عبدالله بن ناصر الرحبي: اختيار عُمان ضيف شرف المعرض تكريم لإسهاماتها الثقافية

تحل سلطنة عمان ضيف شرف في معرض القاهرة الدولي للكتاب بدورته الـ56، التي تستمر حتى 5 فبراير القادم، وتستعرض السلطنة إرثها والحراك الثقافي الذي تشهده، إذ سيكون زوار المعرض على موعد مع العديد من الفعاليات. "العرب" كان لها هذا اللقاء مع السفير العماني بالقاهرة عبدالله بن ناصر الرحبي حول هذا الحدث.
تشهد سلطنة عمان حراكا ثقافيا وإبداعا داخليا وخارجيا بفضل نخبة من شعرائها وروائييها ومسرحييها وفنانيها ونقادها ومفكريها، الذين تمكنوا من تقديم رؤى مغايرة تحمل خصوصية ومكانة السلطنة الحضارية، وحققوا حضورا عربيا وعالميا متميزا، حتى أنه يصعب حصر تلك الأسماء البارزة في مختلف الفنون والآداب. وها هي تحل ضيف شرف على معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56 وجمهوره ومثقفيه ومبدعيه الذين تربطهم بها علاقات راسخة في قوتها وفعاليتها.
وفي هذا اللقاء لـ”العرب” مع السفير العماني بالقاهرة عبدالله بن ناصر الرحبي، الذي تنفتح آفاق رؤيته لتجمع بين الثقافة والإبداع من جهة والعمل الدبلوماسي من جهة أخرى، نحاول تسليط الضوء على هذا الحدث الثقافي العماني في معرض القاهرة للكتاب.
فعاليات متنوعة
بداية وحول دلالات اختيار السلطنة ضيف شرف المعرض، يقول الرحبي إن “اختيار سلطنة عمان ضيف شرف في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025 يعكس عمق العلاقات التاريخية والثقافية بين البلدين الشقيقين، ويُعدّ تكريمًا للإسهامات الثقافية العمانية المتواصلة. كما يؤكد هذا الاختيار الدور الذي تقوم به السلطنة في تعزيز الهوية العربية والإسلامية ونشر قيم الحوار والتسامح الثقافي على المستويين الإقليمي والدولي.”
ويوضح أن وزارة الثقافة والرياضة والشباب العمانية أعدت بمناسبة هذا الحدث برنامجًا شاملًا يُبرز تنوع وثراء المشهد الثقافي العماني. يضم جناح السلطنة الرئيسي معارض للكتب العمانية، ومخطوطات تاريخية، وعروضًا حيّة للحرف التقليدية العمانية، بالإضافة إلى الفعاليات التفاعلية التي تعكس التراث والثقافة في السلطنة. كما تشارك دور النشر العمانية بمجموعة متنوعة من الإصدارات، بما يشمل الأدب والفكر والشعر مما يتيح للزائرين التعرف على الإنتاج الثقافي العماني بجوانبه المختلفة.
يرى الرحبي أن برنامج الفعاليات حافل بما يضيء تاريخ السلطنة، فمن بين محاوره محور التراث العماني المخطوط، الذي يتوقف وقفة مطولة مع خزائن المخطوطات العمانية والجهود الرسمية والأهلية في فهرستها وتصنيفها، وكذلك التراث العماني المخطوط في مصر، ومشروع وزارة الثقافة والرياضة والشباب في حفظ ونشر المخطوطات العمانية وممكنات رؤية عمان 2040 والإستراتيجية الثقافية في تطوير هذا المشروع.
الفعاليات الثقافية العمانية في المعرض تعكس ثراء التراث الثقافي للسلطنة وتبرز تجربتها في مجالات الشعر والرواية والفكر
ويلفت أيضا إلى أن هناك محورا يناقش الثقافة العمانية في تجلياتها المعاصرة، وآخر يناقش دور المكتبات في دعم الثقافة والمحافظة على التراث وجهود السلطنة في حفظ التراث الثقافي والإنساني. ولا يغفل البرنامج العلاقات العمانية – المصرية عبر أكثر من محور مثل محور العلاقات العمانية – المصرية في العصور القديمة ومحور “بخور الآلهة اللبان.. جسر التقاء بين حضارتين”، ومحور التبادل العلمي والثقافي بين عمان ومصر، وغير ذلك من المحاور المرتبطة بالفنون والفلكلور والموسيقى. كما أن هناك أمسيات شعرية وندوات حوارية وغيرها.
أما عن التمثيل الشعري والروائي والفكري، فيكشف الرحبي أنه سيكون للمبدعين العمانيين حضور بارز في فعاليات المعرض من خلال أمسيات شعرية وندوات أدبية وفكرية، إضافة إلى ورش عمل مشتركة مع نظرائهم المصريين. ويُرتقب أن تتيح هذه الفعاليات فرصة لتعميق الحوار الثقافي بين البلدين، وإبراز التجربة العمانية في مجالات الشعر والرواية والفكر، بما يساهم في بناء جسور التفاعل الثقافي بين الجانبين.
الدور الدبلوماسي
اختيار سلطنة عمان ضيف شرف في معرض القاهرة الدولي للكتاب يعكس عمق العلاقات التاريخية والثقافية بين البلدين
يؤكد الرحبي أن العلاقات الثقافية العمانية – المصرية تتميز بعمقها وامتدادها، حيث تمثل هذه العلاقات ركيزة أساسية لتعزيز التواصل بين الشعبين. فالتعاون الثقافي يعزز التفاهم المشترك، ويؤسس لحوار يتجاوز حدود الأدب والفن ليشمل كافة مجالات الفكر والإبداع. كما ينعكس هذا التفاعل الثقافي إيجابيًا على العلاقات الدبلوماسية، من خلال تعزيز التعاون وتبادل وجهات النظر بين قيادات البلدين الشقيقين.
ويضيف عن الحراك الثقافي في السلطنة ودوره داخليًا وخارجيًا “يشهد الحراك الثقافي في السلطنة تطورًا ملحوظًا، حيث تعمل الوزارة على دعم المبدعين وإقامة فعاليات ثقافية داخل السلطنة وخارجها. ويساهم هذا الحراك في إبراز الثقافة العمانية كجزء من الهوية العربية والإسلامية، وتعزيز التواصل الحضاري مع الثقافات الأخرى.”
ويشير إلى أن الثقافة جزء لا يتجزأ من الدور الدبلوماسي، ويقول الرحبي “تُعدّ الثقافة عنصرًا محوريًا في العمل الدبلوماسي، حيث تساهم في تعزيز مكانة السلطنة على المستوى الدولي. ومن خلال مشاركاتنا الثقافية.”
ويتابع “نعمل على بناء جسور من التفاهم والتقارب مع الدول الأخرى. وفي جمهورية مصر العربية حرصنا على أن تكون الثقافة حاضرة دائمًا من خلال الفعاليات التي تعكس التراث الثقافي العماني، وتبرز الأواصر التاريخية التي تجمعنا مع الأشقاء في مصر، تأكيدًا لدور الثقافة في تعزيز العلاقات الدبلوماسية وتوطيدها، ومن هنا جاءت فكرة إطلاق صالون الملاح العماني العربي أحمد بن ماجد الذي خلدته اليونسكو في سجلها تكريما و اعترافًا بدوره في الملاحة.”
اقرأ أيضاً: