طابور منافسين من الوسط واليمين يسعون للإطاحة بنتنياهو

أطول زعماء إسرائيل بقاء في الحكم، يتفاخر بإنجازاته الدبلوماسية التي تحققت مع الإمارات والبحرين والمغرب والسودان بوساطة أميركية.
الثلاثاء 2021/03/23
صراع محموم

القدس – تشهد إسرائيل الثلاثاء رابع انتخابات خلال عامين يأمل من خلالها زعيم ليكود ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في تحقيق أغلبية مستقرة تخول له تشكيل ائتلاف حكومي يميني ينهي حالة الشلل السياسي غير المسبوقة.

ويعد نتنياهو أو “الملك بيبي” كما يحلو لأنصاره مناداته أبرز الساسة في جيله وهو شخصية استقطابية في إسرائيل، وللمرة الأولى يتنافس عدد من معارضي رئيس الوزراء الذي اشتهر بلقب “الملك بيبي” يمثلون مختلف ألوان الطيف السياسي لوضع نهاية لفترة حكمه الطويلة.

وتكاد تكون القضايا المثارة والتي يراهن عليها خصوم نتنياهو للإطاحة به هي نفسها في الانتخابات السابقة بالإضافة إلى فايروس كورونا.

ويخوض نتنياهو (71 عاما) الانتخابات في ظل اتهامات بالفساد موجهة له لكنه ينفيها. ومن المتوقع أن تستأنف في أبريل محاكمته بتهم الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة.

وكانت طريقة تعاطي زعيم ليكود مع أزمة فايروس كورونا والتي ألحقت ضررا كبيرا بالاقتصاد الإسرائيلي إحدى النقاط التي ارتكز عليها مناوئوه قبل أن ينجح في قلب المعادلة من خلال حملة تطعيم استثنائية على المستوى الدولي بدأت في ديسمبر الماضي. وأصبح شعار نتنياهو الجديد “دولة التطعيم”، وهو يقول إنه الوحيد الذي كان بإمكانه أن يحقق برنامج التطعيم السريع.

ويتفاخر نتنياهو، أطول زعماء إسرائيل بقاء في الحكم، أيضا بإنجازاته الدبلوماسية التي تحققت منذ أغسطس الماضي مع الإمارات والبحرين والمغرب والسودان بوساطة أميركية.

وأدلى نتنياهو بتصريح طرح فيه تقييما محسوبا لفرصه في الانتخابات بعد أن أشارت أحدث استطلاعات الرأي إلى تقارب المتنافسين. وقال لراديو الجيش الإسرائيلي الأحد “لا أزال أفتقد مقعدا (برلمانيا) أو اثنين لتشكيل حكومة مستقرة”.

وتبين استطلاعات الرأي ارتفاعا طفيفا لصالح تكتل ليكود في الجزء الأخير من حملة الدعاية بما يمنح ائتلافا يقوده نتنياهو من الأحزاب المحافظة والأحزاب اليهودية المتطرفة حوالي 60 مقعدا، أي أنه لن يملك أغلبية في البرلمان المؤلف من 120 مقعدا.

وأشارت الاستطلاعات إلى أن ائتلافا محتملا وإن كان مستبعدا من أحزاب اليسار والوسط وفئات يمينية بقيادة يائير لابيد زعيم حزب “هناك مستقبل” الوسطي سيحصل أيضا على نحو 60 مقعدا.

ولم يسبق أن فاز حزب واحد بأغلبية برلمانية مطلقة تمكنه وحده من تشكيل الحكومة في أي انتخابات إسرائيلية. وفي سباق تتقارب فيه مراكز المتنافسين ربما تكون نتائج ليلة الانتخابات مجرد نقطة بداية على أن تحسم محادثات تشكيل الائتلاف في الغرف الخلفية مسألة ما إذا كان نتنياهو سيظل في الحكم.

وتبث المحطات التلفزيونية الرئيسية الثلاث في إسرائيل استطلاعات آراء الناخبين الخارجين من مراكز التصويت في الساعة العاشرة مساء الثلاثاء. وستبدأ النتائج الفعلية في الظهور أثناء الليل، غير أنه من المتوقع أن تعلن النتائج النهائية يوم الجمعة تقريبا.

Thumbnail

وفي كثير من الأحيان تختلف النتائج النهائية عن استطلاعات آراء الناخبين بعد الإدلاء بأصواتهم. وفي المرات الثلاث السابقة كان منافسو نتنياهو ينتمون لليسار. أما هذه المرة فهو يواجه تحديا جديدا من منافسين من اليمين أيضا.

وفي مقدمة المتنافسين يائير لابيد (57 عاما) وزير المالية السابق وصاحب برنامج حواري تلفزيوني ويرأس حزب “هناك مستقبل” الذي ينتمي ليسار الوسط وهو من أحزاب المعارضة، ومن المتوقع أن يأتي في المرتبة الثانية بعد ليكود.

وكذلك جدعون ساعر (54 عاما) وزير سابق استقال من ليكود لتشكيل حزب “الأمل الجديد” وتعهد بإنهاء حكم نتنياهو. ومثل ليكود يعارض حزبه قيام دولة فلسطينية مستقلة لكن حملة ساعر تركزت على الحكم النظيف وتنشيط الاقتصاد.

ويواجه نتنياهو منافسا آخر لا يقل خطورة وهو نفتالي بينيت (48 عاما) أحد مساعدي رئيس الوزراء السابقين ووزير سابق في الحكومة. وهو مليونير كون ثروته من مجال التكنولوجيا ويرأس حزب يامينا المتطرف وينافس ساعر على زعامة اليمين بعد نتنياهو.

في المقابل يوجد بيني غانتس (61 عاما) الجنرال السابق في الجيش، والذي دخل في حكومة ائتلافية مع نتنياهو انتهت بتفكك حزبه أزرق – أبيض بات خارج المعادلة، وتبين استطلاعات الرأي أن حزبه قد لا يفوز بأي مقاعد في البرلمان.

ويواجه غانتس انتقادات من أنصاره بسبب قبوله تشكيل حكومة ائتلافية مع نتنياهو، غير أنه يتمسك بصوابية خياره لجهة أن الوضع الحساس الذي تواجهه إسرائيل كان يفرض هذه التضحية.

2