عدم محاسبة قتلة الصحافيين يلقي بظلاله على الانتخابات العراقية

بغداد- حذرت منظمة هيومن رايتس ووتش من أن عدم محاسبة الجماعات المسلحة على أعمال القتل التي تستهدف صحافيين وناشطين في العراق، سيلقي بظلاله على الانتخابات العراقية.
وقالت المنظمة في تقرير نشرته على موقعها الرسمي إن عدم اتخاذ السلطات العراقية خطوات عاجلة لوقف عمليات القتل خارج نطاق القانون، سيشيع مناخ الخوف ويحد من قدرة العراقيين على المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقررة في أكتوبر المقبل.
وقالت الباحثة في قسم الأزمات والنزاعات في المنظمة بلقيس والي إن عمليات القتل استمرت على مدار العام ونصف العام الماضيين على الرغم من تراجع الاحتجاجات في العراق. وأضافت أن تقارير المفوضية العليا المستقلة لحقوق الإنسان في العراق تشير إلى تسجيل 81 محاولة اغتيال ضد نشطاء وصحافيين مناهضين للحكومة منذ بدء المظاهرات.

بلقيس والي: تقارير المفوضية العليا المستقلة لحقوق الإنسان في العراق تشير إلى تسجيل 81 محاولة اغتيال ضد نشطاء وصحافيين مناهضين للحكومة
ووفقا لوالي، وقع ما يقرب من ثلث عمليات القتل هذه منذ أن تولى مصطفى الكاظمي السلطة قبل نحو عام.
واستهدفت العديد من عمليات القتل والاختطاف الصحافيين الذين قاموا بتغطية الأحداث الجارية في بغداد ومراكز الاحتجاج الأخرى، بالإضافة إلى المدونين والناشطين.
وشددت والي على أنه “وعلى الرغم من خطورة ونطاق حملة الاغتيالات المستمرة، إلا أن حكومة رئيس الوزراء العراقي الكاظمي فشلت في ضمان أي محاسبة أو عدالة”.
ووصفت والي الجماعات المسلحة بأنها أصبحت “وقحة للغاية لدرجة أن المسلحين لا يخشون الاقتراب من شخص ما في منتصف الشارع في مدينة عراقية كبرى وإطلاق النار عليه من دون الخوف من أي عواقب”.
وحذرت الباحثة في هيومن رايتس ووتش من مستقبل “قاتم” ينتظر العراق على اعتبار أن العديد من الجماعات المسلحة التي تقف وراء عمليات القتل الأخيرة لديها أحزاب سياسية، بعضها موجود بالفعل في البرلمان.
وأضافت أن هذه الأحزاب “قد تتمكن من استخدام الانتخابات المقبلة لترسيخ نفسها بين النخبة الحاكمة”، مشيرة إلى أنه “كلما زادت قدرة هذه الجماعات على دخول الهيكل الحاكم وكبح الجهود لوقف عمليات القتل وتوفير العدالة للضحايا، كلما بدا مستقبل العراق أكثر قتامة”.
ومنذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية في العراق في أكتوبر 2019، تعرض أكثر من 70 ناشطا وصحافيا لعملية اغتيال أو محاولة اغتيال، في حين اختطف عشرات آخرون لفترات قصيرة.
ففي يوليو 2020، اغتيل المحلل المختص بشؤون الجماعات المتطرفة هشام الهاشمي أمام أولاده في بغداد.
وفي التاسع من الشهر الجاري، قتل إيهاب الوزني منسق الاحتجاجات المناهضة للسلطة في مدينة كربلاء الشيعية في الجنوب، وهو في طريقه إلى منزله.
وبعدها بأربع وعشرين ساعة تعرض الصحافي أحمد حسين مراسل قناة الفرات لمحاولة اغتيال بالطريقة ذاتها أثناء نزوله من سيارته متوجها إلى منزله القريب من مدينة الديوانية جنوب العراق.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن هذه الهجمات التي يختفي منفذوها تحت جنح الليل، لكن الناشطين يوجهون أصابع الاتهام إلى “ميليشيات” شيعية في بلد يتعاظم فيه نفوذ فصائل مسلحة تحظى بدعم إيران سيطرتها على المشهد السياسي.