عجمان تحتفي بالمبدعين عبر "مهرجان المربعة للفنون"

عجمان - أطلقت دائرة التنمية السياحية في عجمان "مهرجان المربعة للفنون" تحت شعار "نستلھم من الماضي لنرسم المستقبل" والذي يقام خلال الفترة من 28 أكتوبر حتى 6 نوفمبر 2021، في منطقة الحي التراثي المحيط بمتحف عجمان، حيث يسلط المهرجان الضوء على مجتمع الفنون الإبداعية والممارسات الفنية المعاصرة.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد في فندق فيرمونت عجمان بحضور ممثلين من دائرة التنمية السياحية في عجمان، والشركاء والرعاة، بالإضافة إلى الفنانين والمبدعين.
وأوضح عبدالعزيز بن حميد النعيمي، رئيس دائرة التنمية السياحية في عجمان، أن المهرجان ينطلق بالتزامن مع احتفالات الإمارات هذا العام بمرور 50 عاما على تأسيسها، ومع الاستعداد إلى السنوات الخمسين المقبلة لا بد أن نواصل تطويرنا الإبداعي الذي يلهم أجيالنا الواعدة، وأن نسعى باستمرار إلى دعم الفنانين والمبدعين الطموحين، ومواصلة التعاون مع المجتمع الفني محليا وعالميا لنسلط الضوء على أهمية الإبداع في المجتمعات، إلى جانب مواكبة مستجدات الفنون المعاصرة من خلال المشاركة بقوة في خطط التنمية الثقافية والفنية، وصولا إلى أعلى معايير التنافسية العالمية.
من جانبه أشار صالح محمد الجزيري، مدير عام دائرة التنمية السياحية في عجمان، إلى أن مهرجان المربعة للفنون يأتي ضمن إطار استراتيجية دائرة التنمية السياحية لدعم المشهد الإبداعي والثقافي ويمثل إحدى أهم مبادرات الدائرة، حيث يتوقع أن تكون الأعمال المعروضة والتي تم إبداعها خصيصا للمهرجان من قبل المشاركين استثنائية، كونها تعكس ملامح إرث الحضارة الإنسانية في الإمارات وتشكل عنوانا لما تتمتع به إمارة عجمان من مواقع تراثية وأنشطة ثقافية وفنية لتكون أحد جسور التلاقي والحوار بين مختلف أفراد المجتمع.
وقال “كما تحرص الدائرة على اعتماد كافة التقنيات الحديثة وتكنولوجيا الفنون المتقدمة، وذلك بهدف تعزيز توجهات الدولة في تنمية مسارات الثقافة والفنون بمختلف قطاعاتها وابتكار مجتمعات فنية تفاعلية متطورة مبنية على المعرفة والتفكير الإبداعي لاستشراف المستقبل”.
وأكد سعود الجسمي مدير قسم الفعاليات في الدائرة خلال المؤتمر الصحافي، أن المشاركة في المهرجان من قبل المبدعين والفنانين ستكون دون رسوم تسجيل حيث حدد الموعد النهائي لاستقبال المشاركات بتاريخ 12 أغسطس المقبل، وذلك ليغطي المهرجان جميع أنواع الفنون الإبداعية مثل: الأعمال الفنية، والتصميم وورش العمل، والأعمال الأدبية، وفنون الأداء، والأفلام.
وترسل مقترحات التقديم إلى دائرة التنمية السياحية في عجمان عبر البريد الإلكتروني الخاص بالمهرجان، فيما سيتم تخصيص مبلغ 5000 درهم لكل من المشاركين الذين تختارهم اللجنة المشرفة من أجل إنتاج أعمالهم الفنية بالإضافة إلى عرض أعمالهم للبيع في المهرجان، وذلك لرفد استدامة القطاع الفني وتشجيع المبدعين الشباب.
وقال الجسمي في تصريح لاحق له إن “المهرجان هو الأول من نوعه في إمارة عجمان، ويعد واجهة سياحية وبوصلة تاريخية تنبض بالحياة والذكريات الخالدة وتبرز الهوية المتجذرة للإمارة”.
وأشار إلى مشاركة نخبة من رواد الفن المعاصر والمبدعين من دولة الإمارات خلال المهرجان، حيث سيسلط الضوء على العديد من الأشكال الفنية والرسوم الإبداعية، كما سيسهم في تحفيز المواهب الشابة.
ويتطلع القائمون على المهرجان إلى استقبال الزوار من جميع أنحاء العالم ضمن بيئة آمنة تسلط الضوء على دور عجمان في مجال الفنون والفعاليات الثقافية.
ومن جانبه أكد محمود خليل الهاشمي المدير التنفيذي لمدينة عجمان الإعلامية الحرة، أهمية المهرجان ضمن خارطة الإبداع المحلي في إمارة عجمان، حيث تسعى المدينة من خلال أهدافها واختصاصاتها المحددة بموجب مرسوم إنشائها إلى الرعاية والمشاركة في إقامة المهرجانات والمؤتمرات والمعارض وغيرها من الفعاليات الثقافية والترويجية، وعلى رأسها الفعاليات الفنية كمهرجان المربعة للفنون، بهدف المساهمة في الترويج للإمارة ولمعالمها السياحية وفرصها الاستثمارية، مما يؤدي بدوره إلى تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة والمستدامة في الإمارة.
وحول مشاركة جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي في المهرجان، أعرب علي خليفة بن ثالث الأمين العام للجائزة في تصريح له عن سعادته بمشاركاتهم في مهرجان المربعة للفنون، مشيدا بالروح الفنية الشمولية التي صاغت أركان هذا الحدث وجعلته مساحة متنوعة لمتعة الفكر والعين.
وأضاف “نتشارك جوهر الرؤية والهدف، من خلال عقد من الزمان استثمرناه في نشر ثقافة الصورة ودعم الفنون البصرية وتحفيز المواهب الفوتوغرافية، كما سنعمل في الفترة القادمة مع شركائنا في دائرة التنمية السياحية على تنسيق الجهود الرامية لدعم قطاعات الفن والثقافة والسياحة والترويج للفنون البصرية والتعريف بتأثيراتها الإيجابية وتبادل الخبرات والمعارف في هذه القطاعات وتطوير آليات التعاون للارتقاء بالمشهد الثقافي والفني، ودعم التعافي الذي يربط بين الأنشطة الفنية والثقافية وأثرها المباشر على تعزيز الجذب السياحي”.

وفي الإطار ذاته قالت مريم الملا، رئيس قسم التسويق بدائرة البلدية والتخطيط بعجمان، “إن الدائرة تفخر بالمشاركة في المبادرة التي تجمع المفكرين والمبدعين تحت مظلة واحدة من الجماليات والابتكار”، موضحة أن إقامة المهرجان في منطقة ثقافية كالحي التراثي في عجمان هي فرصة لتسليط الضوء على كيفية احتضان الماضي بالتوازي مع التنمية الحضرية.
واستعرضت الملا بعض الأيقونات الجمالية المنتشرة في المنطقة مثل “شعراء السكة” حيث تمت تسمية الممرات على أسماء الشعراء الإماراتيين المشهورين، إلى جانب الجداريات التي أنشأها فنانون محليّون وعالميون.
وفي كلمته خلال المؤتمر قال هاني عصفور، عميد معهد دبي للتصميم والابتكار، “في عصر التغير والتحول الرقمي السريع، تزداد أهمية التصميم الذي يراعي الاحتياجات الإنسانية أكثر من أي وقت مضى ويتمثل دور المعهد في رعاية المواهب والأفكار وإعداد مصممين قادرين على مواكبة متطلبات المستقبل يمكنهم الجمع بين التفكير النقدي والإبداع وحل المشكلات والذكاء العاطفي، تسعدنا المشاركة في النسخة الأولى من مهرجان المربعة للفنون بمجموعة أعمال مبتكرة تعكس قدرات الجيل الجديد من المبدعين في الإمارات”.
وبهدف مواكبة الفنون الإبداعية المعاصرة قال سالفاتوري لدجيارو، الشريك في مكتب سيموني ميتشالي، إن “مشاركتنا في المهرجان تعكس اهتمامنا بتطوير المجتمعات الإبداعية ورعاية المواهب الشابة من الفنانين المحليين ضمن الحراك العالمي للفنون وذلك من خلال عرض قطع تصاميم فنية، إلى جانب تخصيص برامج تعليمية للجامعات، وتنظيم محاضرات ونقاشات وورش عمل”.
وأكد أن المهرجان هو إطلالة على إبداعات الفنون المعاصرة التي ترتكز على دعم التصاميم والأعمال التي تحمل خصائص الابتكار، والتي تقوم على مفهوم ربط الفنون المعاصرة بتراث وتاريخ المنطقة في سبيل إيجاد أثر إيجابي للمجتمع.
كما صرح شيفانج دروفا، مؤسس معهد فاد للموضة والأزياء الفاخرة في دبي، أن “المعهد يستثمر ويدعم توجه المنطقة في بناء اقتصاد إبداعي ويعمل على تعزيز دور الجيل الجديد من المواهب ونشارك اليوم في مهرجان المربعة للفنون لاكتشاف المواهب الإقليمية وإظهارها ودعمها من خلال الجهود المشتركة مع دائرة التنمية السياحية في عجمان”.