شكري سرحان "ابن النيل" الذي أقنع بموهبته فأصبح فتى السينما الأول

بمناسبة مرور مئة عام على ميلاد الممثل المصري شكري سرحان، يتذكره مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية في دورته الرابعة عشرة التي تنعقد ما بين 9 و15 يناير الجاري، باعتباره أحد كبار النجوم في تاريخ السينما المصرية.
هنا وقفة متأنية أمام إنجاز هذا الفنان، في ضوء ثنائية النجم والممثل، والسياق الذي يحيط بصعود النجم ويصنع البطل أحيانا ثم يكون للزمن، في وقت لاحق، حكم آخر قاس أحيانا.
الفرصة الأولى
من دون نجوم السينما المصرية، كان شكري سرحان الأقرب إلى الملامح النفسية والجسدية لعموم المصريين، في جيله. شاب ترتاح إليه، وتأنس بصحبته مثل قريب أو جار. وإذا لم تكن تعرفه فإنك تتوقع أنه طيب، لا يحمل وسامة محمود مرسي وكمال الشناوي وعمر الشريف ورشدي أباظة، ولا بِنية جسدية تنقله إلى الصعاليك (الفتوات، المتمردين، الثائرين) مثل فريد شوقي. أنصبة هؤلاء من الموهبة تفاوتت، وحظوظهم من الثقافة أيضا، كانوا نجوما باستثناء محمود مرسي المتفوق بموهبته وثقافته، وباستغنائه عن التمثيل الذي ليس أول اهتماماته، لكنه يفوز بالضربة القاضية كلما أدى دورا، يذهب مباشرة إلى عمق الشخصية، بحواسه كلها، تسهل ملاحظة ذلك في ارتعاش روحه في الأدوار المركّبة، في حين يظل الأقل موهبة يجتهد ويتعب، حتى يصل إلى شيء من الإحساس الذي الْتقطته روح العبقري، وتشبّعت منه. والمواهب الكبرى لا تنتظر الفوز بالنقاط في مجموع الجولات، يكفيها مشهد أو دور قصير، أو ضربة قاضية؛ فلا تغادر الذاكرة.
والسياق العام لا يقل أهمية عن الموهبة. في كل المجالات، تموت مواهب بالجهل أو التجاهل وتُغتال عبقريات عن عمد أو بتأثير من المحيط السامّ. كم من “أمهات كلثوم” جئن قبل أجواء تستوعب موهبة أم كلثوم الصبية الفلاحة، إلى القاهرة بصحبة أبيها بعد ثورة 1919 وتأسيس طبقة وسطى عليا من المثقفين، ورعاية الشيخ مصطفى عبدالرازق لها، وبروز الدور الوطني لطلعت حرب، مجسّدا معنى المسؤولية الاجتماعية والثقافية والفنية للاقتصاد.
ولم يكن شكري سرحان وفريد شوقي، تحديدا، ليصيرا نجمين لولا ثورة 1952، قبلها كان للنجوم صورة ذهنية لدى المشاهدين كأنهم هابطون من السماء، نجوم فوق البشر قليلا، يشبهون أو يتشبّهون بنجوم هوليوود. راجع تسريحة الشعر ولمعانه، والمظهر العام بما في ذلك الشارب أحيانا، تجد نسخة مصرية يجسدها أنور وجدي وكمال الشناوي، أما عماد حمدي فحملته مصادفة عام 1945، من وظيفة متواضعة في بنك مصر إلى الشاشة بطلا لفيلم «السوق السوداء» لكامل التلمساني.
قبل أن أتناول علاقة الثورة بصعود شكري سرحان، أتوقف أمام جانب من السياق العمومي في تلك الفترة، ومن اللفتات الجيدة في كتاب الأستاذ سامح فتحي عن شكري سرحان، توثيق الدور الفاعل للصحافة آنذاك. وكان الممثل الشاب قد شارك في عدة عروض مسرحية لكن السينما تظل أكثر إغراء، حلما لأي ممثل ينتظر أن تحمله أطيافها إلى جماهير خارج حدود المسرح وتعبر اللغات والجغرافيا. شكري انتظر السينما وكادت تأتي لولا إسناد الدور في اللحظة الأخيرة إلى الممثل فاخر فاخر. لا شيء إلا الإحباط والاكتئاب والانتظار، فإذا بالفرصة تأتي مصادفة بلقائه مع الصحفي صلاح ذهني الذي نشر لشكري في مجلة «آخر ساعة» صورة وكتب تحتها «فتى أول ينقصه مخرج»، أربع كلمات دفعت المخرج حسين فوزي إلى الاتصال به. أجرى له اختبارا أمام الكاميرا، اقتنع به وأسند إليه بطولة فيلم «لهاليبو» أمام نجمة الاستعراض نعيمة عاكف عام 1949.
لكن بطولة أولى وحيدة ربما في ذلك الوقت المبكر، جعلت سامح فتحي يتحمس فيقول، في كتابه الذي يصدره مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية 2025، إن شكري سرحان «فتى السينما الأول بلا منازع منذ الأربعينيات وإلى الستينيات من القرن الماضي، وهو صاحب الرصيد الأكبر في قائمة أفضل مئة فيلم في تاريخ السينما العربية، واختير كأفضل ممثل في القرن العشرين، وتنوعت أدواره بين الأدوار الكوميدية والتراجيدية، وما بين أفلام البطولة المطلقة والبطولة الجماعية.»
بطولة واحدة- كما قلتُ – في الأربعينات لا تدرج ذلك العقد ضمن إنجازات ممثل. كما لم يكن شكري سرحان وحده الأول، كانت القمة تتسع لعدد كبير من نجوم الصف الأول قبل أن تضيق منذ سبعينيات القرن العشرين، ولا تحتمل إلا نجما واحدا، وتتراجع مهابة الصحافة فيسهل التجييش وإطلاق حملات الدعاية، ولا تتورّع نادية الجندي عن منح نفسها لقب «نجمة الجماهير»، فتسارع نبيلة عبيد إلى الرد بلقب «نجمة مصر الأولى». وبعد زوال الأضواء، يقضي الزمن بحكم آخر فيضع كل شخص في مكانه على مقاس إنجازه. وتظل سعاد حسني وفاتن حمامة على قمة الأداء دون الحاجة إلى ألقاب.
في فيلم "ابن النيل" تأكد لشكري سرحان وللمخرجين والمنتجين أن وراء ملامح النجم موهبة أطلقها يوسف شاهين
أما اختيار ممثل أو ممثلة لمكانة «الأفضل» في التمثيل في القرن العشرين، فلا يخضع لتقييم الأداء واتساع مساحة الموهبة، وإنما لمعيار إحصائي في ضوء عدد مشاركاته في قائمة أفضل مئة فيلم مصري، بمناسبة مئوية السينما عام 1996. فالقوائم نفسها ونتائجها ترتبط باختيار من لهم حق التصويت والاختيار، وهل يتم تبعا لإحصاء آلي، أو بعد مناقشات؟ وإلى أي درجة يتدخل رئيس المهرجان في مجاملة مخرج، وتطييب خاطر آخر يشتكي إليه من خلوّ القائمة من أفلامه؛ فيضيف الرئيس إلى القائمة – بقرار فوقي – فيلما للمخرج المتألم.
وقائمة أفضل فيلم تخص المخرجين أكثر من الممثلين. في كرة القدم قد يُكتب في سيرة لاعب أنه شارك في الفوز بعشر بطولات مع فريقه، وهو في حقيقة الأمر لم يلعب إلا بضع دقائق في مباراة أو اثنتين، وظل على دكة الاحتياط في بقية المباريات، لكن رسميا هو موجود؛ القائمة تضمنت اسمه.
شكري سرحان – كما قلت في العنوان – محظوظ بمشاركته في الكثير من الأفلام. وقد يترتب على الغزارة فوز بحصيلة النقاط في مجموع الجولات. كان محظوظا بعمله مع المخرجين الكبار وأمام معظم نجمات السينما. كنت أغار منه وهو يحمل سعاد حسني بين يديه. إلا سعاد، والباقيات حلال عليه!
ما الذي جعل شكري سرحان ترشيحا أو اختيارا أول لمعظم المخرجين، من اليمين واليسار، الواعين وأنصاف الأذكياء؟ لعلها الملامح النفسية والجسدية – كما قلت في البداية – وفيها طيبة بادية، نظرة عين حنونة، وجه جميل مصري الطابع تحبه الكاميرا من الأمام ومن الجانبين. يتسلح بدراسة علمية وعملية تلقاها في معهد الفنون المسرحية، على أيدي أساتذة منهم زكي طليمات وجورج أبيض وفتوح نشاطي وشيخ النقاد الدكتور محمد مندور.
ابن النيل
شكري سرحان (13 مارس 1925 / 19 مارس 1997) التحق بمعهد الفنون المسرحية في افتتاحه عام 1941، مع زملاء منهم صلاح منصور وفريد شوقي وفاتن حمامة وعمر الحريري ومحمد السبع وصلاح نظمي ونعيمة وصفي. تخرجت الدفعة الأولى عام 1947، والبعض لم يستمر في الدراسة وأكمل التعلّم بالخبرة في استوديوهات السينما. فاتن حمامة خطفتها الأضواء واصطفتها فتاة أحلام للمشاهدين، وللبعض من المخرجين والممثلين. صعدت إلى القمة ولم تتخلّ عنها. وشكري سرحان، بعد البطولة الأولى لفيلم «لهاليبو» الذي عرض في سبتمبر 1949، قام بأدوار قصيرة في أكثر من عشرة أفلام، منها «كرسي الاعتراف» بطولة وإخراج يوسف وهبي، و«قسمة ونصيب» إخراج محمود ذوالفقار، و«أنا بنت ناس» إخراج حسن الإمام، و«الأفوكاتو مديحة» ليوسف وهبي. كان ينقصه أداء دور غير نمطي، على يد مخرج غير تقليدي. هذه المرة لم تأت الفرصة عن طريق صحفي يعلن عن «فتى أول ينقصه مخرج»، وإنما منحه يوسف شاهين لقبا لازمه في حياته وإلى اليوم. صار «ابن النيل» يعني شكري سرحان وحده.
في فيلم «ابن النيل» الذي عرض في أكتوبر 1951، نزع يوسف شاهين عن شكري سرحان قناع النجم، وقدّم الممثل. تتشابه أدوار النجوم، يول براينر وأرنولد شوارزنيغر وسلفستر ستالون ونادية الجندي وفيفي عبده وغيرهم، يؤدون أدوارا نمطية على الرغم من تباين الشخصيات. والممثل الموهوب يتوارى خلف الشخصية. هذا ما فعله يوسف شاهين، أخفى الشاب المتأنق وألبسه شخصية فلاح تعيس ناقم، ينهكه التعب؛ فيفكر في التمرد على حياته القاسية في القرية. انفعالات محسوبة، مقتصدة، لا إسراف يوحي بثقل ميراث الخبرة المسرحية. يغادر الشاب قريته ويواجه المدينة ببراءته؛ فتهزمه المدينة وتلوثه.
شكري سرحان، من دون نجوم السينما المصرية في جيله، كان الأقرب إلى الملامح النفسية والجسدية لعموم المصريين
في فيلم «ابن النيل» تأكد لشكري سرحان وللمخرجين والمنتجين أن وراء ملامح النجم موهبة أطلقها يوسف شاهين. وسيختاره شاهين، بعد سبع سنوات، لدور «قناوي» بطل فيلم «باب الحديد»، لولا اعتراض المنتج جبرائيل تلحمي على الأجر المرتفع للنجم شكري سرحان، فأدى شاهين الدور بامتياز. وفي عام 1976، بعد نضج الممثل، كان اختيارا ذكيا ليوسف شاهين، لدور طُلبة في فيلم «عودة الابن الضال»، آخر فيلم كبير لمخرجه، ولعله العمل الذي يتصدر المنجز الشاهيني.
طُلبة دور مركّب تقمّصه شكري سرحان بأناة وفهم لأبعاد الشخصية المعقدة. رجل انتهازي يعادي الجميع، لا يناصره إلا أمه ولا يكترث بأبيه، يضطهد ابنه، ويحقد على أخيه علي «الابن الضال» العائد من السجن إلى بطش طُلبة الذي يعقد صفقات مع الجيش لتوريد احتياجات لوحدة عسكرية قريبة من قريته «ميت شابورة»، وبعد المدّ الساداتي الانفتاحي في السبعينات يواصل استغلال عمال مصنعه، ويفرض سطوته على أخيه علي، فيجعله أداة لطرد عدد من العمال. كان علي يحلم بتغيير العالم، وهزمته القاهرة، ثم عاد منكسرا، تنتظره فاطمة اثني عشر عاما لكنه لا يعرفها، يخلط بينها وبين أختها عائشة زوجة طُلبة المتوفاة. علي المهزوم خذل إبراهيم ابن أخيه طُلبة الراغب في السفر لدراسة علوم الفضاء، كما خذل فاطمة التي رفضت طُلبة فاغتصبها، وتعترف لعلي، فتشتعل مذبحة الأسرة. حرب أهلية تقضي عليهم جميعا، ولا ينجو إلا إبراهيم فينصحه جده بالرحيل. جسّد شكري سرحان أزمات طُلبة وتناقضاته، من الغطرسة إلى الهشاشة، يسدي نصحا دينيا إلى فاطمة وإلى ابنه إبراهيم، ثم يختلي بنفسه ليلا ليشاهد على آلة عرض أفلام العنف والجنس.
بذروة «عودة الابن الضال» تنتهي المسيرة الكبيرة لشكري سرحان، وإن شارك بعده في نحو عشرين فيلما دون مستوى أعمال تركت بصمة تدلّ عليه. ففي هذا الفيلم جدّد نفسه. حقق اختلافا نوعيا عن معظم أدواره السابقة. قبل «عودة الابن الضال»، كان الاختلاف بين أدواره في الدرجة لا النوع، حتى في «شباب امرأة» و«الزوجة الثانية» لصلاح أبوسيف و«البوسطجي» لحسين كمال، والفيلم الأخير قفزة في الأداء والوعي بتحولات الشخصية من موظف وافر الصحة، أنيق ومتفائل، إلى كائن ضائع يشعر بالتفاهة جاء من المدينة قويا، وأصابته القرية البعيدة بعدوى البؤس. اختفت أناقته واحتوته ثياب مهلهلة ووحدة قاتلة لا يعزّيه إلا التلصص على أسرار الناس بفتح خطابات البريد، فيزهد الحياة زهد المضطر، وتنطفئ روحه. قال حسين كمال إنه تمنى لو صور فيلم «البوسطجي» بالألوان؛ لكي تظهر صفرة وجه شكري سرحان في المشهد الأخير.
فنان مجتهد
الأفلام، العلامات، تضمن للممثل تاريخا في ذاكرة السينما إذا نجح في اختبار التنوّع. وما كان لشكري سرحان وفريد شوقي أن يقفزا إلى القمة- في وجود نجوم حققوا اشتراطات النجومية- لولا ثورة 1952 التي أعلنت شعار العدالة الاجتماعية، ونفذته مبكرا بعد خمسة وأربعين يوما من قيامها، بقانون الإصلاح الزراعي، فامتلك الفلاح أرضا والفقير حلما بالصعود الطبقي، عبر بوابة التعليم والرهان على الكفاءة. بتلك الروح بحث الشعب عن شخصيات تشبهه، فكان فريد شوقي بطلا شعبيا يجسد أحلام المستضعفين والأشقياء، ويحقق للمشاهدين ما يعجزون عن نيله في حياتهم، فضلا عن ذكائه في اختيار أدوار تلمس أحيانا السلك العاري الواصل إلى السلطة كما في فيلم «بورسعيد.»
شكري سرحان انطبعت ملامحه وتطابقت مع صورة ذهنية أراد الضباط رسمها لأنفسهم، منذ دوره في فيلم «رُدّ قلبي» عام 1957. ابن البستاني الذي أحبّ بنت الباشا، وصار ضابطا ثم قلبت الثورة الموازين والطبقات. ولا يزال «ابن الجنايني» مثلا يُضرب إلى الآن. ثم تمرد النجم على المراوحة في المكان بأدوار اجتهد في أدائها، منها «امرأة في الطريق» إخراج عز الدين ذوالفقار عام 1958، و«اللص والكلاب» إخراج كمال الشيخ عام 1962.
أُحبّ شادية، مطربة وممثلة، لكني أنساها كلما تذكرتُ فيلم «شباب امرأة» إخراج صلاح أبوسيف عام 1956. أعيدُ مشاهدة الفيلم فيفاجئني اسم شادية في اللقطة الأولى، قبل تحية كاريوكا التي لا يزال حضورها الطاغي ينسي المشاهدين ما عداها. في هذا الفيلم تحضر بقوة ثنائية النجم والممثل، تخضع الأجور وترتيب الأسماء لحسابات تجارية آنية، ولا يبالي الزمن بهذا التراتب المؤقت، الزمن يصطفي ويُبقي، والجمهور يختار بطلا يحمّله أشواقه، ثم تحتفظ الذاكرة بمن لديه قدرة على ترك بصمة تقاوم النسيان. مع شكري سرحان، إلى حد ما، يمكن إعادة مشاهدة فيلم «السفيرة عزيزة» عام 1961، و«الزوجة الثانية» عام 1967، لإعادة اكتشاف طغيان اثنين من المواهب الجبارة في السينما المصرية، هما بالترتيب عدلي كاسب وصلاح منصور.
ترويض النجم لحساب الممثل يلزمه مخرج كبير، يفرض إرادته ولا يخضع لدكتاتورية نجم ينتقل بشخصيته الحقيقية ربما من فيلم إلى آخر. المخرج الكبير يراهن على رؤية قدرات الممثل وراء قناع النجم، ويستطيع إقناع النجم بأن اللياقة أهم من الأناقة. ولعل الشعور المبالغ فيه بالنجومية احتاج إلى مخرج قوي؛ لترويض الممثل وتبصيره بأن ملامح الشخصية الدرامية أكثر أهمية من تأنّق منزوع الصدق.
وقد نجحت التجربة التي بدأها يوسف شاهين مبكرا في «ابن النيل»، وكررها مخرجون منهم كمال الشيخ في «اللص والكلاب»، وحسين كمال في «البوسطجي»، وصلاح أبوسيف أيضا. يذكر سامح فتحي أن خلافا نشأ أثناء إنجاز فيلم «الزوجة الثانية»، «بسبب عدم رغبة شكري سرحان في قصّ شعره مثل قصة الفلاح في الأرض، لكن في النهاية نفذ أوامر المخرج ليظهر الفيلم على ذلك النحو».
لقد كان شكري سرحان محظوظا ومجتهدا، وأعماله تشهد على ثراء السينما المصرية.
