طهران تستفز واشنطن بالتقليل من أهمية قيادتها لمحادثات السلام الأفغانية

إيران ترفض المفاوضات التي تجريها واشنطن مع طالبان معتبرة أن استثناء حكومة أفغانستان لن يصب في مصلحة البلاد.
الخميس 2019/12/19
توتر متواصل

طهران – تواصل إيران مناوراتها لخصومها على رأسهم الولايات المتحدة على أكثر من صعيد بهدف الضغط عليها لتقديم تنازلات والعودة للتفاوض معها للخروج من عزلتها ووضع حد للعقوبات التي أرهقت الاقتصاد الإيراني.

وهذه المرة اتجهت طهران إلى المساومة بالملف الأفغاني من خلال إعرابها عن معارضتها للمسار الذي حددته واشنطن في قيادة المباحثات.

وأعلنت إيران الأربعاء رفضها للمفاوضات التي تجريها الولايات المتحدة مع حركة طالبان، معتبرة أن أي عملية تستثني حكومة أفغانستان وشعبها لن تصب في مصلحة البلاد.

ولا يخفى عن المتابعين المودة التي تربط طالبان بالنظام الإيراني واشتراكهما في العديد من النقاط، إلا أن طهران تبحث وفقا لمراقبين عن استغلال ورقة طالبان لابتزاز واشنطن وإحباط عزائم التوصل لاتفاق يضع حدا للعبث بأمن الأفغانيين.

وقال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في الجمهورية الإسلامية الأميرال علي شمخاني في مؤتمر صحافي في طهران “نحن نعارض المفاوضات بين الولايات المتحدة وطالبان”.

وتابع أن “أي قرار يتّخذ، أي خطة لا يشارك فيها الشعب الأفغاني هي استراتيجية خاطئة مصيرها الفشل”، مشيرا إلى أن المفاوضات بين الولايات المتحدة وطالبان “تجري في غياب الحكومة الأفغانية”.

وأضاف شمخاني أن “طالبان هي أحد مكوّنات الشعب الأفغاني. ولكن، هل ينتمي كل الأفغان لحركة طالبان؟ كلا”.

وجاءت تصريحات شمخاني عقب اجتماع في طهران لبحث الأوضاع في أفغانستان بمشاركة كبار المسؤولين الأمنيين في أفغانستان والصين والهند وإيران وأوزبكستان وروسيا وطاجيكستان.

وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت الأسبوع الماضي تعليقا قصيرا للمحادثات التي تجريها في الدوحة مع طالبان بعد هجوم استهدف قاعدة جوية أميركية في أفغانستان أوقع قتلى أفغانا.

ومطلع سبتمبر، وبعد اعتداء في كابول أوقع 12 قتيلا بينهم جندي أميركي، قرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعليق المحادثات التي بدأت قبل عام مع طالبان، والتي بدت كأنها على وشك أن تثمر اتفاقا غير أن هجمات طالبان المتزايدة حالت دون ذلك. وفي أواخر نوفمبر وخلال زيارة له تهدف لقضاء عيد الشكر مع الجنود الأميركيين أعلن ترامب عن استئناف المباحثات مع حركة طالبان مشددا على أهمية وقف إطلاق النار.

علي شمخاني: نحن نعارض المفاوضات بين الولايات المتحدة وطالبان
علي شمخاني: نحن نعارض المفاوضات بين الولايات المتحدة وطالبان

وينص مشروع الاتفاق الذي كان مطروحا في سبتمبر على أن يتعهد المتمردون، مقابل انسحاب القوات الأميركية، باتّخاذ تدابير وإطلاق حوار مع الحكومة الأفغانية والحد من العنف.

وليست هذه المرة الأولى التي تحاول فيها طهران أن تلعب ورقة طالبان لاستفزاز واشنطن حيث قامت في وقت سابق بإجراء مباحثات مع ممثلين للحركة المتطرفة.

وكان وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف قد التقى في وقت سابق بممثلين عن طالبان أجرى معهم مباحثات، وأعرب خلالها عن استعداد بلاده المأزومة اقتصاديا عن دعم حوار بين كافة الأطراف الأفغانية وبمشاركة حكومة أفغانستان.

وهنا يظهر التناقض الإيراني وفقا لمراقبين حيث تدعم من ناحية طهران بطريقة غير مباشرة الحركة المتطرفة التي لا تعترف أصلا بالحكومة الأفغانية وتعتبرها مجرد ’’دمية لدى الولايات المتحدة’’ ومن ناحية أخرى تعرب عن استعدادها لدعم حوار بين هذه الأطراف.

وبالتوازي مع الانتقادات الإيرانية تواصل واشنطن مساعيها لاستئناف المباحثات في وقت تم خلاله تداول أنباء تفيد بسعي الولايات المتحدة لسحب جنود أميركيين من كابول.

وسعى خليل زاد خلال أكثر من عام للتوصل إلى اتفاق يتيح خفض الوجود العسكري الأميركي في أفغانستان مقابل ضمانات أمنية من المتمردين.

وفيما أبقت الولايات المتحدة غني في صورة التطورات، إلا أن الرئيس استُبعد من المفاوضات لأن طالبان رفضت الاعتراف بسلطته.

ورفضت السفارة الأميركية في كابول التعليق، لكن يبدو أن المحادثات سيتم استئنافها مجددا في الدوحة هذا الأسبوع.

5