شدة الفقر تزيد من خطر الاضطرابات النفسية

معالجة الاضطرابات النفسية لا يمكن أن تجري عبر تقديم الأدوية فقط، وإنما بتحسين الظروف التي أدت بالشخص المريض إلى أن يصبح في مزاج سيء.
الجمعة 2020/12/18
المحتاجون إلى المال أكثر عرضة للإصابة بالأمراض النفسية

واشنطن ـ ربطت دراسة أميركية حديثة، بين الفقر والإصابة باضطرابات الصحة العقلية، مشيرة إلى أن تحسين الظروف التي يعيش فيها المعوزون بوسعه أن يُحسن المؤشرات الصحية لديهم، وبالتالي يعود بالنفع على المجتمع بشكل عام.

وقال الباحثون المشاركون في إعداد الدراسة التي أشرف عليها معهد “ماساشوستس” وجامعة “هارفارد” في الولايات المتحد، “إن من يحتاجون إلى المال بشدة يكونون أكثر معاناة لاضطرابات عقلية ونفسية مثل الاكتئاب والقلق”.

وأكدت الدراسة على أن معالجة الاضطرابات النفسية لا يمكن أن تجري عبر تقديم الأدوية فقط، وإنما بتحسين الظروف التي أدت بالشخص المريض كذلك إلى أن يعاني، ويصبح في مزاج سيء.

وبيّنت أن الحكومات مطالبة بتحسين أوضاع التنمية، في حال أرادت أن تحدث تغييرا إيجابيا في الصحة النفسية للمجتمع.

ويعتبر الاكتئاب والقلق اضطرابين صحيين شائعين في العالم، يصاب بهما الأغنياء والفقراء على حدّ سواء، لكن ما أظهرته بيانات حديثة، هو أن الفقراء يكونون أكثر عرضة للإصابة بهما.

كما أوضح علماء من جامعة “فيرجينيا” أن الفقر يؤثر بطريقة واضحة على مخ الإنسان. وقال العلماء إن فقدان سيطرة الإنسان على تفاصيل حياته، أمر يشعر به أصحاب الدخل المادي القليل، ما يهددهم بتردّي صحتهم النفسية والجسدية.

واعتمد المختصون في بحثهم على لقطات من التصوير المقطعي لمخ أطفال من عائلات ذات مستويات مختلفة للدخل المادي.

وركز العلماء اهتمامهم على تعامل جزء المخ، الذي يعتبر مسؤولا عن انفعالات الشخص وذاكرته، ولوزة المخيخ المسؤولة عن الإجهاد مع أقسام أخرى من المخ، فاكتشفوا أن التعامل يختلف عند الأطفال من عائلات ذات الدخل المادي المحدود عمّا لدى غيرهم من الأسر الثرية، ويميل هذا الاختلاف إلى ناحية التردي.

وقال العلماء إن آباء هؤلاء الأطفال لا يستطيعون فرض سيطرتهم على حياتهم لتأثرهم بالنقص المادي الدائم. وينتقل هذا الشعور المستمر بالجهد منهم إلى أطفالهم، الذين يفقدون ثقتهم في الغد، ما يزيد من مخاطر إصابتهم باختلالات نفسية وتطوّر الاكتئاب في سنّ مبكرة، وغيرها من الأمراض، وكذلك في انخفاض مستوى عتبة الألم.

ويؤكد مختصون روس أن الفقر يؤثر على نفس الإنسان وخلفيته الجينية. كما يعتقد العلماء أن الفقر يتسبب في عواقب محددة في نمط الحياة وتوجه معين لاتخاذ القرارات.

ويؤثر مرض الاكتئاب، من النوع الحاد، على الكثير من الأشخاص، ما يجعلهم يفقدون الاستمتاع بنشاطات كانت يوما ما تسبب لهم السعادة، وهو ما يؤدي إلى شعور الإنسان بعدم جدواه، وفقدان التوازن من خلال الإفراط في النوم أو الشعور بالأرق.

وقد يدفع الاكتئاب الإنسان إلى التفكير في الانتحار، وهو ما أكدته دراسات عديدة أظهرت أن العيش في منطقة محرومة يمكن أن يؤدي إلى إصابة الأفراد، بمرض الاكتئاب الحادّ.

21