طالبان تستبدل نهجها باستغلال الإعلام بدل محاربته

الحركة تبدي بعض التقبل لعمل المرأة في مجال الإعلام، وسيُسمح للصحافيات بمواصلة العمل شرط وضعهن الحجاب أو غطاء للشعر.
الجمعة 2021/08/20
الصورة التي تحرص عليها طالبان

كابول - حرص المتحدث باسم طالبان في أفغانستان ذبيح الله مجاهد، في أول مؤتمر صحافي تعقده الحركة في العاصمة الأفغانية كابول بعد سقوط البلاد في أيدي مقاتليها، على إعطاء بعض التطمينات والتعهدات باحترام حرية الصحافة، قائلا “نعلن للعالم أجمع أننا نعترف بأهمية دور الإعلام”.

وتعهدت الحركة بعدم اضطهاد الصحافيين، وقال المتحدث باسم طالبان إن “الصحافيين العاملين لصالح الدولة أو لصالح مؤسسات إعلامية خاصة ليسوا مجرمين ولن تتم محاكمة أي منهم. برأينا، هؤلاء الصحافيون هم مدنيون، وعلاوة على ذلك هم شبان موهوبون يشكّلون مصدر غنى لنا”.

وتشير تصريحات مجاهد التي نقلتها منظمة “مراسلون بلا حدود” في بيان لها الخميس، إلى اهتمام الحركة بتحسين صورتها أمام العالم مع تزايد المخاوف على حرية الصحافة في البلاد نظرا إلى سجلها في هذا المجال.

وتبدي الحركة بعض التقبل لعمل المرأة في مجال الإعلام، حيث أكد مجاهد لدى سؤاله عن مصير الصحافيات، أنه سيُسمح لهنّ بمواصلة العمل شرط وضعهن الحجاب أو غطاء للشعر. وقال إنه بانتظار وضع “إطار قانوني” لهذا الأمر يتعيّن عليهن “ملازمة منازلهن من دون توتر أو خوف”. وتابع “أؤكد لهن أنّهن سيعدن إلى عملهن”.

ورغم أنه من غير المتوقع أن تسمح الحركة المتشددة بحرية التعبير خارج أدبياتها، إلا أن مجرد السماح للمرأة بالعمل الإعلامي والاعتراف بدور الصحافة يشير إلى تغيير في استراتيجيتها الإعلامية، كمحاولة لطمأنة العالم المتجهة أنظاره إلى أفغانستان.

ويعتبر مراقبون أن طالبان تسعى إلى إظهار صورة أكثر اعتدالا للحركة من أجل كسب اعتراف دولي بها.

وإبان حكم طالبان لأفغانستان بين عامي 1996 و2001 تم حظر كل وسائل الإعلام باستثناء محطة “صوت الشريعة” الإذاعية “التي اقتصر بثها على الدعاية السياسية والبرامج الدينية”، وفق ما ذكرت “مراسلون بلا حدود” في بيانها.

واعتبرت المنظمة أن “الوقت وحده كفيل بتبيان” مدى جدية تصريحات المتحدث باسم طالبان، مشيرة إلى توقف نحو مئة وسيلة إعلام عن العمل منذ الحملة التي شنّتها طالبان في البلاد.

18