طيران الإمارات تسجل أول خسائر منذ ثلاثة عقود

قادت تداعيات كورونا طيران الإمارات إلى تسجيل خسائر غير مسبوقة في ظل انهيار الطلب العالمي على السفر، حيث تعتبر هذه الخسائر القياسية الأولى منذ ثلاثة عقود.
دبي - تسبب انهيار الطلب العالمي على السفر في خسائر فادحة لشركة طيران الإمارات ما دفع إلى تسريح العمالة وخفض الرواتب في وقت تستمر فيه جائحة كورونا بالضغط على الطيران الجوي العالمي.
وسجّلت شركة طيران الإمارات خسائر بقيمة 3.4 مليار دولار بحسب نتائجها نصف السنوية التي أصدرتها الخميس، في أول خسائر لأكبر مجموعة نقل جوي في الشرق الأوسط منذ ثلاثة عقود تأتي على خلفية الإغلاقات المرتبطة بفايروس كورونا المستجد.
وقال الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم في بيان “بدأنا سنتنا المالية الجارية في ظل إغلاق عالمي شلّ حركة السفر الجوي تماما”.
وأوضح أنه “بفعل هذه الأوضاع غير المسبوقة التي أصابت قطاع الطيران والسفر، سجلت مجموعة الإمارات خسائر نصف سنوية للمرة الأولى منذ أكثر من 30 عاما”.
وذكرت الشركة التي اضطرت لتعليق رحلاتها لأسابيع مع بداية انتشار الفايروس، أنّ الخسائر في الأشهر الستة الأولى من سنتها المالية الحالية بلغت 3.4 مليار دولار مقارنة بأرباح بأكثر من 200 مليون دولار في الفترة ذاتها من العام الماضي.
وتراجعت إيراداتها الإجمالية بنحو 75 في المئة إلى 3.2 مليار دولار بين الأول من أبريل و30 سبتمبر، بعدما نقلت 1.5 مليون مسافر فقط بانخفاض بنحو 95 في المئة عن عدد الركاب في الفترة ذاتها من 2019.
ومع توقف حركة السفر، تمكنت طيران الإمارات من التحول لخدمة الطلب على البضائع.
وقال الشيخ أحمد بن سعيد “ساعدنا ذلك على استعادة إيراداتنا من مستوى الصفر إلى 26 في المئة مما كانت عليه في الفترة ذاتها من السنة الماضية”.
وقبل تفشي الفايروس، كانت أكبر شركة طيران في الشرق الأوسط تنقل الملايين من المسافرين سنويا من وإلى دبي التي تشكّل السياحة فيها شريان حياة منذ أكثر من عقدين، وقد استقبلت أكثر من 16.7 مليون زائر العام الماضي.
3.4
مليار دولار قيمة خسائر شركة طيران الإمارات بفعل انهيار الطلب على السفر والإغلاق
وتسيّر الشركة حاليا رحلات إلى 99 محطة، مقارنة بنحو 150 قبل إجراءات الإغلاق.
وفي أغسطس الماضي، قال الرئيس التنفيذي للعمليات في طيران الإمارات عادل الرضا في مقابلة صحافية “يمكننا القول بسهولة إنه بحلول صيف 2021، سنخدم 100 في المئة من وجهات شبكتنا، 143 وجهة ستتم خدمتها بحلول صيف 2021”.
وبحسب رئيس مجلس الإدارة تيم كلارك، دفع تعليق الرحلات وتراجع أعداد المسافرين الشركة إلى تسريح نحو تسعة آلاف من موظفيها.
وبحسب بيان الشركة، سجّلت أعداد العاملين في “مجموعة الإمارات” التي تضم شركة النقل الجوي وشركة “دناتا” للسياحة ونقل البضائع، انخفاضا بنسبة 24 في المئة عن مارس 2020 لتصل إلى 81334 موظفا في 30 سبتمبر 2020.
وطيران الإمارات أكبر مشغّل لطائرات إيرباص 380 الضخمة. وكانت المجموعة أعلنت في السابق عن خطط لبدء تنويع أسطولها وشراء طائرات أصغر حجما.
وكانت طيران الإمارات تسيّر رحلات إلى أكثر من 158 مطارا في 84 بلدا في العالم، وباتت اليوم وجهاتها تقتصر على 99.
وتعتبر الشركة من أبرز نجاحات مدينة دبي التي تضم العديد من الوجهات الترفيهية والمراكز التجارية الضخمة وتعتمد على السياحة وقطاع الخدمات في ظل اقتصاد هو الأكثر تنوعا في منطقة الخليج الغنية بالنفط. وقد استقبلت أكثر من 16 مليون زائر السنة الماضية. وكانت تسعى إلى استقبال مليون زائر هذه السنة.
وقدّمت حكومة الإمارة دعما ماليا للشركة بعيد تعليق الرحلات بلغت قيمته نحو ملياري دولار.
وبدأت دبي في يوليو معاودة استقبال السياح والزوار بعد إغلاقها منذ منتصف مارس الماضي أمام حركة السياحة لوقف تفشي فايروس كورونا المستجد.
وقال الشيخ أحمد “لا أحد يستطيع التنبؤ بالمستقبل، لكننا نتوقع عودة قوية للطلب على السفر بمجرد توفر لقاح كوفيد – 19، ونحن جاهزون لذلك”.
وعلقت طيران الإمارات في 25 مارس رحلات الركاب مؤقتا، ثم استأنفت تدريجيا تشغيل رحلات الركاب المنتظمة في 21 مايو، وبحلول 30 سبتمبر، عادت خدمات الناقلة لتغطي 104 مدن برحلات لنقل الركاب والبضائع.
وخفضت طيران الإمارات في وقت سابق الرواتب الأساسية بين 25 و50 في المئة لمدة ثلاثة أشهر بدءا من أبريل باستثناء صغار الموظفين.
وتعد طيران الإمارات من أكبر شركات الرحلات الطويلة في العالم وقد نجحت على مدى 35 عاما في تحويل دبي إلى نقطة عبور رئيسية لمسافري الرحلات الدولية، الذين يتوقف معظمهم فيها لركوب رحلات إلى وجهات أخرى.
وتدير الشركة حاليا أسطولا من الطائرات الضخمة عريضة البدن إيرباص أي 380 وبوينغ 777، وقد اضطرت إلى وقف تشغيل الكثير منها بسبب الجائحة.