ضجيج تويتري يرافق انطلاق #الدوري_النسائي في السعودية

الرياض- شهد موقع تويتر جدلا واسعا الثلاثاء رافق الحدث التاریخي الرياضي المتمثل في انطلاق أول دوري سعودي نسائي بعد أن كان في السابق حلما بعيدا. وینظم الدوري من قبل الاتحاد السعودي للریاضة التابع لوزارة الریاضة بمشاركة 24 فریقًا من مختلف أنحاء المملكة.

وتصدر هاشتاغا #الدوري_النسائي و#انطلاق_دوري_كرة_القدم_للسيدات قائمة الهاشتاغات الأكثر تداولا على تويتر. وانقسمت آراء المغردين بين مرحب ومنتقد.

ومع كل حدث جديد في السعودية يصعد هاشتاغ إلى قائمة الترند على تويتر، الموقع الأكثر شعبية في البلاد. ويرجح معلقون أن المجتمع سيتناقش لمدة معينة بشأنه ثم “سينصرف كل إلى عمله، وتستمر الحياة”.

وكان لافتا “الهبة المتطرفة” التي ضربت الهاشتاغ لتصف المشاركات في الدوري بأقذع الصفات. وبرز في هذا السياق خطابا “التغريب” و”الحلوى المغلفة”، وهما الخطابان المفضلان لدى أنصار الصحوة. ورغم ذلك يعد سعوديون النقاشات “علامة صحية” تؤكد “صحوة السعوديين من الغفوة”، إذ بات أصحاب هذين الخطابين الأقلية بعدما كانوا الأغلبية المطلقة على تويتر قبل سنوات.

وقبل سنوات قليلة، كان الكثيرون ينظرون إلى ممارسة المرأة للرياضة في ناد رياضي، أو ممارسة الرياضات القتالية بشكل خاص، على أنها أمر غير لائق. وسمحت السعودية للنساء بدخول الاستاد الوطني للمرة الأولى في شهر سبتمبر من العام 2017 أثناء الاحتفالات بذكرى مرور 87 عاما على قيام الدولة السعودية.

صورة المرأة السعودية تغيرت تدريجيا في مواقع التواصل، لتتحول من ربة منزل مطيعة إلى امرأة أكثر استقلالية

كما رفعت السلطات السعودية الحظر على دخول النساء للصالات الرياضية عام 2017، في إطار مبادرة أكبر لزيادة ظهور المرأة في الحياة العامة ومشاركتها في القوة العاملة.

وحاول البعض من المُغرّدين الإسلاميين، أمام الآلاف من التغريدات، إعادة نفخ الحياة في الخطابين، لكنهم لم يفلحوا أمام سيل التغريدات المرحبة، ما يثبت تغير مزاج السعوديين الذين نبذوا المتطرفين وتفسيرهم المتشدد للدين.

وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، تعهد بقيادة سعودية معتدلة ومتحررة من الأفكار المتشددة حين قال “نحن فقط نعود إلى ما كنّا عليه، الإسلام الوسطي المعتدل المنفتح على العالم وعلى جميع الأديان وعلى جميع التقاليد والشعوب”، مضيفا “70 في المئة من الشعب السعودي أقل من 30 سنة، وبكل صراحة لن نضيّع 30 سنة من حياتنا في التعامل مع أي أفكار مدمرة، سوف ندمرها اليوم وفورا”. وقال مغرد مثلا:

واستشهد هذا المغرد بصورة مموهة ليست لسعوديات بدت فيها لاعبات كرة قدم يلبسن الحجاب وسراويل قصيرة وتبدو الصورة من إيران. ويعقد أنصار الحجاب والنقاب مقارنة مفادها أن “المرأة المحجبة والمنقبة مثل الحلوى غير المكشوفة والمرأة غير المحجبة مثل الحلوى المكشوفة يتجمع حولها الذباب”.

وأسقطت السعوديات نظرية الحلوى المكشوفة عندما قلن “عندما تفترض أني حلوى سواء كنت مكشوفة أو مغطاة سأفترض أنك لست سوى ذبابة”.

وكثيرا ما تكون “تفاصيل” النساء في السعودية موضع محاكمة من مستخدمي تويتر يتقدمهم رجال الدين الذين أطلق أغلبهم حسابات على تويتر لنشر الفتاوى وتخويف النساء خاصة من عذاب الآخرة. وكتب مغرد آخر محرما “الدوري”:

ويتذكر السعوديون بسخرية قيام مجموعة من المواطنين المحافظين السعوديين بتنظيم احتجاج نادر خارج الديوان الملكي بالرياض عام 2014 ضد ما وصفوه بخطوات “التغريب” الإصلاحية ومن بينها إدراج مادة التربية البدنية في مدارس البنات.

في المقابل، يتهكم السعوديون من الخطاب الذي تجاوزه الزمن. وشهدت السعودية في الأعوام الثلاثة الماضية تغييرات عديدة لصالح تمكين النساء. ويقول حساب:

وتغيّرت صورة المرأة السعودية تدريجيا في مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام العربي وحتى العالمي، لتتحوّل من ربة منزل مطيعة إلى امرأة أكثر استقلالية. وقدمت السعوديات درسا في الإصرار بعد أن أثمرت حملة على تويتر إسقاط جزء كبير من الولاية عنهن. وتضرب مغردة مثالا مفاده أن كل شيء محارب في السعودية في بدايته خاصة إذا كان مرتبطا بالنساء:

ونشرت مغردة صورة لرجال من الشرطة الدينية سابقا والتي كانت تختص بمطاردة النساء في الأسواق. وقالت:

maha00mm@

#الدوري_النسائي ذولا (هؤلاء) وش شعورهم الحين.. أتمنى واحد في بالي منهم حي ويشوف مكانة المرأة الحقيقية اللي أعطتنا إياها دولتنا العظمى.