عرسال تؤكد ولاءها للدولة اللبنانية عبر الانتخابات البلدية

بيروت - أحدثت بلدة عرسال شرقي لبنان المفاجأة في الانتخابات البلدية والاختيارية التي انطلقت الأحد الماضي، وتنتهي في التاسع والعشرين من هذا الشهر.
ورفضت عرسال الخيارات التي تبدي ميلا إلى إعادة انتخاب رئيس البلدية السابق علي الحجيري الملقب بأبوعجينة، والذي يعتبره الكثير من أهل البلدة السبب وراء ما طال البلدة من اتهامات بافتعال مشاكل مع الجيش اللبناني، والتراخي في مكافحة تسلل العناصر المتطرفة إلى داخل البلدة.
وتشكلت ثلاث لوائح انتخابية في عرسال هي لائحة “عرسال تجمعنا” التي يرأسها علي الحجيري رئيس البلدية السابق ولائحة “عرسال أولا” برئاسة حسين رشيد الحجيري، ولائحة “مستقبل عرسال” برئاسة باسل الحجيري والتي كان الفوز من نصيبها.
وقال رئيس البلدية الجديد في تصريحات لـ”العرب” “أبو عجينة كان في واجهة المعركة الانتخابية ضدنا، وكان مدعوما من المستقبل، وهذا ما جعل المعركة الانتخابية تأخذ طابع إسقاطه، ولكن مع ذلك أؤكد أننا لسنا في وارد فتح سجال معه أو مع تيار المستقبل، بل نحرص على أن نمد يدنا لكل أطياف عرسال”.
وحدد رئيس البلدية الفائز طبيعة هوية بلديته قائلا “لا صلة لنا مع أي جهة حزبية، وقد سيقت خلال المعركة ضدنا اتهامات بأننا مع حزب الله، وهذه اتهامات لا أساس لها”.
ويرد على الاتهامات التي طالت أهل عرسال بأنهم ضد الانتخاب أساسا، وأنهم يقفون في صف الإرهابيين “لقد بلغت نسبة الانتخابات في عرسال 58 في المئة وهي كما يبدو النسبة الأعلى التي تم تسجيلها في كل الانتخابات البلدية، وما أعاق وصولها إلى الـ70 في المئة هو أن هناك أشخاصا لم يستطيعوا الانتخاب نظرا لخلل في السجلات، ولو كانت السجلات صحيحة لكن جميع الموجودين قد انتخبوا، ولكانت النسبة كبيرة جدا”.
وما يلفت الانتباه هو تناقض صورة الإرهاب التي ألصقت بعرسال مع هذه القرية التي أعطت امرأة هي ريما كرنبي أعلى نسبة أصوات، وقال الحجيري “لقد نالت كرنبي وهي امرأة متحضرة ومنفتحة ومتحررة (زيادة)، إذا صح التعبير، أصواتا أكثر مني، فهل يمكن أن يصدر هذا الخيار عن ناس متعصبين”.
ويدعو الرئيس الجديد للبلدية إلى “النظر إلى عرسال كما هي فعلا”. ويؤكد أن “الإرهاب لا يمثل سوى قلة قليلة في عرسال، وأنه بسببه عمد الجميع الى إشاحة النظر عن المشاكل الكبرى التي تعاني منعها القرية، والتي أبرزها خطر تعرض 5 ملايين شجرة للتيبس بسبب عدم قدرة الأهالي إلى الوصول إلى أراضيهم”.
وشهدت عرسال في أغسطس 2014 مواجهات عنيفة بين الجيش اللبناني وتنظيمي النصرة وداعش المتطرفين انتهت بوقوع قتلى وجرحى من كلا الجانبين، كما اختطف عشرات الجنود، أفرج عن معظمهم نهاية العام الماضي.