عراقيون يتظاهرون ضد انتهاك تركيا لسيادة بلادهم

بغداد – تظاهر عراقيون، الخميس، أمام سفارة تركيا بالعاصمة بغداد احتجاجا على الانتهاكات التركية للأراضي العراقية، في ظلّ عجز حكومي رسمي عن وقف العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش التركي في أجواء وأراضي مناطق شمال العراق والتي هدّد الرئيس رجب طيب أردوغان بتوسيعها بذريعة ملاحقة عناصر حزب العمّال الكردستاني.
ونفّذ الجيش التركي مؤخرا عملية عسكرية شمالي العراق أعلن بعدها العثور على جثث 13 تركيا كانوا مخطوفين لدى الحزب الذي يخوض صراعا داميا ضدّ القوات التركية منذ أربعة عقود.
ويتّهم عراقيون أنقرة بتحقيق مطامع لها في أجزاء من بلادهم تحت ذريعة حماية أمنها، خصوصا وأنّ الأسلوب التركي في ملاحقة عناصر حزب العمّال بدأ يتغيّر من العمليات الخاطفة التي ظلّت القوات التركية تنفّذها طيلة عشريات من الزمن وفي رقعة جغرافية محدودة بالشمال العراقي، إلى تأسيس وجود عسكري دائم وتركيز مجموعة من القواعد العسكرية داخل أراضي العراق دون تنسيق مع حكومته المركزية ومع حكومة إقليم كردستان.
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل أيام أن بلاده ستوسع نطاق عملياتها العسكرية ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني في المرحلة القادمة إلى المناطق التي تشكل تهديدا على البلاد، وذلك غداة إعلان أنقرة عن قتل عناصر الحزب لـ13 أسيرا تركيا خلال مهمة إنقاذ فاشلة قام بها الجيش شمالي العراق.
ولدى تركيا بالفعل مواقع عسكرية في شمال العراق وتسيطر على منطقة تصفها بأنها “منطقة آمنة” في أعقاب الهجمات العسكرية في شمال سوريا.
وقال أردوغان في إشارة إلى الحزب الذي تصنّفه بلاده تنظيما إرهابيا “لن ننتظر وصول الإرهابيين إلينا، وسنذهب ونهشم رؤوسهم في كهوفهم”.
وقالت أنقرة إنّ ثلاثة عشر مواطنا تركيا ومن بينهم ضباط شرطة وجنود كانوا محتجزين كرهائن منذ 2015 تم إعدامهم قبل وقت قصير من عملية الإنقاذ في منطقة غارا الجبلية على بعد حوالي 35 كيلومترا جنوبي الحدود التركية.
وشدّد أردوغان أمام تجمع لحزبه الحاكم في مدينة طرابزون المطلة على البحر الأسود على أن تركيا ستوسع تدخلها العسكري “إلى مناطق لا تزال توجد فيها تهديدات كبيرة”.

ونقلت وكالة الأناضول التركية عنه القول إنّ “القوات التركية ستبقى في المناطق التي دخلتها وحققت فيها الأمن لتفادي أي اعتداء إرهابي مماثل لمجزرة غارا، وذلك وفق ما تقتضيه الضرورة”.
وينظر عراقيون إلى مثل تلك التهديدات بأنّها تشرّع لاحتلال تركيا لأجزاء من بلادهم وذلك في نطاق مخطّط يتجاوز مجرّد الدواعي الأمنية المتعلّقة بالصراع ضد حزب العمّال الكردستاني، إلى إيجاد موطئ قدم على أرض العراق وبالتالي منافسة إيران والولايات المتّحدة على النفوذ هناك.
وتؤمّن إيران حضورها على الأرض العراقية عن طريق العشرات من الميليشيات الشيعية التابعة لها، وتضمن بذلك الربط بين الأراضي العراقية والسورية، وصولا إلى الأراضي اللبنانية حيث ينشط وكيلها الأقوى هناك حزب الله.
أما الولايات المتّحدة التي سبق لها أن سحبت قوّاتها من العراق سنة 2011، فقد جدّدت حضورها على الأرض العراقية بعد سنة 2014 من خلال قيادتها تحالفا دوليا ضدّ تنظيم داعش الذي انهزم عسكريا سنة 2017 لكنّه مازال يحتفظ له بخلايا نائمة عادت مؤخّرا إلى النشاط بشكل لافت ما جعل أصواتا عراقية تنادي ببقاء القوات الأميركية في البلاد على العكس مما تنادي به وتدفع باتّجاهه أحزاب وميليشيات شيعية عراقية موالية لإيران.