صفوت يوسف: "نيويورك تتكلم عربي" شعار يهدف إلى توحيد الغرب مع العرب بالفن

تأتي مهرجانات السينما العربية في الدول الغربية لتعزز حضور الفن والثقافة العربيين والتعريف بهما وبهواجس وقضايا الشعوب العربية لدى الغرب، ومن هذه المهرجانات المهرجان المصري – الأميركي للسينما والفنون الذي سيرفع هذا العام شعار "نيويورك تتكلم عربي" في دورته الرابعة التي تعكس تنوعا ثقافيا كبيرا.
الرباط- تلعب المهرجانات السينمائية العربية في الدول الغربية دورًا حيويًا في توسيع حضور السينما العربية على الساحة الدولية، ومن بين هذه المهرجانات تبرز مهرجانات السينما المصرية كأحد أبرز أوجه الثقافة العربية التي تحظى بالاهتمام في الولايات المتحدة، كما تُعد فرصة لعرض الأعمال الفنية والأدبية التي تعكس التنوع والثراء الثقافي للعالم العربي، وهذه المهرجانات تسهم في تقديم أفلام عربية للجمهور الغربي، وتساعد في تحسين فهمه للثقافة العربية واهتمامه بها وبتجارب العرب الإنسانية المختلفة.
ويعتبر عرض الأفلام المصرية في مهرجانات سينمائية غربية مثل مهرجان السينما العربية في نيويورك ومهرجان السينما العربية في لوس أنجلس فرصة لإبراز الأعمال الفنية التي تعكس الواقع الاجتماعي والسياسي والثقافي لمصر، وهذه الفعاليات تمنح المخرجين والكتّاب المصريين منصة للتواصل مع جمهور أوسع وتوفير نظرة أعمق إلى الحياة في مصر، كما تسهم هذه المهرجانات في تعزيز التبادل الثقافي بين العرب والغربيين، وتفسح المجال للحوار والنقاش حول القضايا المشتركة والتحديات التي تواجهها المجتمعات المختلفة. وعليه، فإنها تلعب دورًا محوريًا في بناء جسور التواصل بين الثقافات وتعزيز الفهم المتبادل.
وفي هذا السياق يستعد مهرجان السينما والفنون المصري – الأميركي لدورته الرابعة، ويُعد هذا المهرجان منصة بارزة للاحتفاء بالثقافة والفن العربييْن، مع التركيز بشكل خاص على السينما المصرية، ويعكس شعار الدورة الرابعة التزام المهرجان بإبراز الأصوات والقصص العربية في قلب المدينة التي لا تنام، نيويورك، وسيتيح المهرجان من خلال عروضه المتنوعة وفعالياته الثقافية للزوار تجربة غنية تعكس الروح والحيوية اللتين تتميز بهما السينما المصرية، كما سيسهم في تعزيز التواصل بين الفنانين والجمهور الأميركي، وهو ما سيوفر فرصة لتبادل الأفكار والانخراط في نقاشات حول القضايا الثقافية والاجتماعية التي تتناولها الأفلام. وتأتي هذه الدورة ضمن جهود مستمرة لتعزيز الوعي بالثقافة العربية وبناء جسور تواصل بين الثقافات المختلفة، ما من شأنه أن يعزز فهم وتقدير الأعمال الفنية العربية في الساحة العالمية.
وستقام الدورة الرابعة من المهرجان المصري – الأميركي للسينما والفنون تحت شعار “نيويورك تتكلم عربي” من 8 إلى 10 نوفمبر المقبل، حيث ستشارك في المهرجان 102 دولة، وصل عدد المشاركات فيها 2600 فيلم، تشمل الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة، والأفلام الوثائقية، وأفلام سينما الموبايل والتحريك، وأفلام مشاريع الطلبة؛ إذ ستستقطب الدورة نخبة من نجوم السينما المصرية والعربية كتعبير عن توحيد الشعوب بالفن، وستحتفل بثقافة الفكر والتحدي كعبور إلى المستحيل، حيث يعكس المهرجان تنوعا ثقافيا عربيا ودوليا.
وفي هذا السياق يوضح صفوت يوسف، رئيس المهرجان المصري – الأميركي للسينما والفنون، لصحيفة “العرب” الهدف الرئيسي لتأسيس المهرجان في نيويورك، وكيف ساهمت الدورات السابقة التي انعقدت فعالياتها بكلية سان فرانسيس في تحقيق هذا الهدف، قائلا “تأسس المهرجان المصري – الأميركي للسينما والفنون في نيويورك عام 2021، حيث أُقيمت دورته الأولى في كلية سان فرانسيس، إذ يحرص المهرجان على إقامته في الجامعات الأميركية لاستهداف الأميركيين والجنسيات الأخرى، وذلك من أجل إيصال السينما والفن المصري والعربي إلى كل مكان، حيث عرفت الدورة الأولى مشاركة أفلام من 11 دولة، وكانت المسابقة الرسمية تتضمن ثلاثة أقسام، منها الروائية والطويلة، والقصيرة، والتسجيلية، وكان رئيس لجنة التحكيم المخرج الكبير علي بدرخان، وتم تكريم الفنانات إلهام شاهين وليلى علوي وهالة صدقي”.
وتابع “أقيمت الدورة الثانية عام 2022، وشاركت فيها 22 دولة، حيث وصل عدد الأفلام إلى 350 فيلمًا، وتمت إضافة قسمين إلى المسابقة الرسمية، منها مشاريع الطلاب وقسم سينما الموبايل، وقد حملت الدورة اسم الفنان يحيى الفخراني، وتم تكريمه مع المخرج هاني لاشين، كما مُنحت الفنانة إلهام شاهين لقب ‘سفيرة الفن’، وأُقيم المهرجان في ثلاث جامعات أميركية، وهي جامعة نيويورك وجامعة سيتي كولدج وجامعة ميدلسكس، وفي الدورة الأخيرة يرسّخ المهرجان قسمًا يُسمى ‘لمسة وفاء’ كتقدير لمن انتقلوا من هذا العالم وكان لهم دور مؤثر في خدمة الجاليات العربية في الولايات المتحدة”.
ويوضح “يجب أن يكون ضيوف شرف المهرجان علماء وفنانين في الخارج ومؤثرين تقديرًا للعلم، ففي الدورة الأولى تم تكريم كل من العالم الكبير د. فاروق الباز والعالم الكبير إبراهيم سمك، خبير الطاقة، وفي الدورة الثانية تم تكريم د. محمد عطا الله، نائب رئيس جامعة نيويورك، وفي الدورة الثالثة كانوا علماء بارزين خلقوا مفاجأة، كما تم تأسيس رابطة اتحاد السينما لتضم صناع الأفلام والفنانين والموهوبين وكل المهتمين بفروع السينما، وكذلك صناع المحتوى، لتكون هناك مظلة رسمية تقدم خدمات مختلفة ولها أهداف عديدة، وتتوفر استمارة عضوية لهذه الرابطة على مستوى العالم”.
الدورة الرابعة من المهرجان المصري - الأميركي للسينما والفنون ستقام تحت شعار "نيويورك تتكلم عربي" في نوفمبر
وفي حديثه عن الأقسام الجديدة التي أضيفت إلى الدورة الرابعة من المهرجان، يقول صفوت يوسف “ستقام الدورة الرابعة في أيام 8 و9 و10 نوفمبر المقبل، وتم استحداث قسمين منها، الأول بانوراما السينما المصرية، والثاني نافذة على السينما الأميركية، لعرض أهم الأفلام في تاريخ السينما العربية والأميركية، بالإضافة إلى قسم سينما الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة، كما تم تأسيس قسم الاستفتاء الجماهيري لمشاركة الجمهور في اختيار أفضل فيلم وأفضل مخرج وأفضل ممثل وأفضل ممثلة، وسيتم بثه عبر الصفحة الرسمية والموقع الرسمي للمهرجان، كما سيتم إطلاق الموقع الإلكتروني تزامنًا مع بدء فعاليات المهرجان”.
ويشرح أنه “تم أيضا تأسيس أسبوع أفلام المهرجان المصري – الأميركي في القاهرة بالتعاون مع قصر السينما، الذي ينعقد في ديسمبر من كل عام عقب انعقاد المهرجان الأصلي في نيويورك، ويعرض الأفلام الفائزة، كما تم تأسيس نادي السينما في نيويورك، وجرى تدشينه رسميًا قبل المهرجان في الدورة الماضية في نوفمبر 2023، وتم فيه عرض أهم أفلام السينما المصرية في تاريخها، وسنواصل استمرار نادي السينما وإقامة ندوات جماهيرية، كما يرعى المهرجان المواهب الغنائية والموسيقية والفنية ويعمل على تقديمها للجمهور وصناع الأفلام، مساهمةً منا في إظهار هذه المواهب للمجتمع”.
ويتابع “يصدر المهرجان كتابًا رسميًا باللغتين العربية والإنجليزية، ويحتوي على السير الذاتية للمكرمين والأفلام المشاركة ولجنة التحكيم، وأهم ما نشرته الصحافة عن المهرجان، ويُعد المهرجان المصري – الأميركي للسينما والفنون نقطة انطلاق للفنون والثقافة العربية والمصرية في الولايات المتحدة”.