على الرجال اليوم القيام بأكثر ما يخيفهم وهو احتضان عنصر الأنوثة داخلهم

الهولندي يانس فان تريخت: النسوية السبيل الذي يحتاجه الرجال لتحرير أنفسهم.
الأحد 2022/10/23
هل الرجال والنساء متماثلون أم مختلفون (لوحة للفنانة نور بهجت)

أول ما يخطر على البال عندما نسمع كلمة “نسوية”، هو مجموعة من النساء الغاضبات والكارهات للرجال، والمطالبات بحقوق المرأة، وبالمساواة مع الرجل. ولكن، هل يمكن أن نطلق اللقب نفسه على الرجال؟ رجال نسويون؟ نعم.. يمكننا ذلك. وفقا للباحث والناشط الحقوقي يانس فان تريخت.

هذا الكتاب ليانس فان تريخت المتخصص في الدراسات النسائية ومؤسس منظمة “المحرر” “النسوية للرجال.. لماذا النسوية مهمة للرجال؟” يبدأ وينتهي عند فكرة أن النِسوية مفيدة للرجال، حيث يرى أن النِسوية تحتاج إلى الرجال للمساعدة في خلق عالم أفضل، ويحتاج الرجال إلى النِسوية للمساعدة في خلق حياة أفضل لأنفسهم.

يتناول يانس في كتابه، الصادر عن دار العربي بترجمة نانسي محمد، النِسوية وعلاقة الرجال أو المجتمع الذكوري بها، وهو أيضا عبارة عن قاموس جمع أهم المصطلحات المستخدمة في هذا العالم؛ مثل، النوع أو الجندر، ومفهوم التحرر لدى الرجال والنساء، والنظام الأبوي وتأثيره على كل من الرجال والنساء على حد السواء، وأخيرا، المراحل المختلفة التي مرت بها الحركة النسوية والأخطاء التي وقعت فيها.

المساواة والعدالة

يانس فان تريخت: مواجهة الصور النمطية للذكورية أو حتى التشكيك فيها لم تنجح بالكامل، ومع ذلك، فهناك تحدٍ لشرعية هيمنة الذكور وتميزهم
يانس فان تريخت: مواجهة الصور النمطية للذكورية أو حتى التشكيك فيها لم تنجح بالكامل، ومع ذلك، فهناك تحدٍ لشرعية هيمنة الذكور وتميزهم

يعتبر يانس أن مصطلح “تحرير الرجال” قد أصبح شائعا بين من يقولون إن الحركة النسوية الحديثة قد تجاوزت الحدود في الآونة الأخيرة، وأن الرجال بالتالي بحاجة إلى التحرر من المؤسسات والمواقف القمعية للمجتمع والثقافة النسوية. ويقول “حيث إنني أناقش حركات الرجال المختلفة لاحقا في هذا الكتاب، اسمحوا لي الآن بأن أوضح أن الشيء الذي يحتاج الرجال إلى تحرير أنفسهم منه هو المفاهيم السائدة لـ‘الجندر‘ و‘الأدوار الجندرية‘، وهي الأدوار الاجتماعية المحددة لكل نوع، والنسوية هي سبيلهم إلى تحقيق ذلك”.

ويتابع متسائلا “هل الرجال والنساء متماثلون أم مختلفون؟” ويقول “إنه موضوع النقاش الأبدي داخل ومع وحول الحركة النِسوية. تتضمن تعريفات القاموس الخاصة بالمساواة: شرط المساواة من حيث الكم أو المقدار أو القيمة أو القوة، إلخ، وشرط المساواة في الكرامة أو المنزلة أو الامتيازات مع الآخرين، وشرط المساواة في القوة أو القدرة أو الإنجاز أو التميز. وعادة ما تدور النقاشات النسوية حول كون النساء متساويات مع الرجال أو يحملن القيمة نفسها مثلهم، وغالبا، نادرا ما تختلف تلك النقاشات عن بعضها”.

 وعادة ما تشدد حملة “حق النساء في التصويت” على أن النساء متساويات مع الرجال، وبالتالي ينبغي أن يتمتعن بالحقوق نفسها، لكن العديد من الناشطين أكدوا أيضا أن حق النساء في التصويت ضروري، لأن النساء على وجه التحديد مختلفات؛ وهو ما يعني إضافتهن صوتا وقيما جديدة إلى عملية صناعة القرار السياسي. ونرى وجهات النظر نفسها هذه في المناقشات حول دخول النساء إلى سوق العمل وحصولهن على الوظائف العليا، أو حول أهمية مشاركة الآباء في تربية أطفالهم، إذ يجب على الآباء القيام بالمزيد من مهام رعاية الأطفال، لأنهم يتمتعون بقدر جيد من الكفاءة مثلهم مثل الأمهات، أو لأنهم يقومون بها بشكل مختلف.

ينطبق مفهوم مشابه لهذا الوضع على تعليم الفتيان: يجب معاملة الفتيان بشكل مختلف لأنهم مختلفون عن الفتيات، أو يجب تشجيعهم على التدريب في المهن التي تتطلب الرعاية، لأن الرجال يتمتعون بالقدر نفسه من الكفاءة، وهم مطلوبون فيها كما النساء.

النسوية الجديدة في القرن الحادي والعشرين تتصف بالتقاطعية إذ تتجاوز الخطوط الفاصلة للجنس والعرق والجنسانية والطبقة الاجتماعية

ويرى يانس الذي يؤكد على الاختلافات بين النساء والرجال من أجل تعريف كلا الجنسين وفقا للصفات التي تُعد أساسية وبيولوجية، وبالتالي لا يمكن تغييرها. نتيجة لذلك، يمكن عد النساء دائما – وفقا لمنطق النظام الأبوي الذي دائما ما يرتب الأشياء في تسلسل هرمي – أقل في الأهمية من الرجال. وهو منطق لطالما قاومته الحركة النِسوية. إذا، يجب علينا أن ندرك أن النساء والرجال لديهم الصفات الإنسانية نفسها، بغض النظر عما إذا كنا قد قررنا تصنيف تلك السمات بعدها تابعة للذكورية أو الأنوثة. نحن بحاجة إلى أن نؤمن بأن كليهما متساوٍ في الأهمية، بغض النظر عن تصنيفهما. وإذا أخذنا الاختلافات بين الرجال والنساء كنقطة انطلاق فسنعاملهم بشكل مختلف، وبالتالي سنحصل على نتائج مختلفة.

ويؤكد أن مفهومي النِسوية والتحرر يستخدمان غالبا مع بعضهما البعض أو بالتبادل، بل ويتداخلان أحيانا، إلا إن لهما معاني مختلفة، فالنسوية هي النظرية والتطبيق. وبالنسبة إليه، تدور النسوية حول التحليل والأيديولوجيا والمنظور. وتتمثل مهمتها في إعطاء مضمون لـ”التحرر”، وبعبارة أخرى، تتمثل مهمتها في تحقيق التحرر على أرض الواقع، والعمل على تحقيق المساواة والعدالة.

ويقول يانس “نحن نعيش في مجتمع أبوي، حيث يُعَد الرجال والذكورة قاعدة يتم قياس كل شيء آخر وفقا لها، وترتيبه هرميا في هياكل السلطة التي تبدو لمعظم الناس بديهِية؛ تقدر الأشياء المرتبطة بالرجال والذكورة أكثر من الأشياء المرتبطة بالمرأة والأنثوية. بالطبع، تغير الكثير في السنوات الأخيرة، ومع هذا فلا تزال هذه الآلية ثابتة. تُميز الأبوية بين الرجل والمرأة، وتحدد الاختلافات بينهما في تسلسل هرمي. لا وجود لما يمكن أن نقول إنه ببساطة مختلف، لأنه دائما ما يوجد ما هو أهم وأعلى قيمة من غيره. إن نقطة الانطلاق لهذا الكتاب هي أنه على الرغم من أن النظام الأبوي يفيد الرجال بطرق مختلفة، فهم يدفعون بسببه ثمنا باهظا، لذلك فإن النسوية تهدف إلى تحريرنا من النظام الأبوي لكي نتمكن جميعا من التطور كأفرادٍ، بدلا من رجال أو نساء”.

النسوية الجديدة

مصطلح "تحرير الرجال" قد أصبح شائعا بين من يقولون إن الحركة النسوية الحديثة قد تجاوزت الحدود في الآونة الأخيرة

يلفت إلى أنه في 2019، كانت المناقشات ما زالت دائرة حول الحقوق المتساوية وتكافؤ الفرص، لكنها تتعلق باللغة بشكل أساسي. فما هو “التحرير” بالضبط؟  أما زالت الحركة النسوية مطلوبة؟ هل تمادت يا ترى؟ والنتيجة هي أن تحرير المرأة قد تحقق، وأن أي عدم مساواة متبقٍ هو نتيجة الاختيارات الفردية التي يتخذها الناس. ونرى في كل مكان طريقة التفكير الليبرالية الجديدة هذه، والتي بموجبها يحدد طرف واحد القاعدة الأساسية، وعلى الجميع (ببساطة) بذل قصارى جهده للتوافق مع تلك القاعدة.

لذلك نحن نعيش الآن في عالم نحاول جعل النساء فيه أكثر تقبلا لعنف الذكور (بدلا من فعل شيء حيال ذلك)، حيث تتعلم النساء أن يقلن “لا” للرجال الذين يتجاوزون حدود السلوك الجنسي (بدلا من اتخاذ رد فعل مناسب)، وحيث تُشجع النساء على كسر الزجاج كوسيلة اعتراض، ويُترك المثليون جنسيا وشأنهم ما داموا يتصرفون “بشكل طبيعي” أمام الجميع.

 في الواقع، ووفقا لرئيس الوزراء الهولندي، نحتاج جميعا إلى أن “نتصرف بشكل طبيعي”، أو أن “نخرس”، أو أن “نكافح” من أجل مكاننا في المجتمع. حيث إن الشكوى والتذمر للخاسرين فقط، وإذا ابتعدت عن المعيار المجتمعي المحدد (أي أن تكون ذكرا أبيض تميل إلى الجنس الآخر) فهذا شأنك الخاص.

ويضيف يانس أن الأسباب الكامنة وراء جميع أنواع المشكلات لا تُعالج ولا يتحدث عنها أحد. وبدلا من ذلك، فإن الخطاب النيوليبرالي مستمر في اكتساح باقي الخطابات. تنص القوانين السائدة الآن على أن الرجال بحاجة إلى الانتباه حتى لا يصبحوا ضحايا لـ”التأنيث المفرط” للمجتمع. على الرغم من ذلك، فهناك تطورات واضحة ومشجعة على الجبهة النسوية في السنوات الأخيرة، وتشمل علاقة جديدة بين الرجل والحركة النِسوية.

نحن نعيش في مجتمع أبوي حيث يعد الرجال والذكورة قاعدة يتم قياس كل شيء آخر وفقا لها

على الصعيد الدولي، هناك حركة “إشراك الرجل”، وحملة “HeForShe” التي أطلقتها هيئة الأمم المتحدة للمرأة. وفي هولندا، تنشط حملة “المتحررة” منذ عام 2013، وفي عام 2015 نُشر”Het F-Boek”، وهو كتاب يضم عددا من المقالات القصيرة حول أهمية النسوية المعاصرة، والتي عكست العديد من وجهات النظر المختلفة، بما في ذلك وجهات نظر عدد من الرجال. وأعلن العديد من قادة العالم من الذكور أنهم نسويون، وكنتيجة لحركة Me Too (أنا أيضا) التي أظهرت مدى العنف الجنسي المروع، تزايد عدد الرجال الذين يعلنون صراحة أنهم نسويون. وشارك عدد كبير منهم في المسيرات النسائية Women’s Marches في مختلف أنحاء العالم.

ويوضح أن النسوية الجديدة في القرن الحادي والعشرين تتصف بـ”التقاطعية”، أو بعبارة أخرى، تتجاوز الخطوط الفاصلة التقليدية للجنس والعرق والجنسانية والطبقة الاجتماعية. ويتمركز التقاطع حول التفاعلات بين العوامل المختلفة، والتي لا شك في أنها ذات صلة بموضوع الرجال والنِسوية.

 وعلى الرغم من أنه يكتب في هذا الكتاب عن الرجال بشكل عام، فمن الواضح أن الرجال ليسوا أقل سعة في الحيلة والتنوع من النساء، فهم لديهم مجموعة واسعة من المواقف المختلفة تجاه التمييز الجنسي، والعنصرية، وعدم المساواة الاقتصادية، وغيرها من أشكال الظلم المختلفة. فللاستعمار، والعبودية، وهجرة اليد العاملة، والحاجة إلى الهروب من العنف، جميعها عواقب على الأفكار المتعلقة بما تعنيه الذكورة والأنثوية، والأسس المجتمعية والأسرية، تماما مثلما تفعل الأديان والثقافات ووسائل الإعلام، أو الفردية مثلا.

التخلي عن الذكورة

هل الرجال والنساء متماثلون أم مختلفون (لوحة للفنانة نور بهجت)
التخلي عن الذكورة

يكشف يانس أن محاولات مواجهة الصور النمطية للذكورية أو حتى التشكيك فيها لم تنجح بالكامل، ومع ذلك، فهناك تحدٍ لشرعية هيمنة الذكور وتميزهم، إذ أصبح موقف الأولاد والرجال ودورهم أقل وضوحا، وهذا سبب كل النقاش في وسائل الإعلام حول “أزمة الرجولة”، والخوف من عدم السماح للرجال بأن يصبحوا رجالا بعد الآن، وانتشار الدعوات لإعادة الذكورة إلى مكانتها السابقة. ونرى ميلا مشابها في العالم التجاري، فمع حرصهم على استغلال حالة انعدام الأمان الحديثة للرجال والنساء على حد السواء، على الرغم من حدوث التغيير هنا أيضا، فإعلانات مزيل العرق التي ظلت لفترة طويلة تقدم للرجل جنة مليئة بالنساء مرتديات الـ”بيكيني”، تغيرت وأثارت سؤالا؛ هل من المقبول للرجال الآن أن يقوموا بأشياء تُعَد عموما أقل ذكورية؟

 ظهرت خطوط إنتاج كاملة لمنتجات النظافة الشخصية، بما في ذلك منتجات العناية بمنطقة الـ”بيكيني” للرجال، ومستحضرات العناية بتلك المنطقة الموجودة بالأسفل. وفي الوقت نفسه، تلفت الإعلانات انتباه الرجال إلى انعدام الأمان لديهم حول الأداء الجنسي، والرسالة هي أن المتطلبات الرئيسة هي أن تكون سريعا وطويلا وصلبا. فتجعل البيرة الرجال حمقى وناعمين وضعفاء، وتظهر كميات مهولة من قطع اللحم المشوي للتأكيد على أن الرجال الحقيقيين يحبون تناول الكثير من اللحوم.

ويلاحظ أن الرجال يعاملون في هذه الرسائل التجارية العصرية كذكور (كجنس) ورجال (كنوع / جندر)، ولا يزالون يميلون إلى الاعتقاد بأن الجنس والنوع الاجتماعي ينطبقان بشكل رئيس على النساء، وهذا هو جوهر المشكلة: يحتفظ الرجال بمسافة بعيدة عن كل ما هو مسألة نسوية، أو تحرر، أو جنس، أو نوع / جندر، أو مهام رعايةٍ أو أي شيءٍ آخر يشير من قريب أو بعيد إلى النساء أو الأنوثة بشكل ضمني أو صريحٍ، أي إلى شيء “غير رجولي”.

الكتاب يبدأ وينتهي عند فكرة أن النِسوية مفيدة للرجال
الكتاب يبدأ وينتهي عند فكرة أن النِسوية مفيدة للرجال

ويمكن بالمناسبة أيضا مقارنة اختفاء الجنس والنوع الاجتماعي عند الرجال باختفاء اللون لدى الأشخاص البيض والتوجهات الجنسية عند الذين يميلون إلى الجنس الآخر، فالمجموعة المهيمنة هي القاعدة، ويُعرف الآخرون بأنهم الشواذ عنها، الذين لا يتمتعون بأي “نوع” أو لون أو ميول جنسية. وبالتالي فإن النسوية هي أكثر بكثير من مجرد دعوة للمساواة؛ إنها تقدم منظورا نقديا حول الآليات الاجتماعية للهيمنة والقمع، وهي نقد أساسي للنظام الذي يخلق عدم المساواة، وتدعو إلى تغيير جذري، وتهدف إلى مواجهة النظام الأبوي الذي تُقدر فيه خصائص الذكورة المفترضة بدرجة أكبر من خصائص الأنوثة المفترضة، والتي تُعزى فيها القوى إلى أجساد الذكور أكثر من أجساد النساء.

ويقول “إذا تخلينا عن فكرة أن الرجال ينتمون إلى الذكورة، وأنهم يحتاجون إلى أن يظلوا هكذا، في حين أن المرأة مرتبطة بمفهوم الأنوثة، وإذا نجحنا حقا في إعطاء قيمة متساوية لجميع الصفات الإنسانية، فيمكننا حينئذٍ اتخاذ خيارات حرة ومنصِفة حول الحياة التي نريد أن نحياها مع بعضنا البعض وبشكل فردي. يمكننا كذلك أن نعمل على تغيير النمط وبدء عملية التحول وتوجيه جهودنا نحو خلق عالم أكثر سلما وعدلا. إذا، لا يمكن أن يحدث هذا التغيير في المنظمات والأنظمة وحدها؛ بل يجب أن يحدث داخلنا”.

ويتابع “وإذا كنا نرغب في الابتعاد عن التفاعل التنافسي والمدمر مع الآخرين، وتأسيس طرق للتعايش معا تتسم بالمسؤولية الاجتماعية، وأن تكون بناءة، فسوف يتعين علينا أن نبدأ في تقييم الارتباط والتواصل بدرجة أكبر في أنفسنا، وفي الآخرين، وفي المجتمعات التي نساعد في تشكيلها. يعني هذا، بالنسبة إلى الرجال، القيام بأكثر ما يخيفهم؛ احتضان عنصر الأنوثة داخلهم، والتخلي عن الذكورة، والتي يُقاس عليها كل شيء، والسماح لأضدادها الرمزية بالالتقاء والتوحد. إنهم بحاجة إلى أن يصبحوا أفرادا بدلا من أن يتصرفوا كرجال”.

ويتساءل “ما هي المساهمة الملموسة التي يمكن أن يقدمها الرجال لخلق عالم أفضل؟” ويضيف “نحتاج أولا إلى إلقاء نظرة على جوانب الذكورة الأكثر ظلمة، فإذا كان هناك ما يُدعى بالوعي التحريري، أو الإدراك الفعلي لكيفية تعامل الناس مع بعضهم البعض فيما يُدعى بـ‘علاقات القوة‘ الفعلية، فإن الرجال والذكورة على الجانب المظلم من هذا القمر، فالكثير من الرجال يفضلون عدم معرفة أي شيء عن النظم القوية التي يزدهر فيها الظلم؛ هكذا تعمل الهيمنة. ومع ذلك، فللقمر جانب مضيء؛ يستطيع الرجال أن يبدؤوا بأن يكونوا أنفسهم، كبشر، وأن يشجعوا الآخرين على فعل الشيء نفسه. يتضمن ذلك استكشاف هويتك ومن يمكن أن تكون، وهذا يعني الخروج عن المعايير المتأصلة في المجتمع وترك معايير أخرى أفضل مكانها”.

10