"شكرا لونا" حملة مضادة لعنصرية إسبان ضد المهاجرين

مدريد - استهدف أنصار اليمين المتطرف في إسبانيا متطوعة إسبانية في العمل الإنساني، بعد انتشار مقطع فيديو لها على مواقع التواصل الاجتماعي، وهي تواسي مهاجرا سنغاليا وتعانقه، بعد لحظات من وصوله إلى جيب سبتة الذي تحتله إسبانيا شمال المغرب.
وبعد ساعات من انتشار اللقطات اضطرت لونا رياس إلى تحويل حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي إلى خاصة، بسبب ما تعرضت له من إساءات صادرة من مؤيدي حزب “فوكس” اليميني المتطرف، وآخرين غاضبين من وصول غير مسبوق لنحو ثمانية آلاف مهاجر غير نظامي إلى مدينة سبتة.
ومنذ صباح الاثنين، وصل نحو ثمانية آلاف مهاجر سباحة أو سيرا أو على متن قوارب مطاطية صغيرة إلى سبتة، مما أثار أزمة بين الرباط ومدريد.
وتأتي أزمة الهجرة الأخيرة وسط توتر في العلاقات بين المغرب وإسبانيا منذ بداية أبريل، مع استقبال مدريد لرئيس جبهة البوليساريو الانفصالية إبراهيم غالي، بهوية مزورة من أجل تلقي العلاج في إسبانيا بعد إصابته بفايروس كورونا.
وقالت الفتاة البالغة من العمر عشرين عاما، هي طالبة جامعية متطوعة في الصليب الأحمر، للتلفزيون الإسباني، إن مستهدفيها لم يتوقفوا عن شتمها وترديد عبارات فظيعة وعنصرية بحقها، خاصة بعدما عرفوا من حساباتها على مواقع التواصل أن صديقها أسود البشرة.
وتم توظيف الصور ومقاطع فيديو من قبل المتطرفين الإسبان، لشن حملة عنصرية إلكترونية، استخدموا فيها كل الأسلحة بما في ذلك “الإيحاءات الجنسية”.
وتبنى أشخاص مجهولون يختبئون خلف ملفات شخصية مزيفة على مواقع التواصل الاجتماعي الحملة العنصرية كما شاركت فيها حسابات لأشخاص حقيقيين، مقتنعين بنظريات مؤامرة تؤكد بأن “هذه هي بداية غزو
أوروبا”.
وعندما بدأت الشتائم تنتشر على الإنترنت، بدأت الرسائل التي تشيد بالعناق تتدفق في إسبانيا وتطغى على الإهانات في وقت دشن فيه مغردون هاشتاغ “شكرا لونا” GraciasLuna#.ونشر حساب صحيفة “إل موندو” الإسبانية على تويتر مقطع الفيديو شاهده أكثر من 2.5 مليون شخص.وعلق:
elmundoes@
صورة عاطفية من دراما سبتة. عاملة في الصليب الأحمر تعانق مهاجرا منهكا.
وكتبت مغردة:
mechi_dorado@
أنا أرجنتينية، سبعة من أجدادي الثمانية كانوا إسبانا مهاجرين. لقد فروا من أزمة وتم استقبالهم في الخارج حيث أتيحت لهم فرص الحياة والتدريب. كم هي حزينة بعض الآراء! يمكن أن تمسنا جميعا.

وتساءلت مغردة عن سبب مهاجمة الفتاة حصرا وكتبت:
carmenrogo10@
الفيلق الذي أنقذ حياة فتى من السياج والحارس المدني الذي أنقذ الرضيع من الماء لم يضطروا لإغلاق شبكاتهم الاجتماعية ولم يتعرضوا لمضايقات، الفتاة من الصليب الأحمر نعم، لا أعرف ما الذي يفعله المجانين.
وعلقت عضو مجلس مدينة مدريد ريتا ماستر على تويتر قائلة “لا يجب أن يسمح للكراهية بأن تنتصر، إن الذين يرون المعانقة تلك كرمز لأفضل ما يوجد في إسبانيا يفوقون عددا الآخرين”.
كذلك أثنت وزيرة الاقتصاد الإسبانية ناديا كلفينو على عمل لونا، وشكرتها “لتمثيلها أفضل قيم مجتمعها”، فيما علقت وزيرة العمل يولنا دياز على اللقطات بالقول “رمز للأمل والتضامن”.
بدوره نوه الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر جاغان شاباغين بعمل لونا، وقال:
jagan_chapagain@
لونا تمثل أفضل ما لدينا، ولا يمكنني أن أكون أكثر فخرا بها وبالملايين من متطوعي الصليب الأحمر والهلال الأحمر.
أما لونا رياس فقد قللت من أهمية تصرفها مع المهاجر الأفريقي الذي لم تكن قد عرفت اسمه بعد، عندما قدمت له الماء وهو يبكي ويقاوم الإرهاق، قائلة إن “معانقة شخص محتاج هو أمر طبيعي جدا”.
وبعد أيام من وصوله إلى سبتة لم تر لونا الشاب مرة أخرى، وقد كانت قلقة من أن يكون من بين أكثر من خمسة آلاف مهاجر غير نظامي أعيدوا إلى المغرب.