طه حسين يمكنه إنقاذ العرب اليوم من اجترار الماضي

المثقفون العرب: استحضار أفكار عميد الأدب العربي يسد هوة في مشهدنا الثقافي.
السبت 2022/05/28
طه حسين نظير الجاحظ الذي نحتاج إلى ثورته

يمثل اختيار عميد الأدب العربي طه حسين الشخصية المحورية لمعرض أبوظبي للكتاب في دورته الـ31 تأكيدا على الانتصار للحرية والاستنارة، وأن الوسيلة الوحيدة لمجابهة التطرف على اختلاف أشكاله تقوم على إطلاق حرية الفكر والإبداع والابتكار والتنوع، فطه حسين لم يكن فقط مفكرا وباحثا وناقدا وروائيا عارك الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية والبحثية لفتح نوافذ التفكير والاجتهاد والإبداع والحرية، ولكنه أيضا كان مناضلا فريدا في سبيل النهوض بالأمة العربية.

احتفاء معرض أبوظبي بطه حسين شخصية محورية لدورته الـ31 لم يكن مقصورا على مجرد جلسات نقاشية حول رؤاه وأفكاره، ولكنه امتد ليشمل حضوره العديد من زوايا المعرض، فهناك جناح يضم صورا وفليما تسجيليا وتسجيلات صوتية له، وفي ركن الفنون كان أكثر من فنان تشكيلي يرسم لوحة له، بينما مثل المتحدثون في الجلسات حول طه حسين الطيف الثقافي العربي.

في الجلسة النقاشية الأولى التي أدارتها الإعلامية نشوى الرويني، وقد حضرتها وزيرة الثقافة المصرية إيناس عبدالدائم، شارك فيها الروائي والناقد والباحث في العلوم السياسية عمار علي حسن، والأكاديمية والناقدة السعودية أسماء المقبل، والناقد والمترجم حيان جمعة الساعي، والناقد محمد أبوالفضل بدران.

في كلمتها أكدت وزيرة الثقافة المصرية أن طه حسين فتح آفاق العقول والتحرر من أسر التخلف والجهل، حيث سعى طوال حياته إلى أن يكون العلم الأهم في حياة العقول والنفوس، حيث كان يرى أهمية دوره في بناء المجتمعات والأشخاص، وتبين رؤيته للتعليم بوصفه الأساس الذي تقوم عليه الإنسانية.

حسن مدان: طه حسين ببصيرته بعيدة المدى كان يرى مستقبلا واعدا فكريا وثقافيا لمنطقة الخليج

ولفتت إلى أنه واجه جميع التحديات اعتمادا على المعرفة كأساس لترسيخ وبناء القيم الخير والتسامح والسلام ليظل اسمه باقيا كنموذج مصري فريد، استطاع منذ نعومة أظافره تحدي إعاقة فقد البصر، وتحويلها إلى سبيل لتنمية البصيرة، فكان أيقونة للقدرة المصرية الأصيلة في التغلب على أعظم المحن.

وأضافت أن طه حسين لم يكن مجرد شخص يمارس التراث والتاريخ كما أنه لم يكن مبعوثا إلى الغرب لينال شهادات علمية مرموقة؛ بل كان متميزا في مجال القصة والرواية والنقد الأدبي، وناقدا أديبا عميق الفكر، يناقش بقدر واضح الاتجاهات الفكرية الحديثة والمعاصرة، هذا فضلا عن ريادته في مجال الترجمة، فقد استطاع فتح آفاق من الأفكار عن الحضارات الأخرى وبناء جسر متين للتواصل، وقد كانت رؤيته الثاقبة للتخطيط لأهم مشروع ترجمة في العصر الحديث ألا وهو مشروع الألف كتاب وهو المشروع الملهم الذي تسير وفقه وزارة الثقافة المصرية في الوقت الحالي.

العودة الفكرية والحضارية

وقال عمار علي حسن "بعد عام واحد سنكون على مشارف نصف قرن من غياب العميد، العميد كان بصيرة حاضرة، ضرب سهما في كل اتجاه، فـ’أيامه’ أسست لفن السيرة الذاتية، وألقت في البلاغة العربية دفقة مختلفة، فالأسلوب قبل ‘الأيام’ غيره بعدها، هذا الأعمى الذي كان يملي صنع نصا شفهيا لا مثيل له، والبعض يقول إن ‘الأيام’ لا تضاهيها أو هي بعد 'ألف ليلة وليلة' في تراثنا العربي، نتعجب أن هذا الكتاب الذي كان دفقة قوية كتب في 9 أيام فقط، وكان يرد فيه على افتراءات لحقت به عقب كتابه ‘في الشعر الجاهلي’ حيث قيل عنه إنه المتغرب والمتفرنج والمستشرق والخائن والعميل التابع للثقافة الغربية فنصحه عبدالخالق ثروت باشا قائلا ‘قل لهم من أنت.. أنت الرجل القادم من الجنوب النابت من طين الأرض الراضع من نيل مصر، الذي يعرف عن أهل الريف قبل أهل المدن الكثير والكثير’، فكتب الأيام".

وتابع "قبلها وبعدها وفي كل اتجاه، كتب طه حسين فن الرواية في 'دعاء الكروان' و'شجرة البؤس' وغيرهما، وكتب فن الإبيغرام، فن القصة القصيرة جدا كما في 'جنة الشوك'، وكتب القصة القصيرة كما في 'المعذبون في الأرض' وغيرها. كما كتب النقد الحديث تقليديا وحداثيا، وكان النقد قبله نقدا بلاغيا يركز على جوانب معينة".

ضياء الكعبي: العمى مثل المجاز الأكبر في حياة طه حسين في عوالمه الذاتية والشخصية

وتابع "كان يريد لأفكاره أن توجد في حياة الناس فانحاز إلى البسطاء ودافع عنهم ورسخ مكانته مثقفا عضويا لا يعيش في برج عاجي؛ وحين تولى منصب وزير المعارف لم يره وجاها ولم يعمل لنفسه بل عمل للناس ومن أجل مستقبل الأمة".وأكدت أسماء المقبل أن الاحتفاء بطه حسين واستحضاره يمثل بعثا لأنفاس العودة الفكرية والحضارية، لأننا تحت لواء اللاإنسانية والتخبط خلف المهمش، إن استحضاره كرمز فكري وحضاري لا يعني التقديس الأجوف ولا التمثل الزائف بل يعني أن هناك فراغا بحاجة إلى ردم هوته، فالواقع الثقافي اليوم بحاجة إلى طه حسين، إلى ثورته الفكرية، نحن بحاجة إلى أن نخرج من مغارات التاريخ كي لا نجتر حلما أو نعيد واقعا قديما، وأن نقوم بما فعله ونجابه ما جابهه من عقبات وتحديات كي يفتح المجال أمام العقل الإنساني للمغامرة والبحث والاكتشاف.

وتناول حيان جمعة الساعي عبقرية طه حسين وفكره في حقل الترجمة التي تجلت في انتقائه للأعمال التي ترجمها ليضعها بين أيدي القارئ العربي، والنهج الذي اتخذه أسلوبا في ترجماته، فكان مبدعا، لأنه أدرك أثر الحضارة الأوروبية القديمة على الحديثة، وأراد أن تستفيد منها الحضارات الأخرى، لهذا نقل بحنكة وذكاء من أمهات الكتب للقراء العرب، ليكونوا مطلعين على الثقافات الأخرى، الأمر الذي ساهم في إيجاد حالة من التفاعل بين الثقافات.

وقال محمد أبوالفضل بدران إن "المعركة الكبرى التي خاضها طه حسين كانت في مضمار العلم والثقافة ولذا اختار أبوالعلاء المعري صاحب البصر والبصيرة، وقد اشترك معه في مقولة قالها المعري في الإنسان ‘أيها الغر إن خصصت بعقل فاتبعه فكل عقل نبي’. لذلك قام طه حسين وخاض مراحل النضال كافة انطلاقا من معترك البحث العلمي وقضايا التعليم والكتابة الإبداعية: السيرة الذاتية والرواية والقصة القصيرة، والنقد والترجمة”.

تواصلت الجلسات حول عميد الأدب العربي والتي شارك فيها طيف واسع من المثقفين والمفكرين العرب، فكانت جلسة "طه حسين ناقدا ومفكرا"، والتي شارك فيها الأكاديميون محسن الموسوي، حسن مدن، ضياء الكعبي، أحمد السعيدود، حسن ناظم، وأدارها نجم عبدالكريم.

محسن الموسوي: التمييز مهم في تعريف مفهوم القلة المثقفة عند طه حسين

افتتح عبدالكريم الجلسة بقصة وقعت أحداثها عام 1944 في مدينة معرة النعمان بسوريا حيث أقيم حفل ألفي لأبي العلاء المعري، وحضر الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري ليلقي قصيدة: قف بالمعرة وامسح خدها التربا/ واستوح من طوق الدنيا بما وهبا/ واستوحِ منْ طبب الدنيا بحكْمتهِ/ ومنْ على جرحها مِن روحه سكبا.

كان طه حسين يجلس في الصفوف الأولى يصفق ويهز رأسه طربا حتى وصل الجواهري في قصيدته إلى: لثورة الفكر تاريخ يذكرنا بأن/ ألف مسيح دونها صلبا. وهنا وقف طه حسين صائحا "أعد يا ابن العراق، أعد يا ابن المتنبي. هذا بقية شعر العرب ديمومة الشعر العباسي. أنت أشعر العرب".

وانطلق حسن ناظم في مداخلته متسائلا: هل استطاع كاتب أو باحث أو أستاذ للأدب منذ الربع الأول من القرن العشرين أن يقاوم تأثير طه حسين؟ الجيل الأول سهير القلماوي وزملاؤها، الجيل الثاني جابر عصفور وزملاؤه، وهل أفلتنا ونحن في أقطار العرب ومن أجيال عديدة من تأثير طه حسين، بالنسبة إلي ومنذ أيام الطلب عزز حضور عميد الأدب العربي في ما سطره الشعراء العراقيون عنه، وقد خصه الجواهري بأروع القصائد.

وتابع "يقول الجواهري: أحييك 'طه' لا أطيل بك السجْعا/ كفى السجع فخرا محض اسمك إذ تدعي/ أبا الفكرِ تستوحي من العقل فذه/ وذا الأدبِ الغض استثيرت به الطبعا/ ويا سِحر موسى – إن في كل بقعةٍ/ لما تجتلي من آيةٍ حية تسعى. ويقول فيه عبدالرزاق محي الدين: يد صناع لو امتدت إلى يبس لأورق العود واحلولى له ثمر/ ولو مشت لظلام الليل تقبسه تنفس الصبح لم يأذن له سحر".

وأضاف ناظم "طه حسين الناثر الأكبر طوع اللغة العصية وقادها إلى طرق جديدة ندخلها معه ولا نخرج منها إلا بانتظار الدخول في عبقها ثانية، وفي ظني أن أسلوب الكتابة عنده أول أساس يبنى لتعقل ما يقول، فأسلوبه لا يكفي أن يقال عنه أنه تزيين أو بلاغة، هو محو للاستعصاء وتمرين في التفكير وتلقيه يتوشح بالرغبة المعلقة التي لا تشبع ولا تزول، هكذا يبقى قارئه دائم التوق للقراءة والتفكير معه".

طه حسين واجه جميع التحديات اعتمادا على المعرفة كأساس لترسيخ وبناء قيم الخير والتسامح والسلام ليظل اسمه باقيا كنموذج مصري فريد

وواصل قوله "طه حسين سيد النثر العربي الحديث ونظير الجاحظ في العصر الحديث بتعبير بعض الباحثين، قرأته في الصبا المعرفي، فاستحوذ على عقلي وأمسك بعاطفتي، فصرت أتمنى العمى مقرونا بهذه البصيرة، بصيرة طه، وفي كهولتي رأيت رأسه يسقط في مسقط رأسه، رأيت تمثاله المنير يقطع رأسه الظلاميون في المنيا مسقط رأسه، فحزنت ليس لتمثاله ولا لحضوره الرمزي فحسب بل لانحسار تنويره في أيامنا العيبة هذه، ومن قطع رأسه قطع رأس أبي العلاء في معرة النعمان". وختم ناظم مداخلته بقول الشاعر اللبناني نزار قباني: ارمي نظارتيك ما أنت أعمى/ إنما نحن جوقة العميان.

الجاحظ الجديد

وتحدث الناقد العراقي محسن الموسوي عن مفهوم صفوة العارفة أو القلة المثقفة عن طه حسين، وهذا المفهوم ليس جديدا حيث أشار إليه إرنست أرنو في كتابه "الثقافة والفوضى" حيث رأى أن قلة قائدة قادرة على قيادة المجتمع على أساس أنها لا تمتلك نوايا أو مصالح معينة تنقاد إليها أو تنحاز، وكتب جوليان باندا، كما يقول، في نهاية القرن الـ19 وبداية القرن العشرين كتيبا صغيرا بعنوان "خيانة المثقفين"، كانت الفكرة الأساسية في هذين الكتابين هو أن هناك في داخل المجتمع قلة قليلة يمكن أن تقود المجتمع، ذلك لأنها لا تمتلك من المصالح وما يحول دون هذه القيادة، لا يقصد هنا القيادة السياسية ولكن القيادة الفكرية والاجتماعية القادرة على التأثير في المجتمع.

وأضاف "المشكلة في هذه المفاهيم أنها يمكن أن تكون عرضة لبعض التحريف، لذا كانت هناك اعتراضات ترى أن آفة المستعمر لا بد أن تؤثر بشكل أو بآخر على الفئة المثقفة التي أعدت في التعليم لكي تقود المجتمعات في المستقبل في البلدان المستعمرة. إذن المفهوم كان متداولا، لكنه عند طه حسين كان له خصوصية معينة في تلك الأثناء، وعندما طرحه - أقصد مفهوم القلة المثقفة - كان معنيا بقضية قليلة حيث قال 'نحن قلة قليلة ليس أسهل من إحصائها' ثم يقول 'هناك مقابل هذه القلة الكثرة المتهمة ماضون في حياتهم كما تعودوا أن يمضوا، ألسنة طوال وعقول قصار وقلوب قاسية كالحجارة بل أشد قسوة'".

وتابع الموسوي "يضيف طه حسين 'الكثرة المتهمة كانوا مشغولين بأنفسهم عن المثقفين المصريين بينما يعيش هؤلاء المثقفون المصريون بمسؤولياتهم وأحلامهم تغرقهم هذه الأيام السود والفلسفة اليائسة'. هذا التمييز مهم جدا في تعريف مفهوم القلة المثقفة عند طه حسين، ثم يتطور هذا المفهوم لديه وصحبه، واعتقدوا أنهم قادوا المجتمع وتمكنوا من تطويره، لكن عندما يعود من فرنسا في يوم من الأيام وفي الإسكندرية كان وباء الكوليرا قد انتشر، وكانت الفاجعة عنده وآخرين أن هذا البلد الذي اعتقدوا أنهم حرروه فعلا ووصل إلى مكانة عالية من الرقي والثقافة لم يكن كذلك”.

يقول طه حسين "فالبلد الذي كنا نراه أهلا للحرية والأمن والذي أفنينا شبابنا وكهولتنا وجهودنا وقوانا لكي نوفر له بعض الحرية والأمن" لا يزال مغلولا مقيدا. وهذه مشكلة القلة المثقفة أنها لا تفهم أنها ليس لها أن تكون قادرة فعلا على تحولات اجتماعية كبيرة مثل وباء الكوليرا. ما الذي يمكن أن تفعله إزاء وباء؟ ولكن طه حسين بقي مقتنعا أن بإمكان هذه القلة - شريطة ألا ينال منها - أن تقود المجتمعات نحو التنوير والمزيد من العقلانية.

الجلسات حول عميد الأدب العربي شارك فيها طيف واسع من المثقفين والمفكرين العرب الذين استعادوا منجزه وأفكاره

وأشار الباحث البحريني في فلسفة في التاريخ الحديث والمعاصر حسن مدان إلى دراسة قديمة لطه حسين تعود إلى ثلاثينات القرن الماضي بعنوان "الحياة الأدبية في جزيرة العرب" وهي ابنة زمنها وفي حدود اطلاعه على ما تيسر من أدب الجزيرة العربية، فقد كتبها آنذاك والدولة السعودية بالكاد تشكلت، لكنه قارب الأمر ملاحظا الفروقات بين نجد والحجاز والمنطقة الشرقية من المملكة، ثم أعطى نبوءة، حيث ختم بأن هذه المنطقة التي عانت من عزلة لمرتين؛ مرة قبل الإسلام ومرة أخرى بعد انتقال الخلافة الإسلامية إلى بغداد ثم دمشق والقاهرة.. تتطلع الآن إلى نهضة ثقافية وأدبية مقبلة، وأعتقد أنه ببصيرته بعيدة المدى كان يرى مستقبلا واعدا فكريا وثقافيا لمنطقة الخليج، وهذا ما نرى بعض مظاهره الآن في هذه النهضة الأدبية والثقافية في مختلف مجتمعات الخليج.

وقالت ضياء الكعبي أستاذة السرديات والنقد الأدبي الحديث بجامعة البحرين إن تطور آليات النقد أن العمى مثل المجاز الأكبر في حياة طه حسين في عوالمه الذاتية والشخصية وفي مساراته الأكاديمية والثقافية والإبداعية، وفي كتاباته المغايرة، العمى كان بالنسبة إليه أنه "زنزانة سجن العمى المحمولة" كما يقول بورخيس، ومن ثم شكلت تجربة التخوم والحدود التي فصلت بينه وبين الآخرين، كما تماهى إلى درجة التطابق التام مع أبي العلاء المعري حتى ألف عنه ثلاثة كتب، لكن درجة هذا التماهي والتطابق اختلفت بين مرحلة وأخرى من مسيرته.

وتطرق أحمد السعيد مؤسس مجموعة بيت الحكمة الصيني للثقافة إلى حضور طه حسين وتأثيره في الثقافة والأدب الصينيين، مؤكدا أن فكره كان مؤثرا في الصين منذ ثلاثينات القرن الماضي وحتى الآن حيث تعاد طباعة روايته “دعاء الكروان” بشكل سنوي منذ عام 1988 ونوقشت أعماله في عشر رسائل دكتوراه و66 رسالة ماجستير، وأكثر من مئة دراسة مقارنة بينه وبين الأديب الصيني لي شوين، وهو في نظر المفكرين الصينيين مفكر تربوي يهتم بالحداثة وإعادة قراءة التراث، آثر ألا يعيش في الغرب المترف وعاد إلى بلده الذي يعاني الفقر والجهل والاستعمار حتى يكون سببا في نهضته ورقيه ونقل روح الغرب المتقدم إليه.

طه حسين شخصية محورية تدار حولها كل محاور المعرض
طه حسين شخصية محورية تدار حولها كل محاور المعرض 

 

13