طموح فرنسي - مغربي مشترك لتحقيق الأمن الغذائي

الرباط - أشرف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، صباح السبت بباريس، بحضور رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش ممثلا للمغرب كاول بلد أجنبي ضيف شرف، على تدشين المعرض الدولي للزراعة، في إطار سعي البلدين إلى تعزيز شراكتهما.
ويأتي ذلك في إطار الشراكة الفرنسية – المغربية وتجسيدا للتكامل بين البلدين، ويبرز قطاع الزراعة كمحور معزز لهذه الشراكة بين البلدين لتجاوز التحديات الكبرى التي يواجهها الأمن الغذائي، وتدبير الموارد المائية.
ويحضر المغرب في هذا الحدث بجناح كبير يقع في قلب المعرض، ويمتد على مساحة 476 مترا مربعا، ليشكل بذلك واجهة تعكس ثراء قطاعه الزراعي وتنوعه، كما ضم الوفد المغربي على الخصوص، وزير الزراعة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد البواري، وسفيرة الملك في باريس، سميرة سيطايل، إلى جانب العديد من الفاعلين في القطاع الزراعي الوطني، وأعضاء من الحكومة الفرنسية.
وأكدت وزارة الزراعة الفرنسية، في بلاغ على “عمق وحيوية الشراكة المغربية – الفرنسية، الموجهة نحو الأمن الغذائي، والتنمية المستدامة، والتقدم العلمي، والازدهار المشترك، حيث تم بُعيد زيارة الدولة التي قام بها الرئيس إيمانويل ماكرون إلى المغرب في أكتوبر 2024، والتي تكللت بتوقيع نحو عشرين اتفاقية بحضور العاهل المغربي الملك محمد السادس، من بينها اتفاقية مهمة تعزز خارطة الطريق الزراعية وتدفع التعاون في مجالات حيوية، مما يجسد الإرادة المشتركة للبلدين لتعزيز التعاون في مجال زراعة مرنة ومبتكرة ومستقبلية،” حسب ذات البلاغ.
وأفاد مدير نادي “ديميتر”، سيباستيان أبيس، الذي يضم 90 شركة فاعلة في قطاعي الزراعة والصناعات الغذائية في فرنسا، أن العلاقات الزراعية بين المغرب وفرنسا تتسم بديناميكية إستراتيجية متنامية، مبرزا أن اختيار المغرب كضيف شرف لهذه السنة بالمعرض الدولي للفلاحة بباريس يندرج ضمن هذه الديناميكية، ويعزز الزخم الذي أحدثته الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المغرب في أكتوبر الماضي، بدعوة كريمة من العاهل المغربي الملك محمد السادس.
وأضاف سيباستيان أبيس، في تصريحات صحافية، أن الإرادة السياسية على أعلى مستوى في كلا البلدين جعلت من القطاع الزراعي والأمن الغذائي محورا رئيسيا في الشراكة الثنائية المعززة، مما يحفز مختلف الفاعلين على توسيع نطاق التعاون في كافة المجالات ذات الصلة، وسيشمل البحث العلمي، والابتكار، وإدارة الموارد الطبيعية.
ويحتل قطاع الزراعة مكانة محورية في الاقتصادين المغربي والفرنسي، من خلال مجموعة الشراكات، حيث يسعى البلدان إلى مواجهة التحديات المتزايدة المتعلقة بالأمن الغذائي، وتحقيق الاستدامة الاقتصادية والبيئية، كما تسهم الزراعة والصناعات الغذائية بشكل كبير في خلق فرص العمل، وتعزيز النمو الاقتصادي، إضافة إلى تحسين مستوى الأمن الغذائي لكلا البلدين.
وأكد هشام معتضد، الباحث في الشؤون الإستراتيجية، أن “الحضور المتميز للمغرب في المعرض الدولي للزراعة بباريس، يعزز الشراكة الجديدة بين البلدين والتي لا تركز فقط على التعاون في قضايا الأمن والدفاع والسياسة بل تشمل قطاع الزراعة الذي يحقق الأمن الغذائي كحاجة ملحة في ظل المتغيرات الجيوستراتيجية.”
وأضاف لـ”العرب” أن “اختيار المغرب ضيف شرف للمعرض هذه السنة انعكاس للتبادل عالي المستوى بين البلدين، وبفضل هذه الشراكة المعززة مع فرنسا يمكن للمغرب أن يصبح مركزا إقليميا للابتكار في مجالات حيوية، مثل الطاقات المتجددة، ما سيسمح له بمشاركة خبراته ومشاريعه النموذجية مع دول الجوار، كما يعزز ذلك جاذبية الرباط كمركز اقتصادي أفريقي جاذب للاستثمارات الأوروبية والدولية التي ستدعم التنمية الشاملة في القارة،” لافتا إلى أن “التعاون الزراعي بين البلدين يأتي كجزء من رؤية إستراتيجية متكاملة يطمح المغرب من خلالها إلى لعب دور محوري في القارة الأفريقية، وتحقيق تنمية مستدامة محلية وقارية وتوفير الأمن الشامل والاستقرار الإقليمي.”
ووقّعت الوكالة الفرنسية للتنمية والتي لها استثمارات ضخمة في المغرب، على بروتوكول عقد شراكة إستراتيجية مع المغرب في إطار تعزيز الزراعة المستدامة في خدمة الأمن الغذائي في القارة الأفريقية، كما وقّعت اتفاقيتين مع القرض الزراعي للمغرب تهمان قرضا لتمويل استثمارات تساهم في تعزيز صمود الاقتصاد المغربي واستدامته، وسيمول بشكل أساسي الاستثمارات في الضيعات الزراعية، لاسيما من أجل الاستخدام الأكثر نجاعة للمياه في الزراعة، والزراعة الأيكولوجية ونشر الأنواع والأصناف المقاومة لتغير المناخ.