عباءات النساء آخر قلاع المتشددين في السعودية

الرياض- تسببت شابة سعودية، تدعى أمل الأسمري، بجدل واسع في مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية بعد ظهورها في مقطع فيديو تؤكد فيه أنه تم منعها من دخول مركز تجاري في مدينة الرياض بسبب فستانها.

وتحظى أمل الأسمري وهي شابة سعودية معروفة على مواقع التواصل الاجتماعي، بمتابعة لافتة في سناب شات وتويتر، حيث دأبت على الظهور في مقاطع فيديو متنوعة المضمون، بملابس تعتبر جريئة في السعودية.

وظهرت الأسمري في مقطع فيديو، تم تصويره داخل مول ”الرياض بارك“ في العاصمة الرياض، لتقول إنها تعرضت للطرد من المول بسبب فستانها الذي اعتبره حارس الأمن مخالفا للذوق العام.

وروت الشابة في مقطع فيديو تفاصيل عديدة، بينها رفضها مغادرة المكان، ومحاولة الدفاع عن ملابسها لكون فستانها طويلا إلى تحت ركبتها، ما يعني أنه غير مخالف للقوانين المحلية المتبعة التي تحدد ملابس النساء.

وقالت الأسمري “إدارة المكان منعتني من الدخول رغم الحرية المفترض تواجدها في السعودية، ويقولون إن فستاني غير لائق ومخالف للذوق العام ولا يناسب المكان لأنه فوق الركبة، وأنا فستاني تحت الركبة موش فوق الركبة وكمان مناسب للقوانين”. وأضافت “لكني لم أستجب لهم وقلت والله ما أطلع والله ما أطلع (لن أخرج)”.

وتم تداول مقطع الفيديو على نطاق واسع، وسط انقسام بين فريق يدافع عن الأسمري وآخر يرى في ملابسها مخالفة للقوانين والعادات والتقاليد على حد وصفهم.

 وتصدر هاشتاغان متناقضان موقع تويتر في السعودية؛ الأول بعنوان #كلنا_أمل_الأسمري وهو ينتصر لأمل والثاني بعنوان استحي_على_وجهك_أمل ويعني “اخجلي يا أمل” وهو ينتقد مشهورة سناب شات.

وحفل الهاشتاغ الثاني بكمية هائلة من السب والشتم للأسمري. واتهمت مشاركات في هاشتاغ #كلنا_أمل_الأسمري متشددين بالوقوف وراءه لتخويف السعوديات وبث الرعب المعنوي فيهن لتأخير التغيير.

وقال معلقون إن العباءة عند المتشددين “رمز” لا يمكنهم الاستغناء عنه وهي عنوان لسنوات من التشدد أبرز شعاراتها “عباءة أهلك دليل رجولتك”.

وكثيرا ما ينشر سعوديون صورا للمقارنة بين “ما قبل زمن الصحوة” وما بعده، حيث كانت السعوديات يتمتعن بحرية اللباس ويظهرن في صور كثيرة تعود إلى ما قبل عام 1979 في فساتين ملونة. ونشرت المدونة السعودية أمجاد العمري مقطع الفيديو، وكتبت:

وقالت مغردة:

norah3_02@

#كلنا_أمل_الأسمري مو متخيلة كمية الجمال اللي ح تنتشر بالشوارع لو مسموح لنا نلبس كذا من حقنا ندعي كل يوم إن اللي ابتدع لنا العباية تكون هي وقوده في الجحيم.

وفي سياق آخر، اتهم البعض مشهورة سناب شات بأنها تتعمد القيام بمثل هذه الأفعال فقط بهدف كسب الشهرة وزيادة عدد متابعيها على مواقع التواصل الاجتماعي.

وضبطت لائحة الذوق العام التي دخلت حيز التنفيذ سبتمبر من العام الماضي طريقة اللباس في الأماكن العامة.

‏‎وتمنع اللائحة ارتداء اللباس غير اللائق في الأماكن العامة أو الملابس الداخلية وثياب النوم أو تلك التي تحمل عبارات أو صورا أو أشكالا تخدش الحياء أو ذات رمزية عنصرية أو تسهم في إثارة النعرات، أو تروج للإباحية وتعاطي الممنوعات، ولم تأتي اللائحة على ضرورة ارتداء السعوديات للعباءة في الأماكن العامة.

ومن النادر أن يتم توقيف النساء من أجل ملابسهن. وفي هذا السياق كتب حساب:

وكانت أمل وجهت في تغريدة على حسابها على تويتر انتقادات للتناقضات في مجتمعها. وكتبت:

AlasmariAmal@

كمية الرعب النفسي اللي تسببوا لي فيه فقط لأني عايشة حياة طبيعية وأشارك يومياتي طبعا لو إني ذكر قاتل وعلي دية عشرين مليون خذوني بالأحضان وعزتي للبنات بس.

وكان خروج امرأة من دون عباءة وحجاب على الأقل في الماضي كفيلا بتوقيفها في السعودية. وتكاد القصص التي كانت تصل إلى الصحافة الغربية وتثير سخرية القراء واندهاشهم، تكاد تختفي من السعودية بعد ما أمسك ولي العهد الشاب الأمير محمد بن سلمان بزمام الأمور.

وكثيرا ما يثير لباس السعوديات الجدل في السعودية إذ تتمسك فئة محافظة يتزعمها بعض رجال الدين بموقف يطالب بفرض لبس العباية عليهن، في وقت ترفضها السعوديات خاصة من الجيل الجديد. وهذه ليست المرة الأولى التي تثور فيها السعوديات على اللباس المفروض عليهن، إذ سبق أن انتشر هاشتاغ #العباية_المقلوبة على تويتر، حيث نشرتْ سعوديات صورهنّ وهن مرتديات عباءات مقلوبة، تعبيرا عن رفضهن للزي الرسمي الذي فرضته التقاليد.

ويذكر أنه قبلها أيضا انطلقت حملة تدعو النساء إلى حرق النقاب ما أثار جدلا واسعا على موقع تويتر. ووصفت الدعوة إلى حرق النقاب بأنها “جريئة” إلى حد كبير، في البلد المحافظ الذي يتبنى سياسة التغيير بروية.

وفي مارس عام 2018، قال ولي العهد السعودي إن “النساء في بلاده لا يتعيّن عليهن ارتداء غطاء الرأس أو العباءة السوداء ما دامت ملابسهن محتشمة ومحترمة”. وأشار في حديث مع شبكة “سي.بي.أس” الأميركية إلى أن “القرار يرجع للمرأة في تحديد نوع الملابس المحتشمة والمحترمة التي تريد ارتداءها”.