عباس "الطامح" لتجديد الولاية يتحرك لثني البرغوثي عن الرئاسة

يسعى الرئيس الفلسطيني محمود عباس لإقناع القيادي المعتقل في السجون الإسرائيلية مروان البرغوثي بعدم الترشح للانتخابات الرئاسية، مبررا ذلك بالخشية من تداعيات هذه الخطوة على تماسك ووحدة فتح في مواجهة الاستحقاقات الانتخابية المصيرية.
رام الله – تتركز أنظار حركة فتح الفلسطينية على القيادي المعتقل في السجون الإسرائيلية مروان البرغوثي، وما إذا كان سيملك الجرأة هذه المرة للترشح للانتخابات الرئاسية، وهي خطوة من شأنها أن تخلط أوراق الرئيس محمود عباس (86 عاما) الذي يريد التجديد لنفسه في الاستحقاق المقرر إجراؤه في 31 يوليو المقبل.
ورغم أن الرئيس عباس لم يعلن حد اللحظة نيته الترشح للاستحقاق الرئاسي بيد أن مقربين منه على غرار رئيس الوزراء محمد أشتية أكدوا أنه مرشح الحركة، وأن لا بديل عنه، فيما لا يخفي جزء كبير من أنصار فتح رغبتهم في ترشح البرغوثي الذي يملك ثقلا شعبيا في الشارع الفلسطيني.
وفي محاولة لتجنب سيناريو إقدام البرغوثي على هذه الخطوة، أوفد عباس رئيس هيئة الشؤون المدنية الفلسطينية، الوزير حسين الشيخ الخميس للقاء القيادي المعتقل، الخميس بعد الحصول على موافقة السلطات الإسرائيلية.
وسبق أن سمحت إسرائيل بزيارات مشابهة في العام 2006، عندما اعتزم البرغوثي خوض الانتخابات التشريعية بقائمة منفصلة عن قائمة حركة فتح، قبل أن يتراجع في اللحظات الأخيرة.
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة “ريشيت بيت” أن هدف زيارة الشيخ محاولة إقناع البرغوثي بعدم الترشّح لانتخابات الرئاسة، لعدم “كسر وحدة صفوف حركة فتح”.
وكان مقربون من البرغوثي، صرحوا في وقت سابق بأنه يعتزم خوض غمار الانتخابات الرئاسية، وإن مقربيه يعتزمون خوض الاستحقاق التشريعي بقائمة انتخابية منفصلة عن القائمة الرسمية للحركة.
والشهر الماضي أعلن أمين سر اللجنة المركزية لفتح، جبريل الرجوب، في لقاء مع تلفزيون “فلسطين” الرسمي، أنّهم بصدد فتح نقاش مع البرغوثي وكريم يونس، والاستماع لرأيهما بشأن الانتخابات القادمة.
وقال طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ورئيس وحدة الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، إن ترشح مروان البرغوثي في الانتخابات الرئاسية المقبلة يبقى غير محسوم حتى الآن، لكنه من المؤكد أنه سوف يخوض المنافسة على قائمة فتح في المجلس التشريعي.
وأضاف فهمي في تصريحات لـ”العرب”، أن الحملة الانتخابية للبرغوثي تعمل بقوة في قطاع غزة ورام الله، والمشهد العام يوحي بأن هذا الإجراء مجرد ورقة يتم طرحها من جانب تياره وأنصاره، لإرباك قيادة فتح وحركة حماس على حد سواء، بحيث لا يتم تهميش دوره أو التحرك بعيدا عن وضعه في الحسبان.
وأكد فهمي أن ترشح البرغوثي في انتخابات الرئاسة سوف يسحب كثيرا من رصيد الرئيس محمود عباس، وينهي فرصة القيادي محمد دحلان للترشح، لأن الأخير سيدعم “مروان” ضد أبومازن، مشيرا إلى أن حماس تنظر إلى ظهور البرغوثي في المشهد الانتخابي بريبة وقلق لأنه سوف يحرجها أمام الشارع.

وقال “حماس سلمت بأن أبومازن هو مرشح حركة فتح الأول والأخير، لكن البرغوثي قلب موازينها من خلال زيادة حدة تحركات حملته الانتخابية، وهي ترى أن وجود الرئيس عباس في المشهد وحده قد يكون في صالحها”.
وكشفت استطلاعات الرأي التي أجريت في ديسمبر الماضي أن الطريق سيكون معبدا أمام البرغوثي في حال قرر الترشح للرئاسية، حيث لن يستطيع عباس أو رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية (في حال قرر الترشح) الصمود أمامه.
واعتقلت إسرائيل، البرغوثي عام 2002، وحُكم عليه لخمس مرات بالسجن مدى الحياة، بتهمة المسؤولية عن عمليات ضد إسرائيل.
وأصدر عباس قبل نحو عشرة أيام مرسومًا بإجراء الانتخابات الفلسطينية العامة بالتتالي على 3 مراحل، تبدأ بالانتخابات التشريعية في شهر مايو المقبل، والرئاسية في شهر يوليو المقبل، وتليها انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني في شهر أغسطس المقبل.