شركات إدارة السمعة على الإنترنت خصم غوغل الجديد

شركة "ستاتيس لاب" تعد واحدة من أكبر الشركات التي تستغل المواقع الإخبارية المزيفة لنشر قصص إيجابية عن زبائنها.
الخميس 2019/12/19
"ستاتيس لاب" تعد من الشركات الأسرع نموا في الولايات المتحدة في 2019

واشنطن- ظهر نوع جديد من شركات التكنولوجيا التي تهدف لمساعدة الأشخاص على تبييض سمعتهم السيئة عبر الإنترنت، إذ تقوم ما تسمى بشركات إدارة السمعة بتنفيذ خطط لضمان حذف الدعاية السيئة لزبائنها من الأثرياء من نتائج بحث غوغل. ووفقا للتقرير، تقوم هذه الشركات بقلب نتائج البحث وإغراق شبكة الإنترنت بقصص إيجابية عنهم من مواقع مزيفة.

وتعد “ستاتيس لاب” Status Labs واحدة من أكبر الشركات في هذه الصناعة في أوستن، والتي تم إدراجها في قائمة “إنك” (Inc) التي تضم 5000 شركة من الشركات الأسرع نموا في الولايات المتحدة في عام 2019.

وألقى تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال” الضوء على كيفية عمل “ستاتيس لاب” وغيرها من هذه الشركات، التي تستغل المواقع الإخبارية المزيفة، لنشر قصص إيجابية عن زبائنها.

وعملت الشركة مع مجموعة متنوعة من الزبائن، بما في ذلك عضو سابق في موقع الخيانة الزوجية آشلي ماديسون، وأستاذ بجامعة ميسوري الذي أصبح هدفا لوسائل الإعلام المحافظة بعد أن انتهى به المطاف في شريط فيديو احتجاجي.

شركات إدارة السمعة تقوم بقلب نتائج البحث وإغراق شبكة الإنترنت بقصص إيجابية عن زبائنها

وقال ريان ستونروك، وهو محام في شركة “هاردر إل.إل.بي” Harder LLP، التي تمثل “ستاتيس لاب”، إن اتهاما كاذبا واحدا يمكن أن يتسبب في ضرر دائم لشخص أو سمعة شركة اكتسبتها بصعوبة، كما أن الخلل في القوة يجعل الصفحة الأولى من غوغل، هي الانطباع الأول وأحيانا الأخير للأفراد والشركات.

ورصدت الصحيفة قصة أحد زبائن الشركة الحاليين، والذي يدعى جاكوب غوتليب، لشرح كيفية عمل الشركة، إذ كان غوتليب، مدير صناديق التحوط في نيويورك، قلقا من أن العديد من الخلافات المحيطة بشركة “فيزيوم” Visium التي كان يعمل بها سابقا، ستجعل من الصعب عليه إيجاد مستثمرين لشركة جديدة، ففي عام 2017، أدين زميل سابق في شركة “فيزيوم” بتهمة الاحتيال في الأوراق المالية، وقبل عام واحد انتحر موظف آخر بعد اتهامه بالاحتيال.

وفي نفس العام، مر غوتليب بأزمة طلاق تمت تغطيتها بشكل غير مناسب بصحيفة نيويورك بوست، حيث حصلت زوجته السابقة على تسوية بقيمة 1.4 مليون دولار وفقا لاتفاق ما قبل الزواج، وهو مبلغ وصفه القاضي الذي كان يرأس الجلسة ديفيد ساكس بأنه “صفقة صعبة” بالنسبة لصافي ثورة غوتليب البالغة 188 مليون دولار.

وقال غوتليب إن التغطية الصحافية كانت غير عادلة، لذا لجأ إلى شركة “ستاتيس لاب” لمساعدته في تحويل نتائج بحث غوغل لصالحه.

ووفقا لتقرير وول ستريت جورنال، أنشأت الشركة مجموعة كبيرة من القصص والعناصر الإخبارية لتوجيه خوارزميات بحث غوغل لصالحه، ونُشرت إحدى هذه المقالات على موقع يُدعى “ميدكال دايلي تايمز”، والذي استشهد بغوتليب كمتبرع بارز لبرنامج المنح الدراسية، الذي يساعد طلاب جامعة نيويورك على دفع تكاليف الدراسة في كلية الطب.

عملت الشركة مع مجموعة متنوعة من الزبائن، بما في ذلك عضو سابق في موقع الخيانة الزوجية آشلي ماديسون، وأستاذ بجامعة ميسوري الذي أصبح هدفا لوسائل الإعلام المحافظة

للوهلة الأولى يبدو الموقع وكأنه مدونة صغيرة، ولكن عند الفحص الدقيق، هناك فترات زمنية غير منتظمة لنشر القصص في كثير من الأحيان، وعند طلب رقم هاتف هذه المدونة المكتوب بمعلومات الاتصال، يتبين أن الرقم تابع لمطعم بيتزا في تورونتو.

وللمساعدة في تحسين سمعته عبر الإنترنت من خلال نشر عدد من القصص الإيجابية المماثلة التي لا يمكن تعقبها، يدفع غوتليب لشركة “ستاتيس لاب” ما بين 4000 و5000 دولار شهريا، ورغم ذلك يؤكد غوتليب أن الشركة لم يكن لها أي تأثير على تعاملاته التجارية، بل ساعدته في حياته الاجتماعية فقط.

وقال لصحيفة وول ستريت جورنال “من الواضح أن لا أحد يستثمر في صندوق تحوط، بناء على مقال في مدونة على الإنترنت بلا اسم، ومع ذلك فقد حسن استقبالي على موقع تيندر للمواعدة”.

وقامت غوغل في النهاية بإزالة العديد من المواقع التي نشرت قصصا إيجابية عن غوتليب بعد أن اتصلت بها صحيفة وول ستريت جورنال.

وقالت غوغل في بيان “أي جهود ترمي إلى تعزيز وجود شخص ما على الإنترنت لا ينبغي أن تنطوي على تكتيكات مضللة تهدف إلى التأثير على تصنيفات غوغل للبحث”.

19