صحافيون يلومون الإعلام لتضخيمه تصريحات ترامب

واشنطن – قال صحافيون ونشطاء بارزون إن المنصات الرقمية ووسائل الإعلام الرئيسية قامت بتضخيم تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ما ساهم بتشجيع زعماء آخرين على قمع حرية الصحافة في بلادهم.
وقالت كريستيان أمانبور مذيعة شبكة “سي.إن.إن” الأميركية، وماريا ريسّا رئيسة موقع إخباري فلبيني معروف بانتقاداته اللاذعة للرئيس رودريغو دوتيرتي، وسوني سوي الرئيس التنفيذي لموقع “فرونتيير ميانمار”، التابع لمنصة “رويترز نكست”، إن حرية التعبير تراجعت بشكل حاد.
وقالت أمانبور إنه يتعين على وسائل الإعلام المختلفة والصحف إعادة النظر بالدور الذي قامت به عندما نشرت تصريحات وأخبارا استنادا لمن قالها بصرف النظر عما إذا كانت صحيحة. وأضافت “كان علينا ترك ميكروفوناتنا منذ فترة طويلة”. واعتبرت أن على المواطنين كذلك البدء بتحمل مسؤولية أكبر عما يتلقونه.
وشبّهت ريسّا، التي واجهت اتهامات جنائية، ظهور منصات البث الإلكترونية الرئيسية بقنبلة ذرية تنفجر في المناخ الإعلامي، إذ يُضلَّلُ القراء بخوارزميات، ليُستدرجوا بشكل متزايد نحو أخبار محرضة.
وحذرت جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان من أن حرية التعبير معرضة للخطر في أماكن كثيرة في العالم، إذ يتعرض الصحافيون لملاحقة الشرطة والقضاء والسياسيين وحتى المتظاهرين في الشوارع.
واتهمت الأمم المتحدة في عام 2020 البيت الأبيض بشن هجمة شرسة على الإعلام أدت إلى “تأثير سلبي لترامب” على حرية التعبير في أماكن أخرى. ورد البيت الأبيض حينها أنه يتوقع أن تكون الأخبار كلها “نزيهة ودقيقة”، وأضاف أن “ترامب لن يتراجع عن رصد الأكاذيب”.
وكانت منصات مثل “تويتر” و”فيسبوك” تتساهل في السابق في مراقبة منشورات زعماء العالم، قائلة إن الشعوب من حقها الاطلاع على تصريحاتهم وإن ذلك من أجل الصالح العام.
لكن اقتحام مقر الكونغرس الأميركي، الأسبوع الماضي، دفعها إلى إعادة النظر، فحظرت “تويتر” حساب ترامب الذي يحظى بنحو 88 مليون متابع، بسبب المخاوف من مخاطر مماثلة.
وقال الصحافيون إن شبكات مواقع التواصل الاجتماعي تحتاج إلى تنظيم في لحظة حاسمة من تطورها، رغم أنه يصعب التوصل بسهولة لإجماع على من يمكنه القيام بذلك.
وانتقدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل حجب حساب ترامب على تويتر، وقال متحدث باسمها إن “المشرعين وليس الشركات الخاصة هم الذين يحق لهم تقرير القيود المحتملة على حرية التعبير”.
وفي ميانمار، قال سوي إن الحكومة استخدمت “فيسبوك” لنشر الأخبار، لاسيما أثناء الجائحة، وهو ما منع الصحافيين من تدقيق البيانات.