أربع سنوات شهدت على مدى عدائية ما يسمى الإسلام الجهادي بكل تشكيلاته لأهداف الشعب من ثورته بل وغربته عنها.

ما الذي ينتظر لبنان من تطورات في ظل النووي الإيراني الذي يظهر أن الهدف الحقيقي منه لم يكن سوى ما يجري من توسيع نفوذ وهيمنة.

هل العملية التي نفذتها قوات تركية لإخلاء أربعين عسكريا يحرسون ضريح سليمان شاه، مقدمة لتوجه تركي تم الاتفاق عليه مع الأميركيين حيال داعش وضبط الحدود التركية مع سوريا.

نظام طهران إذ يقود الصراع في سوريا، يهدف إلى الإمساك بالورقة السورية في مفاوضاته مع الإمبرياليات الغربية، ليؤكد حضوره كقوة مهيمنة على الشرق.

قضية إزاحة حنا غريب من موقعه النقابي بالنسبة لائتلاف مافيات السلطة في لبنان سياسية بامتياز وهي من حيث أهميتها بحجم تشكيل حكومة تمام سلام الائتلافية وبحجم التمديد للبرلمان.

الإصرار على تلزيم المقاومة لحزب الله هو خصخصة لها لتوظيفها. وهو قضاء على المقاومة وإطلاق ليد الاحتلال الصهيوني في لبنان وفي المنطقة، مستفيدا من كل هذا الإجرام الذي باشره نظام الأسد.

يسار الثورة في سوريا ظل أمينا على أهداف الثورة الأولى ولم يرتهن للأجندات الخارجية، ولم تلوثه أساليب الدعم الخارجي المشبوه.

موقف الأحزاب الشيوعية واليسارية من الانتفاضات الشعبية كان له أثر مدمر على قواعدها الشعبية التي آثر غالبيتها ترك تلك الأحزاب والالتحام بالانتفاضات الشعبية.

في ظل هذا الغياب المحير لقوى التغيير الحقيقية المعبرة عن أوجاع المتضررين الذين يشكلون الغالبية الساحقة من اللبنانيين، النقيض الفعلي لسيطرة المافيات، من يحاسب من؟ ومن يحاكم من؟.

لن يكتشف اللبنانيون شرعية يمتلكونها وتمنحهم القوة في مواجهة أعدائهم الغاصبين إلا إذا توحدوا حول حقوقهم كمواطنين متساوين، متحررين من كل عصبية طائفية أو مذهبية.

هل يستطيع "أبو فاعور" استكمال حملته التي بدأها. أم إن مآلها إلى الانحسار والتراجع ثم الصمت أمام الهجمة المضادة لمافيات السلطة التي تحمي تلك التجاوزات الخطيرة وتستفيد منها.

ما من طريق إلى فلسطين إلا طريق وحدة وتحرر الشعوب، الطريق التي تفرض التخلص من كل أنظمة القهر والقتل والفساد والاستبداد.

إذا كان حزب الله يمثل أكثر مافيات السلطة في لبنان، إلا أنه لن يتمكن من استخدام شباب الشيعة وقودا لمعاركه ما لم تكن هناك فزاعة مذهبية مقابلة تستخدم للتخويف والتحشيد.

حزب الله يتمادى في اعتبار نفسه أداة سياسية وعسكرية أوسع من البلاد وينبغي أن ينظر إليه كقوة إقليمية ذات مهام أوسع من الدولة وأكبر.

من يظن أن تحالفا دوليا تشكله الولايات المتحدة من حلفائها الأطلسيين ومن أتباعها الإقليميين، وبتغاضٍ وقبول من روسيا وإيران، يمكن أن يسهم في خلاص شعوب المنطقة، فهو واهم.

تظهر الأحداث أن ائتلاف مافيات السلطة قد سلم الملف السوري كاملا لحزب الله يوظفه لمصالحه ومصالح مركز الهيمنة التابع له في طهران.

العصبية تستفز العصبيات، والعنصرية تستثير العنصريات، فيلجأ دعاتها إلى كل المبررات، من التاريخ القريب والبعيد، ومما هو خارج التاريخ، لتدعيم حججهم الأشد تصلبا والأبعد تطرفا.