عقبات تواجه تعافي قطاع النفط الليبي

طرابلس - ينهض قطاع النفط الليبي من جديد بعدما أقعدته الاضطرابات منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي في 2011 ما عزز طاقة الإنتاج في وقت تشتد فيه تحديات سوق النفط العالمية.
تعافى الإنتاج إلى حوالي 500 ألف برميل يوميا بعد تخفيف الحصار الذي تفرضه الميليشيات المتنازعة ما تسبب في تراجع الإنتاج أكثر من 90 في المئة إلى حوالي 100 ألف برميل يوميا.
لكن بعد إغلاقات متكررة لسنوات وفي ضوء الأضرار اللاحقة بالبنية التحتية ونقص الاستثمار، يبدو من العسير تصور عودة البلد إلى طاقة ما قبل الحرب البالغة 1.6 مليون برميل يوميا.
وتشير أحدث البيانات للتطورات الأخيرة إلى أن شركة الخليج العربي للنفط التابعة للمؤسسة الوطنية للنفط تنتج حوالي 190 إلى 200 ألف برميل يوميا.
ولم تستأنف الشركة بعد تشغيل حقلي البيضاء والنافورة النفطيين لأن الضخ يجري عبر ميناء السدرة الذي ما زال تحت حالة القوة القاهرة.
أما حقل الشرارة، أكبر حقل نفط في ليبي، فقد استأنف العمليات في 11 أكتوبر بمعدل إنتاج يبلغ حوالي 40 ألف برميل يوميا. وبحلول 19 أكتوبر، أصبح الحقل يعمل بنحو نصف طاقته البالغة 300 ألف برميل يوميا.
يغذي خام الحقل مصفاة الزاوية النفطية البالغة طاقتها 120 ألف برميل يوميا ويصدر الباقي من مرفأ الزاوية النفطي. ومن المقرر تصدير ثلاث شحنات بحجم 600 ألف برميل يوميا في أكتوبر الحالي.
وفي حقل مرسى الحريقة رفعت مؤسسة النفط حالة القوة القاهرة في التحميلات في 19 سبتمبر. وحمّلت يونيبك أول شحنة من المرفأ بعد فترة وجيزة من ذلك.
أما حقل الزويتينة فقد رفعت مؤسسة النفط حالة القوة القاهرة في المرفأ في 22 سبتمبر. وتتوقع مصادر ملاحية أن تبلغ تحميلات أكتوبر حوالي 80 ألف برميل يوميا في المتوسط.
ومن المتوقع استئناف تشغيل الحقل النفطي أبوالطفل البالغة طاقته 70 ألف برميل يوميا في 24 أكتوبر.
ستأتي الزيادة الكبيرة التالية في إنتاج النفط الليبي من استئناف التصدير من مرفأي رأس لانوف والسدرة في الشرق ومن حقل الفيل النفطي في الجنوب الغربي.
وإعادة تشغيل تلك المواقع من الممكن أن تقفز بالإنتاج الليبي إلى أكثر من مليون برميل يوميا.
من سبتمبر إلى ديسمبر 2019، صدر مرفأ السدرة في المتوسط حوالي 300 ألف برميل يوميا من الخام، بحسب بيانات من شركة فورتكسا للتحليلات النفطية.
من سبتمبر إلى ديسمبر 2019، صدر مرفأ رأس لانوف في المتوسط نحو 110 آلاف برميل يوميا من الخام، وفقا لفورتكسا. وبلغت الصادرات حوالي 190 ألف برميل يوميا في ديسمبر 2019، حسبما تظهره الأرقام.
وما زال حقل الفيل البالغة طاقته 70 ألف برميل يوميا مغلقا. وهو يعتمد على إمدادات الكهرباء من الشرارة، لذا قد تكون إعادة تشغيله وشيكة.
وتُستخدم مكثفات حقلي الفيل والوفاء في مزيج مليتة الذي يُصدر من ميناء مليتة، والذي تديره مؤسسة النفط وشركة إيني الإيطالية.
من جهة أخرى لا تزال السياسة في ليبيا شديدة التقلب ودون حل، وإلى أن يتم التوصل إلى اتفاق سياسي حقيقي ومشروع، فإن الحصول على تدفقات مستدامة من ليبيا لا يزال يمثل تحديا.
ومع ذلك، فإن مفاجآت النفط اللعبة التي تتقنها ليبيا لم تعد خافية على أحد، حيث زعم خبراء أن إنتاج النفط في البلاد قد يظل غير متصل لسنوات بعد 2011. لكنهم أخطأوا وارتفع الإنتاج، وهي عادة مفاجأة السوق التي لم تخسرها ليبيا.
وبالنظر إلى هذه التحديات تبدو منظمة أوبك في موقف صعب للغاية، حيث أي عدم التزام بخفض الإنتاج سيغذي ارتباك أسعار النفط في سوق النفط العالمية وسيعظم بالتالي الخسائر.
كما يشكل التحول إلى الطاقة المتجددة تحديا عسيرا للدول المصدرة للنفط حيث تتسارع الخطط لمواكبة تغير المناخ على جدول الأعمال من بروكسل إلى بكين إلى بوسطن، وأيضا تركيب الألواح الشمسية وتوربينات الرياح.
500 ألف برميل يوميا نسبة إنتاج الحقول النفطية الليبية بعد تخفيف وطأة النزاعات
ستأتي الزيادة الكبيرة التالية في إنتاج النفط الليبي من استئناف التصدير من مرفأي رأس لانوف والسدرة في الشرق ومن حقل الفيل النفطي في الجنوب الغربي.