تلاشت مع نمو الوعي الفكري والذوق الفني، بالتوازي مع التقدم العصري والتطور التنموي في كافة ميادين الدولة بما في ذلك إنشاء المراكز الثقافية والأندية والهيئات التي تدعم الشباب ماديا ومعنويا.

وقد ساعدت عوامل كثيرة على انتشار الحركة التشكيلية العمانية ومواكبتها للتطلعات المستقبلية، لكي تؤدي دورها الثقافي والحضاري. ومن بين هذه العوامل الاستفادة من وجود بعض الفنانين الأجانب والمتذوقين الذين قدموا إلى السلطنة كخبراء في العديد من المجالات، مما أوجد نوعا من الاحتكاك وتبادل وجهات النظر، وذلك من خلال المشاركة في قراءة المحيط وإضفاء جو تسوده المحبة والاحترام وقراءة تجارب الآخرين.

ولكن يبقى الرهان الاول وأهم العوامل المساهمة في القفزة الفنية التي تشهدها السلطنة هو الرهان على الشباب، فكان للمدارس التعليمية دور مهم في تعريف المواهب الشابة على مادة التربية الفنية ودعوتهم لممارسة الفنون التشكيلية وإقامة المعارض المدرسية لهم، أضف إلى ذلك أن الموضوعات الحياتية اليومية التي كانت في متناول الفنان، قد فتحت مساحة لجذب الجمهور نحو المعارض والملتقيات التشكيلية ومشاركته في دفع الحركة قدما نحو الأمام.

ومع زيادة المعارض وإتاحة الفرص للفنانين التشكيليين بالتواجد والتواصل مع الآخرين، أصبح لتعددية الاتجاهات والمدارس والأساليب حضور ودور في تكوين الصورة لملامح البناء الجديدة للحركة التشكيلية العمانية التي اغتنت من المقومات الحضارية والثقافية والتاريخية والطبيعية والمظاهر الاجتماعية التي تمثل مثيرات بصرية ومقومات للبنية الجمالية في أعمال الفنانين.

وفي إطار اهتمام سلطنة عُمان بالحركة الفنية التشكيلية على نشاطات الموهوبين، أقامت وزارة الثقافة والرياضة والشباب العمانية، ممثلة بالجمعية العُمانية للفنون التشكيلية، معرضا تشكيليا افتراضيا بعنوان “على وهج نوفمبر” الذي افتتح أخيرا وتتواصل فعالياته على موقع الجمعية للتواصل الاجتماعي حتى نهاية شهر نوفمبر.

المعرض يهدف إلى إبراز المواهب والخبرات والتجارب الفنية في مختلف المدارس الفنية ويربط بين المجتمع والفنانين التشكيليين

ويهدف المعرض إلى إبراز المواهب والخبرات والتجارب الفنية في مختلف المجالات والمدارس الفنية وأيضا تعريف المجتمع بالفنانين التشكيليين بمحافظتي البريمي والظاهرة.

ويشارك في المعرض 14 فنانا وفنانة تشكيلية يعرضون 25 عملا فنيا، تنوعت بين الواقعي، والتجريدي، والانطباعي والتأثيري، وخط عربي وتشكيلات حروفية بالإضافة إلى الخزف، والنحت على الرخام والخشب.

 وتمازجت في الأعمال الفنية ألوان الفنانين وتنوعت بين مجالات الرسم والتصوير بالألوان الزيتية، الإكريليك والمائية بالإضافة إلى الرسم بالفحم، الرصاص والباستيل ومنها ما تم بها استخدام خامات مختلفة سواء خامات البيئة أو خامات فنية، واتسمت هذه الإبداعات بالتنوع في أساليب الفنانين المشاركين حيث أبدع بعضهم في مجال التصميم الغرافيكي سواء في التشكيل الفني أو التشكيلات الحروفية، بالإضافة إلى الفنون الحديثة كالرسم بالقهوة.

وفي رؤيته للمعرض الذي يشارك فيه قال الفنان التشكيلي خليل بن سالم الكلباني إن مشاركته في معرض “على وهج نوفمبر” تمثلت بمنحوتة خشبية بعنوان “أن لا نسقط” من خشب السمر العماني، وتمثل وتعبر عن الواقع الحالي حيث تجسد الإنسان بطابع مجرد وهو يميل للسقوط لولا وجود العوامل المحيطة التي تدعمه وتسنده للثبات في مواجهة الحياة وتقلباتها المختلفة.

فيما يقول الفنان التشكيلي إسماعيل بن حمد بن خميس البلوشي “سعيد جدا بمشاركتي بهذا المعرض، لأنه بمثابة تضامن وترابط في ظل هذه الجائحة وهذا ما مثلته منحوتتي التكوينية حيث استخدمت خشب الشريش الذي كان بمثابة تحدّ بالنسبة إلي، فالعمل يتكون من قسمين قمت بربطهما بمادة الرزين وبهذا يمثل هذا العمل هذه الظروف المليئة بالتحدي والتي تدعونا للترابط لنرتقي بإنجازاتنا التي تساهم في بناء الوطن”.

وتقول الفنانة التشكيلية هالة بنت راشد بن سليم القمشوعية “مشاركتي عبارة عن مجموعة من اللوحات المائية متنوعة المواضيع مختلفة الأساليب بعض الشيء، ولكنها تخرج بمضمون واحد ألا وهو إظهار جمالية وشفافية الألوان المائية حيث بات هذا النوع من الرسم يلفت الأنظار ويبهر العين ويلهم النفس ولا يقل بجماله عن بقية اللوحات الفنية الأخرى”.

أما الفنانة التشكيلية سليمة بنت جمعة بن طناف البلوشية فتؤكد أن أعمالها تسعى في مجملها إلى أن تكون لها بصمة خاصة، لافتة إلى النهضة التشكيلية التي تعرفها عُمان.

وتأتي إقامة مثل هذه المعارض ضمن سعي الجمعية العُمانية للفنون التشكيلية لتحقيق أهدافها في رعاية الحركة التشكيلية وتعزيز قيمة التواصل والتعاون بين فناني السلطنة والمهتمين ولدعم الفنان التشكيلي العُماني ليسهم بدوره في إثراء الحركة الفنية التشكيلية في السلطنة.

14