طيران الإمارات تضع قدما باتجاه تقليص خسائر الجائحة

شركة طيران الإمارات سجلت خسارة سنوية لها منذ أكثر من ثلاثة عقود بلغت 5.5 مليار دولار رغم ارتفاع الإيرادات بنحو 86 في المئة إلى 5.9 مليار دولار.
الخميس 2021/11/11
تراجع خسائر الشركة إلى أكثر من النصف

اقتربت طيران الإمارات بشكل كبير من الخروج من نفق أزمة هي الأقسى للشركة المملوكة لحكومة دبي منذ سنوات طويلة نتيجة شلل الرحلات والنشاط السياحي منذ تفشي الجائحة، رغم أن المسؤولين يرون أن العودة إلى الربحية ستحتاج وقتا إذا لم تعترضها مشكلة عالمية جديدة.

دبي- تراجعت خسائر شركة طيران الإمارات، أكبر ناقل جوي في الشرق الأوسط، إلى أكثر من النصف في الأشهر الستة الأولى من سنتها المالية الحالية مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، مع ارتفاع الطلب على السفر.

وقالت الشركة في بيان الأربعاء إنّها سجلت خسائر قدرها 5.8 مليار درهم (1.6 مليار دولار) مقارنة بخسائر بلغت 3.4 مليار دولار عن الفترة نفسها من العام الماضي في خضم تفشي فايروس كورونا.

وجاءت الخسائر في الفترة الممتدة بين أبريل وسبتمبر الماضيين رغم ارتفاع الإيرادات بنحو 86 في المئة إلى 5.9 مليار دولار، مدعومة “بزيادة طلب الركاب واستمرار أعمال الشحن”.

وقال رئيس المجموعة ومقرّها دبي الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم “شهدنا عبر المجموعة نموًّا في العمليات والطلب، مع بدء معظم الدول في تخفيف قيود السفر. وتسارع هذا الزخم خلال الصيف مع استمرار النمو في فصل الشتاء وما بعده”. وتابع “على الرغم من أنه لا يزال أمامنا مشوار لنقطعه قبل أن نعيد عملياتنا إلى مستويات ما قبل الجائحة والعودة إلى الربحية، فإننا نمضي قُدُماً على درب التعافي بإيرادات جيدة وأرصدة نقدية قوية”.

الشيخ أحمد بن سعيد: الشركة تتعافى رغم أن أمامنا الكثير من الوقت لبلوغ الربحية

وكانت الشركة أعلنت في يونيو الماضي أول خسارة سنوية لها منذ أكثر من ثلاثة عقود بلغت 5.5 مليار دولار، وذلك على خلفية الإغلاقات المرتبطة بفايروس كورونا التي ضربت قطاع الطيران بشدة.

وآخر مرة أبلغت فيها الشركة عن خسارة سنوية كانت في السنة المالية 1987 – 1988 مع بداية انطلاق عملياتها. واضطرت الشركة العملاقة منذ بدء تفشي الوباء إلى تقليص شبكة وجهاتها الواسعة وأوقفت رحلاتها لأسابيع العام الماضي، قبل أن تعود إلى زيادة عملياتها مع فتح دبي أبوابها للسياح في منتصف 2020 وتحوّل الإمارة الثرية إلى نقطة استقطاب رئيسية للزوار الهاربين من الإغلاقات.

وقبل تفشي الفايروس كانت الشركة تنقل ملايين المسافرين سنويا من وإلى دبي التي تشكّل السياحة فيها شريان حياة منذ أكثر من عقدين، وقد استقبلت أكثر من 16.7 مليون زائر في 2019.

ونقلت طيران الإمارات 6.1 مليون مسافر في الربع الثالث من العام الجاري، بزيادة قدرها 319 في المئة عن الفترة نفسها من العام الماضي. وفي الوقت ذاته زاد حجم الشحنات التي تم رفعها إلى 1.1 مليون طن بنسبة 39 في المئة، مما أعاد الأعمال إلى 90 في المئة من مستويات ما قبل الجائحة من حيث الحجم الذي تمت مناولته، وفقا لبيان الشركة.

وبحلول نهاية سبتمبر الماضي كانت طيران الإمارات تسيّر رحلات الركاب والشحن إلى 139 مطارا، باستخدام كامل أسطولها من طائرات بوينغ 777 و37 طائرة أيرباص طراز أي 380.

ولأول مرة منذ إنشائها اضطرت طيران الإمارات إلى تسريح موظّفين، لكنّها شرعت مؤخرا في حملات توظيف عالمية “لدعم متطلباتها”، مع إعطاء الأولوية لإعادة تعيين الموظفين الذين سبق لهم الحصول على إجازة أو المسرّحين.

وسجلت أعداد العاملين في المجموعة انخفاضاً طفيفاً مقارنةً مع نهاية مارس 2020، بنسبة اثنين في المئة لتصل إلى أكثر من 73.5 ألف موظف في نهاية سبتمبر الماضي.

وتُعتبر الشركة من أبرز نجاحات إمارة دبي التي تضم العديد من الوجهات الترفيهية والمراكز التجارية الضخمة وتعتمد على السياحة وقطاع الخدمات في ظل اقتصاد هو الأكثر تنوعا في منطقة الخليج الغنية بالنفط. وكانت تسعى لاستقبال 20 مليون زائر السنة الماضية.

وقدّمت حكومة الإمارة بعيد تعليق الرحلات دعما ماليا للشركة بلغت قيمته 3.1 مليار دولار. وخلال النصف الأول من السنة المالية الحالية ضخّ مالكو المجموعة 681 مليون دولار إضافي عن طريق الاستثمار في الأسهم “وهم مستمرون في دعم الناقلة على مسار التعافي”، بحسب البيان.

الشركة سجلت خسائر قدرها 5.8 مليار درهم (1.6 مليار دولار) مقارنة بخسائر بلغت 3.4 مليار دولار عن الفترة نفسها من العام الماضي

والشركة أكبر مشغّل للطائرات الضخمة على مستوى العالم، وهي منافس مهم للاتحاد للطيران المملوكة لحكومة أبوظبي وللخطوط الجوية القطرية. وكانت المجموعة أعلنت في السابق خططا لبدء تنويع أسطولها وشراء طائرات أصغر حجما.

ومن المقرّر أنّ تجري المجموعة محادثات مع شركة “بوينغ” الأميركية بشأن طائرات 777 إكس التي تأخّر تسليمها، قبل وأثناء معرض دبي للطيران الذي سيقام في وقت لاحق من الشهر الحالي. واشتكت شركة الطيران الإماراتية العملاقة مرارا من تأخّر تسليم الطائرة التي تأثّر إطلاقها بسلسلة من المشكلات الفنية والمرتبطة بالسلامة.

وأعلنت طيران الإمارات عن طلب 150 طائرة إ77 أكس.أس في معرض دبي للطيران عام 2013 وقامت في وقت لاحق بمراجعة الصفقة. وفي مايو الماضي نُقل عن رئيس طيران الإمارات تيم كلارك قوله خلال حدث اقتصادي إنه يخشى تأجيل التسليم حتى عام 2025.

11