شطب السودان من لائحة الإرهاب قريبا

الخرطوم – كشف مسؤول أميركي عن توجه لدى إدارة الرئيس دونالد ترامب لشطب اسم السودان من لائحة الدول الراعية للإرهاب قريبا. ونقلت وكالة “رويترز” عن المسؤول قوله إن “سلطات الولايات المتحدة والسودان بصدد التوصل لاتفاق حول هذه المسألة والإعلان ربما عنها خلال أيام”.

وأشار المسؤول، إلى أن “رفع السودان من قائمة الإرهاب قد يمهد لعلاقات مع إسرائيل”، فيما بدا تغير في الموقف الأميركي الذي كان يشترط أن تقدم الخرطوم بداية على توقيع اتفاق سلام مع تل أبيب ومن ثمة يقع شطبها من اللائحة التي تشكل عقبة كبيرة أمام السلطة الانتقالية في هذا البلد.

وسبق أن رفض رئيس الوزراء السوداني خلال لقاء مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في الخرطوم ربط المسألتين.

وصعّد حمدوك مؤخرا من انتقاداته للولايات المتحدة، حيث اتهمها قبل أيام بتهديد مسار الانتقال الديمقراطي عبر إبقاء بلده مصنفا على قائمة الدول الراعية للإرهاب.

وقال حمدوك في مقابلة مع صحيفة “فايننشال تايمز” إن العقوبات “تشلّ اقتصادنا”، منبها إلى عدم وجود ضمان لاستمرار الديمقراطية في السودان حتى الانتخابات المقررة في 2022.

وفرضت العقوبات الأميركية على السودان العام 1993 على خلفية إيوائه زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن بين عامي 1993 و1996.

تعاطي الإدارة الأميركية وربطها المسألتين بشكل لا يخلو من ابتزاز يشكل إحراجا كبيرا للسلطة الانتقالية في السودان، حتى بالنسبة للذين يدعمون خيار التطبيع

واعتبر رئيس الوزراء السوداني أنه من غير العادل معاملة السودان كدولة منبوذة بعد مرور أكثر من عقدين على ترحيل بن لادن خارجها وإطاحة السودانيين في أبريل 2019 بنظام عمر البشير الذي استضافه.

ويرى مراقبون أن تعاطي الإدارة الأميركية وربطها المسألتين بشكل لا يخلو من ابتزاز يشكل إحراجا كبيرا للسلطة الانتقالية في السودان، حتى بالنسبة للذين يدعمون خيار التطبيع.

وجرت قبل فترة مفاوضات أميركية سودانية في الإمارات العربية المتحدة قادها من الجانب السوداني رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان.

وهناك انقسام بين أقطاب السلطة في السودان حول المسألة وإن بدا أن صوت الأغلبية بات يميل لخيار التطبيع مع بروز تحركات شعبية تدفع في هذا الاتجاه.

ويشير محللون إلى أن شطب السودان من لائحة الإرهاب، قد يرفع الحرج السياسي عن مسألة التطبيع.

ويعتبر المحللون أن تحقيق سلام بين إسرائيل والخرطوم مسألة وقت لا أكثر، مشيرين إلى أن خروج السودان من القائمة السوداء سيكون له بالتأكيد آثار جد إيجابية على اقتصاد البلد المنهك، حيث سيفسح المجال للحصول على دعم من المؤسسات المالية الدولية وأيضا أمام تدفق الاستثمارات الأجنبية.

ووقعت الحكومة السودانية الخميس الماضي مذكرة تفاهم مع جنرال إلكتريك بهدف زيادة توليد الكهرباء بما يصل إلى 470 ميغاوات، الذي يشكل إحدى المعضلات في السودان.