صحافيات الرياضة الفرنسيات يكشفن عن عقود من التمييز والتحرش

فيلم يسلط الضوء على ظاهرة التمييز والتحرش التي تتعرض لها صحافيات الرياضة الفرنسيات إضافة إلى الأدوار الهامشية التي أعطيت لبعضهن في البرامج التلفزيونية.
الخميس 2021/03/25
جدل عالمي حول سوء السلوك الجنسي

باريس- نددت أكثر من 150 صحافية رياضية في فرنسا بالتمييز والتحرش الجنسي من قبل زملاء العمل والمعلقين على مواقع التواصل الاجتماعي.

وكتبت الصحافيات في نداء نشرته صحيفة “لوموند” الفرنسية “حان الوقت لنا نحن الصحافيات الرياضيات أن نتحد ونمارس الضغط” على الصناعة، وذلك وسط جدل عالمي حول سوء السلوك الجنسي.

وجاء في النداء “نريد أن نكون في المقدمة، نحن في عام 2021 ولم يعد مقبولا التعامل مع الرياضة من قبل الرجال فقط. لم يعد ممكنا احتمال معاملة النساء على أنهن أدنى منزلة في غرف الأخبار الرياضية”.

وأشارت الصحافيات إلى إحصائيات أصدرتها أكبر هيئة مراقبة إعلامية فرنسية، هي المجلس السمعي البصري الأعلى، تظهر أن نسبة أصوات النساء في جميع التغطيات الرياضية الإذاعية والتلفزيونية في فرنسا بلغت 13 في المئة فقط العام الماضي.

مارلين شيابا: الشهرة ليست تصريحا يسمح لشخص ما بالتحرش الجنسي

ورغم أن نحو نصف الصحافيين في فرنسا نساء، إلا أنهن يشكلن فقط 10 في المئة من الصحافيين الرياضيين البالغ عددهم ثلاثة آلاف في البلاد.

وقالت شارلوت نامورا غيزون التي كانت تعمل في أكثر البرامج التلفزيونية المخصصة لكرة القدم شهرة في فرنسا في تغريدة “لقد تعرضت للإذلال والإهانة خلال فترة التوقف للإعلان، أمام المعلقين الرياضيين والضيوف والعموم، ولم تكن هناك عقوبة ولا اعتذار أبدا”. وأشارت إلى أن البيئة المسيئة من بين الأسباب التي دفعتها لترك العمل في عام 2019.

وبثت قناة “كنال+” الفرنسية فيلما وثائقيا مساء الأحد لعدد من صحافيات الرياضة يتحدثن فيه عن التعليقات الجنسية والتمييز والتحرش والأمور التي يتعرضن لها سواء في العمل أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وقالت مخرجة الفيلم الصحافية الرياضية ماري بورتولانو إن الهدف من الفيلم هو استنكار “طريقة التفكير” في أعقاب حركة “مي.تو” والحركات النسائية الأخرى.

وإلى جانب روايات التحرش الجنسي والتصريحات الجنسية، يسلط الفيلم الوثائقي الضوء أيضا على الأدوار الهامشية التي أعطيت لبعض النساء في البرامج الرياضية التلفزيونية حيث طُلب منهن في الغالب أن يظهرن بشكل جيد.

وأفاد موقع “ليجور” وصحف فرنسية أنه تمت إزالة جزء من الفيلم الوثائقي الذي يركز على المعلق الرياضي المعروف بيير مينيس، الذي يعمل في قناة “كنال+”، قبل بثه بناء على طلب القناة التلفزيونية. واتهمت صحافيات في الفيلم الوثائقي مينيس بالتحرش الجنسي المتكرر أثناء العمل.

وفي مقطع فيديو عام 2011 تم تداوله على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، شوهد مينيس وهو أحد كبار نقاد التلفزيون الفرنسي لكرة القدم، يمسك بصحافية ويقبلها دون موافقتها خلال عرض تلفزيوني.

وكتبت المتحدثة باسم وزارة الداخلية كاميل تشيز على تويتر الاثنين أن تقبيل شخص دون موافقته “هو اعتداء جنسي يعاقب عليه القانون” بالسجن لمدة تصل إلى خمس سنوات وغرامة قدرها 75 ألف يورو. وأعرب مينيس عن أسفه لسلوكه السابق، مضيفا أن ما اتهم به “لا يطاق في مناخ عام 2021”.

وقالت الوزيرة المكلفة بالمواطنة مارلين شيابا إن مثل هذا السلوك غير مقبول، لكنها حذرت أيضا من أن سلوك مينيس يمكن أن يكون مجرد قمة جبل الجليد.

وأضافت “أعتقد أن هناك آخرين. نحن نتحدث عن  مينيس حيث توجد مقاطع فيديو ونساء يتحدثن عنه، لكنّ هناك آخرين في عالم التلفزيون وأريدهم أن يعرفوا أن شهرتهم لا تحميهم”. وأكدت “الشهرة ليست تصريحا يسمح لشخص ما بالتحرش الجنسي بزملائه في العمل”.

وواجهت قناة “كنال+” التي يعمل لديها مينيس اتهامات بحذف مقاطع من الفيلم الوثائقي عن عقود من التمييز الجنسي في الصحافة الرياضية من أجل حماية مينيس. وتم بث أحد هذه المقاطع لاحقا على قناة “سي8″، والتي أجرى مينا مقابلة معها أيضا.

18