ضغوط متجددة على قطر لتحسين سجلها الحقوقي

الدوحة- تتزايد ضغوط المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان على قطر مع اقتراب ختام التصفيات الأوروبية المؤهلة للمونديال الذي تتأهب الدوحة لاستضافته في العام 2022.

وتطالب المنظمات الحقوقية بضرورة توجيه رسائل حازمة لقطر بشأن سجلها الحقوقي، لاسيما في علاقة بالانتهاكات والتجاوزات التي يتعرض لها العمال على أراضيها.

هانسي فليك: تعبيرات مثل ارتداء شارات والجثو على ركبة تمثل قيمنا

وقال فينزل ميخالسكي مدير فرع منظمة “هيومن رايتس ووتش” في ألمانيا، في تصريحات نشرتها صحيفة “تاجسشبيجل” الأحد “على الاتحاد الألماني أن يعلن بوضوح أين تكمن أوجه القصور في حقوق الإنسان. من ناحية كي نوضح أننا ندرك إلى أين نحن ذاهبون.. ومن ناحية أخرى لمنع استغلال كأس العالم لأغراض دعائية”.

وطالب ميخالسكي الخبير في مجال حقوق الإنسان “الفيفا والاتحاد الألماني، والجميع، بممارسة الضغط من أجل الحفاظ على قيم العدل والمساواة وحرية الرأي – البعيدة عن التطبيق بالشكل الكافي في قطر”.

وأشار ميخالسكي إلى أن الاتحاد الألماني لكرة القدم “يدرك مسؤوليته أكثر من الفيفا”. وأضاف أنه لا يزال يجب على الاتحاد الألماني التأكد من “أن مقدمي الخدمات الذين سيتعامل معهم المنتخب في قطر، يراقبون حقوق الإنسان”.

وتأهل المنتخب الألماني بالفعل إلى نهائيات كأس العالم 2022 المقررة في قطر وسيختتم مشواره في التصفيات الأوروبية بمواجهة منتخب ليختنشتاين في الحادي عشر من نوفمبر الجاري ومواجهة منتخب أرمينيا بعدها بثلاثة أيام.

وتقام كأس العالم في قطر في الفترة ما بين الحادي والعشرين من نوفمبر والثامن عشر من ديسمبر 2022، وكان الحديث قد دار حول احتمالات مقاطعة أوروبية للبطولة، لكن جرى رفض ذلك بشكل قاطع.

وواجهت قطر انتقادات على نطاق واسع حول سجلها في ما يتعلق بحقوق العمال، وقد أبدى المنتخب الألماني وغيره احتجاجات عبر ارتداء قمصان خاصة ولافتات، وذلك اعتبارا من انطلاق التصفيات في مارس الماضي.

فينزل ميخالسكي يأمل أن يكون فليك ولاعبوه على دراية للوضع بأكمله في قطر قبل التوجه إليها

وقال هانسي فليك المدير الفني الحالي للمنتخب الألماني إن تلك التصرفات كانت إيجابية، وذلك في الوقت الذي كان يواخيم لوف لا يزال يشغل فيه منصب المدير الفني للمنتخب قبل أن يحل مكانه فليك.

واعتبر فليك أن “تعبيرات مثل ارتداء شارات تحمل ألوان قوس قزح أو الجثو على ركبة (احتجاجا على العنصرية)، تمثل قيم المنتخب الوطني والاتحاد الألماني، وقيم كرة القدم”.

وأضاف “لا يجب علينا التحدث مع اللاعبين بهذا الشأن، فنحن سنشارك دائما”، لكن فليك اعترف أيضا بضرورة وضع حدود لما يمكن فعله، وأضاف “بصفتنا الجهاز الفني الجديد للمنتخب، عقدنا العزم على أن يكون تركيزنا على كرة القدم في المقام الأول”.

ويأمل ميخالسكي أن يكون فليك ولاعبوه على دراية للوضع بأكمله في قطر قبل التوجه إليها في العام المقبل لخوض كأس العالم. وقال إنهم “سيجدون فقط الهندسة المعمارية الرائعة والرفاهية الهائلة. كل شيء ساحر وفاتن: مراكز التسوق والعلامات التجارية بأفضل تصميم، والحانات الرياضية الأميركية مع الجعة الأميركية، ونوادل يتحلون باللطف ويرتدون أزياء موحدة لطيفة”.

وأضاف أنه يجب على المدرب ولاعبي الفريق “أن يعتمدوا على ما توصل إليه نشطاء حقوق الإنسان والنقابيون والصحافيون في أبحاثهم”.