طالبان تدعو أعضاءها إلى تجنب إيواء مقاتلين أجانب

كابول- طلبت حركة طالبان من أعضائها تجنب إيواء مقاتلين أجانب وعدم السماح لهم بالانضمام إلى صفوف الحركة، وسط شكوك أميركية في التزامها بقطع علاقاتها مع تنظيم القاعدة وجماعات إرهابية أخرى.
وذكرت طالبان في بيان نشرته الثلاثاء “يجب على جميع الرؤساء والمجاهدين تجنب الخطوة التعسفية لجلب مواطنين أجانب إلى صفوف الحركة أو إيوائهم”. وحذرت الحركة مقاتليها من أن “أي شخص يقوم بمثل تلك المحاولة ستتم إقالته من مهامه وسيتم حل مجموعته وإحالتها إلى لجنة الشؤون العسكرية للمزيد من العقاب”.
وتتعرض حركة طالبان لانتقادات من قبل مسؤولين أفغان وأميركيين للإبقاء على علاقاتها مع جماعات إرهابية، لاسيما القاعدة. وتنفي طالبان علاقتها مع تنظيم القاعدة وغيره من التنظيمات الإرهابية.
وقال إدموند فيتون براون -أحد مسؤولي الأمم المتحدة- في وقت سابق من هذا الشهر “نعتقد أن القيادة العليا لتنظيم القاعدة مازالت تخضع لحماية طالبان”.
وطبقا لتقرير أعده فريق مراقبة تابع للأمم المتحدة في يناير الماضي هناك ما بين 200 و500 عنصر من مقاتلي طالبان في مختلف أنحاء أحد عشر إقليما أفغانيا تقريبا.
وكانت طالبان قد التزمت في اتفاق الدوحة بقطع علاقاتها مع تنظيم القاعدة وغيره من الجماعات الإرهابية. وتعهدت أيضا بتقليص العنف. غير أن مسؤولين في أفغانستان وأميركا يقولون إن العنف مازال “متصاعدا بشكل كبير” في البلاد، رغم الجهود المستمرة لتحقيق السلام.
ودفع ارتفاع منسوب العنف الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة جو بايدن إلى إعادة النظر في التزامات الإدارة السابقة تجاه عملية السلام في أفغانستان، وذلك بتعليق سحب القوات الأميركية من البلاد.
وأعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أن بلاده ليست في عجلة من أمرها للانسحاب من أفغانستان، في ظل أعمال العنف المستمرة بالبلاد والحاجة إلى إحراز تقدم ملموس في ملف السلام.
وقال أوستن في اجتماع وزراء حلف شمال الأطلسي الجمعة إن “الولايات المتحدة عازمة على التوصّل إلى حلول تنهي الحرب في أفغانستان بشكل دائم وتضمن عدم تحول كابول إلى بؤرة للجماعات الإرهابية”.
وأوضح أن “الولايات المتحدة تجري مراجعة شاملة للوضع في أفغانستان، بما في ذلك عواقب الخطوات التي سنتخذها مستقبلا، بالتزامن مع أعمال العنف المنتشرة في أرجاء البلاد”.
ودعا جميع الأطراف في الأزمة الأفغانية إلى ضرورة ضبط النفس والابتعاد عن العنف، لافتا إلى أن الولايات المتحدة “لن تنسحب من البلاد على عجل أو بطريقة تعرض قواتها للخطر وتؤدي إلى تشويه سمعة الناتو”.
وفي 29 فبراير 2020 خلال عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أبرمت الولايات المتحدة اتفاقية سلام مع حركة طالبان، وخفضت بموجبها عدد جنودها في أفغانستان إلى 2500 في 15 يناير الماضي، على أن يكتمل الانسحاب بحلول مايو المقبل.
والأسبوع الماضي أعلن قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط أن حركة طالبان هي المسؤولة “بشكل واضح” عن العنف المتواصل في أفغانستان.
وقال قائد القيادة المركزية في الجيش الأميركي الجنرال كينيث ماكنزي خلال جولة في الشرق الأوسط إن “مستوى العنف في أفغانستان مرتفع جدا”. وأضاف للصحافيين المرافقين له “العنف ليس موجها ضدنا ولا ضد أصدقائنا في الناتو (…)، إنه موجه ضد الجيش والأجهزة الأمنية الأفغانية وضد السكان”.
وأكد أن تنظيم الدولة الإسلامية “نفّذ هجمات بالتأكيد، لكنّ هذا لا شيء مقارنة بما تفعله (حركة) طالبان”، منددا “بهجماتها في عموم البلاد ضد القوات الأفغانية واغتيالاتها المحددة في مناطق حضرية معينة”.
واستأنفت الحكومة الأفغانية وحركة طالبان محادثات السلام في قطر الثلاثاء بعد تعليقها في 26 يناير الماضي بسبب جولة بدأتها طالبان في عدد من دول المنطقة بهدف التشاور.
وفي تصريح صحافي قال المتحدث باسم وفد حركة طالبان محمد نعيم فارداك إن “المحادثات بدأت من أجل استئناف المفاوضات بين الأفغانيين”. وأضاف أنهم سيبدأون العمل في شكل مجموعات لتحديد محتوى المفاوضات. وقال غلام فاروق مجروح عضو هيئة التفاوض باسم الحكومة الأفغانية “تقرر في الاجتماع الأول أن تتمّ مواصلة المفاوضات”.