شركات ألمانية ناشئة تزاحم سبيس إكس في صناعة إطلاق الأقمار الاصطناعية

مثل هذه المشاريع تجعل من ألمانيا أحد المرشحين الأكثر جدّية لخوض غمار سوق الأقمار الاصطناعية المخصصة لمراقبة الأرض وتوفير الإنترنت للسيارات والإكسسوارات الموصولة.
الجمعة 2021/08/06
مرحلة جديدة في السباق نحو الفضاء

آوغسبورغ (ألمانيا) – تطمح شركات ناشئة في ألمانيا لمزاحمة شركة سبيس إكس الأميركية في تطوير القاذفات الصغرى المستخدمة لإطلاق الأقمار الاصطناعية الصغيرة والتي ستكون منخفضة التكلفة.

ونجحت شركة روكيت فاكتوري آوغسبورغ (آر.أف.أي) التي تتّخذ من بافاريا مقرّا لها نهاية يوليو الماضي في تشغيل محرّك صاروخها آر.أف.أي وان للمرّة الأولى لمدّة ثماني ثوان في موقع كيرونا للتجارب في السويد.

ويعمل هذا النظام بتقنية الإحراق على مراحل الذي يستخدم في صواريخ سبيس إكس التي يقف وراء تطويرها مؤسس شركة تسلا إيلون ماسك وأيضا بلو أوريغن المملوكة للملياردير الأميركي جيف بيزوس مؤسس أمازون.

كريستيان شميرير: تقنيتنا متطوّرة بما فيه الكفاية لتزويد السوق بقاذفات صغيرة
كريستيان شميرير: تقنيتنا متطوّرة بما فيه الكفاية لتزويد السوق بقاذفات صغيرة

ونسبت وكالة الصحافة الفرنسية إلى يورن شبورمان المدير التشغيلي في شركة آر.أف.أي قوله إن “هذه التقنية هي الأولى من نوعها في أوروبا حيت تسمح بوضع حمولة إضافية في المدار بنسبة 30 في المئة”.

ومن الشركات الناشئة الأخرى في هذا المجال هاي إمبالس التي تتّخذ من بادن – فورتمبرغ مقرّا لها والتي جرّبت أيضا محرّك صاروخها النموذجي لمدّة أكثر من 20 ثانية في مايو الماضي في جزر شتلاند بأسكتلندا، مستخدمة وقودا مصنوعا من الشمع يُفترض به أن يحترق بسرعة ليعطي المفعول المرجوّ.

ويؤكد كريستيان شميرير (33 عاما) الذي شارك في تأسيس الشركة قائلا “تقنيتنا متطوّرة بما فيه الكفاية لتزويد السوق بقاذفات صغيرة”.

أما الشركة الثالثة التي خاضت غمار هذا المجال فهي إزار إيروسبايس بالقرب من ميونخ وتستعد لإجراء تجربتها الأولى. وهي تتمتّع بأكبر محفظة تمويلية مع مستثمرين من قبيل صندوق أتش.في كابيتال ومجموعة بورشه القابضة وبنك لومبار أودييه السويسري.

وقدّم هؤلاء مع غيرهم من المستثمرين ما مجموعه أكثر من 150 مليون يورو لهذه الشركة الناشئة التي يديرها مهندسون بالكاد بلغوا عقدهم الثالث. ومن المرتقب القيام بمهمة تجريبية لصاروخ سبيكتروم خلال عام 2022.

وتجعل هذه المشاريع من ألمانيا أحد المرشحين الأكثر جدّية لخوض غمار سوق الأقمار الاصطناعية المخصصة لمراقبة الأرض وتوفير الإنترنت للسيارات والإكسسوارات الموصولة.

وبحسب إزار إيروسبايس من المرتقب أن تتخطى قيمة السوق 30 مليار يورو بحلول 2027، من بينها 10 مليارات يورو للأقمار الاصطناعية الصغيرة والمتوسطة الحجم والمطلوبة من زبائن من القطاع الخاص أو مؤسستيين.

ويشبّه كريستيان شميرير “الصاروخ الكبير بالحافلة التي تنزل الركاب في مكان واحد، في حين أن القاذفات الصغرى هي بمثابة سيارات أجرة تضع الأقمار الاصطناعية في الموقع المحدّد من قبل الزبون”.

Thumbnail

وتزن هذه الأقمار الصغيرة بضع مئات من الكيلوغرامات، في مقابل 10 أطنان تقريبا للأقمار التي يرسلها صاروخ أريان إلى الفضاء، وهو الرائد على الصعيد الأوروبي.

والهدف الذي تسعى هذه الشركات الناشئة إلى تحقيقه أيضا هو تقديم أسعار أرخص من أسعار المنافسين على المدى الطويل.

وتعوّل هذه الشركات الألمانية الثلاث على أسطول من 20 إلى 40 صاروخا يمكن أن تتم إعادة استخدام قسم منها وتُستعمل لتنفيذ عشرات المهمات في السنة.

غير أن ألمانيا ليست وحدها من يسعى إلى خوض غمار هذه السوق الواعدة، فسبيس إكس التي تتعاون مع وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) قد سبق لها أن وضعت في المدار أقمارا اصطناعية صغرى. وتعدّ الأميركية روكيت لاب من الرائدين في هذا المجال، وقد نفّذت رحلات تجارية. وتنشط الصين أيضا على هذا الخط وتضمّ أوروبا حوالي خمسة مشاريع واعدة، أبرزها في إسبانيا وبريطانيا.

وتشير كارلا فيلوتيكو المتعاونة مع مكتب الاستشارات الألماني سبايستك إلى أن موثوقية النموذج الاقتصادي ستكون مسألة أساسية في السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة، ما قد يؤدي إلى استبعاد عدّة جهات من السوق.

10