طالبان تتهم واشنطن بانتهاك اتفاق الدوحة

تبادل الاتهامات بين حركة طالبان والولايات المتحدة بانتهاك اتفاق الدوحة وسط تصاعد أعمال العنف في كابول وعدة أقاليم أفغانية.
السبت 2021/01/30
استمرار عمليات الاغتيال رغم الهدنة

كابول- اتّهمت، الجمعة، حركة طالبان الولايات المتحدة بانتهاك الاتفاق الموقع في فبراير العام الماضي في الدوحة عبر “قصفها مدنيين”، بعد وقت قصير من انتقاد واشنطن الحركة لعدم احترام التزاماتها المنصوص عليها في الاتفاق.

وقال المتحدث باسم طالبان محمد نعيم إن الحركة عازمة على احترام اتفاق الدوحة الذي يمهّد لانسحاب كامل للقوات الأميركية من أفغانستان بحلول مايو، وإنها “لم تنتهك إطلاقا هذا الاتفاق”.

الاتفاق سمح بعقد أولى مفاوضات سلام مباشرة بين طالبان وسلطات كابول التي بدأت في سبتمبر في الدوحة، لكنها لم تتوصل إلى أية نتائج ملموسة

وأكد المتحدث أن الأميركيين وبخلاف ذلك “ينتهكونه (الاتفاق) كل يوم تقريبا” عبر “قصف مدنيين ومنازل وقرى”، معتبراً أن هذا الأمر ليس فقط “انتهاكاً للاتفاق، إنما هو انتهاك لحقوق الإنسان”.

وفي الأشهر الأخيرة، شنّ الجيش الأميركي عدة ضربات جوية ضد طالبان دعماً للقوات الحكومية الأفغانية. ويأتي هذا الردّ بعد أن اتّهم المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جون كيربي، الخميس، المتمردين بعدم الإيفاء بالتزاماتهم المنصوص عليها في الاتفاق.

وصرّح كيربي “طالما أنهم لا يوفون بالتزامهم بنبذ الإرهاب وإنهاء الهجمات العنيفة ضد الجيش الأفغاني (…) سيكون من الصعب على أي طرف على طاولة التفاوض” الوفاء بوعوده.

وهذه المرة الأولى التي تصدر فيها إدارة الرئيس جو بايدن موقفاً واضحاً إلى هذا الحدّ بشأن سلوك طالبان، بعد أن أعلنت الإدارة الجديدة أنها تعتزم “تقييم” احترام طالبان لالتزاماتها.

وينصّ الاتفاق الذي أبرمته إدارة ترامب مع حركة طالبان على الانسحاب الكامل للقوات الأميركية بحلول مايو، مقابل تعهّد طالبان بعدم السماح لتنظيمات إرهابية بأن تنشط في المناطق الخاضعة لسيطرتها وعدم استهداف القوات الأميركية.

وسمح الاتفاق بعقد أولى مفاوضات سلام مباشرة بين طالبان وسلطات كابول التي بدأت في سبتمبر في الدوحة، لكنها لم تتوصل إلى أية نتائج ملموسة.
ولم تحل مفاوضات السلام الأخيرة دون تصاعد أعمال العنف منذ بضعة أشهر في كابول وعدة أقاليم أفغانية، حيث تحصل اغتيالات موجّهة تستهدف صحافيين وشخصيات سياسية وناشطين في مجال حقوق الإنسان.

في الأشهر الأخيرة، شنّ الجيش الأميركي عدة ضربات جوية ضد طالبان دعماً للقوات الحكومية الأفغانية

ويمهد الاتفاق الطريق لانسحاب القوات الأميركية من أفغانستان تدريجياً في غضون 14 شهرا، مقابل ضمانات من الحركة. كما نص على أن تطلق كابول 5 آلاف من عناصر طالبان المعتقلين لديها، على أن تفرج الحركة في المقابل عن 1500 من القوات الأفغانية.

وتعاني أفغانستان حربا منذ عام 2001، حين أطاح تحالف عسكري دولي تقوده واشنطن بحكم طالبان لارتباطها آنذاك بتنظيم القاعدة الذي تبنى هجمات 11 سبتمبر من العام نفسه في الولايات المتحدة.

5