صندوق طوارئ بداية من مبلغ صغير يجنب الأسرة الضغوط الإضافية

واشنطن ـ يجمع خبراء الاقتصاد على أن الادخار يساعد في تحقيق الحرية المالية، ما يجلب الشعور بالطمأنينة وراحة البال لجميع أفراد الأسرة.
وعلى خلاف الشخص الذي يقرر صرف كل أمواله، ما يجعله عالقا ويمر بضوائق مالية، وغالبا ما يلجأ إلى الاستدانة من أجل تجاوز عثرة، يتجنب الشخص الذي يقرر الادخار الضغوط الإضافية.
وتؤكد الكاتبة الأميركية كريستي بيبر أن عدم التفكير في ادخار مبلغ مالي تحسبا للنفقات المفاجئة خطأ كبير، وترى أن صندوق الطوارئ يجب أن يحتوي على مبلغ يساوي ما بين ثلاثة إلى ستة أضعاف الراتب الشهري.
وتقول “إذا لم تكن قد ادخرت مثل هذا المبلغ لمجابهة المفاجآت غير المتوقعة، فإن الحالات الطارئة تجعلك تعيد النظر في ذلك”.
ويرى الخبراء أنه دائما ما تكون هناك حالات طوارئ غير متوقعة، وهي تلك الحالات التي تقع خارج حدود الميزانية الموضوعة سلفا، ويشيرون إلى أن حالات الطوارئ، مثل المرض المفاجئ أو حوادث السيارات، تتطلب قدرا كبيرا من المال في الغالب، وربما تكون مسألة حياة أو موت.
ويمكن أن تنشئ الأسرة صندوق طوارئ بداية من مبلغ صغير، لمجابهة معظم الحالات الطارئة على المدى القصير، ويمكن تحصيل مثل هذا المبلغ من الخصم الضريبي، أو عبر تقليص النفقات غير الأساسية. وبمرور الوقت، يمكنها أن تزيد من مدخراتها للحالات الطارئة وتقوم بتغطية احتياجاتها من ثلاثة إلى ستة أشهر قادمة.
الحاجة الماسة للمال من أجل التعامل مع ظرف طارئ قد تدفع للاقتراض الربوي بفائدة مرتفعة جدا
ويشير الخبراء إلى أنه إذا كان لرب العائلة مدخر من المال في مثل هذه الظروف فسيخفف حدة الموقف، وسيجد نفسه أنه قادر على التعامل مع الأمر بنوع من الحكمة، بعيدا عن ضغط ضيق ذات اليد وعسر الحال.
وسوف يقيه المال المدخر مغبة الاستدانة، أو الاقتراض من البنوك، وهو أمر لو فعله فسوف يتكبد الكثير من الفوائد على أصل المال الذي حصل عليه.
وتعتبر النفقات الطارئة جزءا من الحياة اليومية للأسرة وقد تتعرض لها في أي وقت دون سابق إنذار، لذلك فمن الضروري أن يكون لديها صندوق طوارئ يجنبها مواجهة مشاكل إضافية عند حدوث مثل هذه الأزمات.
وتسلط الحالات الطارئة التي تتعرض لها الأسرة ضغطا إضافيا، وهي تندرج ضمن الأحداث التي تخلف نتائج سلبية غير متوقعة، وتضطرها إلى التعامل معها على الفور.
وعندما يتعرض الفرد لمشاكل كتعطل السيارة أو فقدان الوظيفة أو المرور بأزمة صحية، فسيجد نفسه مضطرا لتكريس جميع جهوده لمعالجتها على الفور، وفي ظل هذه الظروف سيكون أكثر توترا إذا لم يكن لديه مبلغ من المال ادخره سابقا لهذه الحالات.
كما سيبذل جهودا مضاعفة من أجل الاقتراض للحصول على المبلغ المطلوب، وسيهدر وقتا ثمينا ويزيد الضغوط على نفسه بشكل كبير. وعندما يكون بحاجة ماسة للمال من أجل التعامل مع ظرف طارئ، فقد يضطر للاقتراض الربوي بفائدة مرتفعة جدا.