شهية الحكومة الليبية للسلطة تشغلها بالخلافات بدل الانتخابات

مراقبون يرون أن خلاف عون وصنع الله والدبيبة يندرج في سياق التوترات الأخيرة بين رئاسة الحكومة وقائد الجيش المشير خليفة حفتر.
الأربعاء 2021/10/20
الدبيبة يحيد عن الطريق الصحيح

طرابلس – ينشغل أعضاء الحكومة الليبية برئاسة عبدالحميد الدبيبة بالخلافات بدل المهمة الرئيسية التي جاءت من أجلها الحكومة المتمثلة في التحضير للانتخابات.

ويبدو أن شهية الوزراء للسلطة انفتحت أكثر لدرجة أنهم نسوا أن الحكومة مؤقتة بما في ذلك رئيسها عبدالحميد الدبيبة الذي دخل على خط الخلافات مع وزير النفط محمد عون بالإضافة إلى تواتر الأنباء بشأن خلافات بينه وبين وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش.

وبينما لم يتبق سوى حوالي شهرين على موعد الانتخابات، أحيا عون مجددا الخلاف مع رئيس مؤسسة النفط مصطفى صنع الله في محاولة لإيقافه عن العمل، في خطوة أثارت الكثير من الاستفهام وعززت الضبابية بشأن إجراء الانتخابات.

وقالت وزارة النفط الليبية الثلاثاء إن عون أوقف صنع الله عن العمل مجددا بسبب مزاعم عن مخالفات إدارية في إطار خلاف قد يقوّض جهود إعادة بناء قطاع النفط.

محمد عون يحيي الصراع مع رئيس مؤسسة النفط بسبب مزاعم عن مخالفات إدارية

وينظر المحللون إلى الصراع بينهما باعتباره صراعا على السلطة وصراعا على قطاع النفط وسياساته. وهذه هي المرة الثانية منذ أغسطس الماضي التي يحاول فيها عون عزل صنع الله.

ونقلت الوزارة على صفحتها على فيسبوك عن الوزير قوله إن صنع الله أوقف عن العمل بسبب “عدم التقيد بالإجراءات والضوابط الخاصة بأخذ الإذن المسبق عند مباشرة أيّ مهمة عمل رسمية” ولم تحدد نوع المهمة.

وقال عون إن صنع الله لم ينقل الشؤون الإدارية السيادية من المؤسسة إلى الوزارة، وأضاف أنه سيجري التحقيق في أفعاله.

وقال مكتب الإعلام في المؤسسة الوطنية للنفط إن المؤسسة “تعمل وفق صحيح القانون” وتحت إشراف الحكومة. وأضاف البيان “وقد سبق وأن حدث هذا الموضوع وحكومة الوحدة الوطنية اتخذت القرار الصحيح الذي يحمي المؤسسة الوطنية للنفط والاقتصاد الليبي”.

وكان عون قد أعلن وقف صنع الله عن العمل في أغسطس. وفي سبتمبر قالت المؤسسة إن رئيس الحكومة ألغى القرار وأشارت إلى “الجهود لمعالجة الخلافات بين الطرفين”. وقالت مصادر من قطاع النفط إن رئيس مجلس إدارة المؤسسة استمر في القيام بمهام وظيفته خلال هذه الفترة.

وبالإضافة إلى خلاف عون من جهة والدبيبة وصنع الله من جهة أخرى يبرز خلاف آخر يعزز غياب الانسجام داخل الحكومة بين الدبيبة ونجلاء المنقوش التي تؤكد تصريحاتها أنها تعمل في خط متناقض مع توجهات رئيس الحكومة.

ودعت المنقوش مرارا تركيا وروسيا إلى سحب قواتهما من البلاد في حين يلتزم الدبيبة الصمت إزاء هذا الملف وسط أنباء عن ضغوط مارستها أنقرة الأشهر الماضية لإقالة المنقوش من منصبها.

Thumbnail

ويغذي عدم اليقين بشأن إجراء الانتخابات في موعدها في ظل الجدل القائم بشأن القوانين الصادرة عن مجلس النواب، هذه الخلافات التي يرجّح أن تتفاقم خلال الفترة المقبلة، خاصة بعد أن هدد وزراء برقة بالاستقالة من الحكومة.

ويرجح مراقبون أن يكون خلاف عون وصنع الله والدبيبة يندرج في سياق التوترات الأخيرة بين رئاسة الحكومة وقائد الجيش المشير خليفة حفتر. ويرى هؤلاء أن عون يحاول التخلص من صنع الله تحسبا لفرضية تأجيل الانتخابات.

ويعد تغيير المناصب السيادية واحدة من النقاط الرئيسية لخارطة الطريق الليبية. لكن الخلافات بين أطراف السلطة حالت دون تغييرها، في حين يقول متابعون إن صفقة تمت بين رئيس مجلس الدولة خالد المشري ورئيس البرلمان عقيلة صالح تهدف إلى بقاء الأخير في منصبه مقابل عدم تغيير المناصب السيادية.

وكان من المفترض أن تتولى شخصية من الجنوب رئاسة البرلمان بما أن رئاسة الحكومة من نصيب الغرب ورئاسة المجلس الرئاسي للشرق. وتحذر أوساط ليبية من خطورة أن تؤثر هذه الخلافات على إجراء الانتخابات في موعدها وتدعو إلى ضرورة إعلان هدنة سياسية خلال هذه الفترة.

ودخل المجلس الرئاسي مؤخرا على خط الانتخابات متبنيا وجهة نظر مجلس الدولة الذي يمثّل الإسلاميين ويدعو إلى تأجيل الرئاسية وإجراء التشريعية فقط، وهو ما زاد من المخاوف بشأن تعطيل الانتخابات.

1