صورة الوجهة التركية غير الآمنة تترسخ لدى السعوديين

النظرة السلبية للسعوديين إلى تركيا كرستها أيضا عملية الاستهداف السياسي والإعلامي التركي الممنهج لبلدهم.
الأربعاء 2019/08/28
وجهة غير آمنة

إسطنبول - لا تتوقّع دوائر سعودية أن تغيّر النهاية السعيدة لحادثة اختطاف مواطنة سعودية في إسطنبول، الكثير في النظرة المستجّدة لدى السعوديين إلى تركيا كوجهة غير آمنة سواء للسياحة أو للتجارة والاستثمار، وهي النظرة التي لم يكرّسها فقط تعدّد تعرّضهم لحوادث أمنية في المدن التركية، ولكن كرّسها أيضا الاستهداف السياسي والإعلامي الممنهج للمملكة وقيادتها من قبل حكومة حزب العدالة والتنمية بقيادة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وانتهت عملية اختطاف الفتاة السعودية عبير العنزي بعد أكثر من أسبوع من اختفائها في إسطنبول بتوقيف خاطفها في أحد المقاهي وهو بصدد محاولة الاتفاق مع شقيقها على مبلغ الفدية المطلوب لإطلاق سراحها.

ورغم الطابع الأمني الصرف لعملية الاختطاف، إلاّ أنّها زادت في تعميق هواجس السعوديين من التوّجه إلى تركيا وهو الأمر الذي تثبته الأرقام التي تظهر تراجعا بعدد السعوديين الراغبين في قضاء عطلهم على الأراضي التركية.

وكانت السفارة السعودية في إسطنبول قد طالبت، في وقت سابق هذا الشهر، مواطنيها المتواجدين في تركيا بأخذ الحيطة والحذر بعد تعرض اثنين منهم لاعتداء مسلح أسفر عن إصابة أحدهما.

ومع تكرار حوادث استهداف المواطنين السعوديين في تركيا، بات يُنظر إلى الأمر من زاوية أنّ له أبعادا تتجاوز الجانب الأمني لتتّصل بالحملة الشرسة التي شنّتها السلطات التركية والإعلام المحسوب على حزب العدالة والتنمية وعناصر جماعة الإخوان الفارّين من بلدانهم إلى تركيا، على المملكة العربية السعودية إثر مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول.

Thumbnail

وأدّت تلك الحملات إلى خلق رأي عام تركي مُعاد للسعودية ومواطنيها، وانزلقت في بعض الأحيان إلى التحريض لتتخذ أبعادا خطرة على أمن السعوديين الموجودين على الأراضي التركية وهو ما تعكسه عمليات استهدافهم.

كما سبق لجهات حكومية سعودية أن أصدرت خلال الأشهر الماضية تحذيرات للسعوديين الذين يزورون تركيا أو يستثمرون أموالهم فيها بوجوب ملازمة الحيطة الحذر.

وعمليا بدأت تداعيات قضية مقتل خاشقجي تتخطى نطاق الدبلوماسية والسياسة، إلى مجال الاقتصاد بالتأثير على وتيرة زيارات السياح السعوديين إلى تركيا بعد صدور دعوات لمقاطعة منتجعات الدولة التي كانت تشكل مقصدا سنويا لعدد كبير من السعوديين.

وأظهرت أرقام لوزارة السياحة التركية تراجع أعداد الزوار السعوديين لتركيا بنسبة ثلاثين بالمئة في الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.

3