صور الحرب مع كورونا تجوب العالم

الآثار النفسية وبصمات الفايروس تظهر بوضوح على وجوه الطاقم الطبي في الخطوط الأمامية لمواجهة الجائحة.
الخميس 2020/12/03
يأس وأمل

واشنطن - حققت صورة تظهر طبيباً يرتدي بزة واقية من كوفيد – 19، وهو يحضن مريضاً مسناً في يوم عيد الشكر، انتشاراً كبيراً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وباتت رمزاً لمشاعر اليأس لدى ضحايا الوباء والإنسانية لدى أفراد الطواقم العلاجية.

وقد التُقطت الصورة يوم الخميس الماضي، في يوم عيد الشكر الذي تجتمع فيه العائلات الأميركية، داخل مستشفى “يونايتد ميموريال” في هيوستن بولاية تكساس، على يد المصور جو ناكامورا في وكالة “غيتي”.

وروى الطبيب جوزيف فارون رئيس قسم العناية المركزة في المستشفى “كنت في وحدة كوفيد ورأيت هذا المريض المسنّ خارج سريره يحاول المغادرة، لقد كان يبكي”. وأضاف الطبيب “اقتربت منه وسألته عن سبب البكاء، فأجابني ‘أريد أن أكون مع زوجتي’. عندها عانقته. لقد بكى قليلاً لكن وضعه تحسن وتوقف عن البكاء”.

ولفت فارون إلى أنه لم يكن يعلم بوجود مصوّر يخلِّد هذا المشهد، مشيراً إلى أنه شعر بـ”الأسف” تجاه المريض وكان “حزيناً للغاية مثله”.

وعلى مواقع التواصل أصبحت عبارة Joseph Varon hugs التي تعني “عناق جوزيف فارون” أكثر العبارات انتشارا.

وأكد فارون الذي عمل لأكثر من 250 يومًا متواصلة، أن الولايات المتحدة “ستشهد أحلك الأيام في التاريخ الطبي الحديث” إذا لم “تفعل الأشياء بالشكل الصحيح” في الأسابيع المقبلة.

من جانبه، قال مصور اللقطة جو ناكامورا إنه سيواصل التوثيق.

وكتب ناكامورا على فيسبوك “أنا ممتن لأنني شاهدت لحظة رائعة وأشكر جميع الطاقم الطبي على عملهم الشاق حتى خلال العطلات”. وأضاف “أنا سعيد للغاية لأن الصورة انتشرت على نطاق واسع لأن الناس يتحدثون عما يحدث بالفعل داخل المستشفيات”.

وقال “أعتقد أن الصورة يمكن أن تكون بابًا لأشخاص معينين حتى يتمكنوا من البدء في إدراك ما يجري وما هو الواقع في العالم الآن”، في إشارة إلى الشكوك حول خطورة فايروس كورونا ومدى انتشاره.

وتستمر جائحة كورونا في حصد أرواح البشر، إذ أصيب أكثر من 63 مليون إنسان بالفايروس، والذي تسبب أيضاً في وفاة ما يقارب المليون ونصف المليون آخرين.

لكن الإصابات أو الوفيات ليست كل القصة، فالآثار النفسية وبصمات الفايروس بادية على وجوه الطاقم الطبي في الخطوط الأمامية لمواجهة الجائحة.

ونشرت ممرضة أميركية تدعى كاثرين صورة لها في أبريل الماضي بعيد بدئها في العمل، والثانية تظهر وجهها في عزّ الأزمة. وكتبت “إنه لأمر مدمر للمرء رؤية الناس يموتون بمرض، لو كان بالإمكان منعه. كوفيد مرض شرس ولن أتمناه لأسوإ أعدائي”.

وحصدت الصورة ما يناهز مليون إعجاب على تويتر. وشجعت تغريدة كاثرين زملاءها في المهنة على نشر صورهم ومشاركة المتابعين تجاربهم ومعاناتهم التي كان عنوانها “تعب وقلق وتحديق في المجهول. الكمامة تركت بصمتها على الوجوه والنفوس”.

19