شخصيات الكارتون يطالها الحجاب الإلزامي بعد النساء في إيران

فتوى جديدة للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي لتحجيب الشخصيات الكارتونية تثير الجدل والسخرية بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في إيران.
طهران – انشغل مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي في إيران بفتوى أصدرها المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي تنص على ضرورة ارتداء الشخصيات الكارتونية للحجاب ما أثار جدلا وسخرية.
والفتوى نشرتها “قناة الفقه والأحكام” التي تنشر فتاوى خامنئي. وسُئل خامنئي عمّا “إذا كان من الضروري ارتداء شخصيات أفلام الرسوم المتحركة الحجاب؟” فأجاب “على الرغم من أن الحجاب ليس ضرورياً في ذاته بالنسبة إلى الشخصيات الكارتونية، لكن من حيث عواقبه فإنه من الضروري مراعاة ارتدائه في الرسوم المتحركة”.
وليس من الواضح ما إذا سيكون لصدور هذه الفتوى تداعيات على توزيع الأفلام ومسلسلات الرسوم المتحركة في إيران.
ويعارض بعض رجال الدين والقوى الدينية في إيران منذ بداية تشكيل “الجمهورية الإسلامية” بث الأفلام والمسلسلات الأجنبية التي تظهر فيها النساء دون حجاب، واعتبروا ذلك عاملاً يعزز “نزع الحجاب في المجتمع”.
وتناقل مغردون على موقع تويتر فتوى خامنئي مرفقة بصور لشخصيات من عالم ديزني وقد ارتدت الحجاب.
ونشر مغرد صورة لسندريلا قبل لبس الحجاب وبعده، وقال إن “سندريلا أصبحت سندرالله”:
وتهكم مغرد:
Nanajib_@
مستوى اهتمام زعيم البلد على حافة الهاوية والرجل يقول لنحجب الشخصيات الكارتونية!
وقال آخر:
وأظهرت بيانات صادرة عن مركز الإحصاء الإيراني أن معدل التضخم خلال شهر بهمن (يبدأ من عشرين يناير وينتهي يوم عشرين فبراير) مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي بلغ 48.2 في المئة، بينما بلغت نسبة التضخم في المواد الغذائية خلال الفترة نفسها مقارنة بمثيلتها في العام الماضي 66.8 في المئة.
وطالب آخر:
negarby@
أتمنى أن يضيفوا لغة إشارة إلى الرسوم المتحركة بدلاً من تحجب الشخصيات الكارتونية، بدلاً من ذلك يمكن للأطفال الصم مشاهدة الرسوم المتحركة.
وسخر مغردون بإطلاق هاشتاغ #حجاب_ختیاری_برای_انیمیشن الذي يعني حجاب اختياري للرسوم المتحركة. وقال مغرد:
Leadsoldier3@
الآن أحد أكبر مطالب الإصلاحيين في الانتخابات القادمة هو أن يكون الحجاب اختياريا لشخصيات الرسوم المتحركة!
#حجاب_ختیاری_برای_انیمیشن
وكتب آخر:
في المقابل دافع مغردون عن فتوى خامنئي. وكتب معلق:
وبالفعل فقد أنتجت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية مجموعة من أفلام الكارتون وصفت بـ”الطائفية” الموجّهة للأطفال مثل “بدونهم” و”لو نمت لصار الحرم مرتعاً للصوص” تظهر فيها الشخصيات الكارتونية النسائية تلبس الشادور. ويجبر طلبة المدارس لاسيما في المراحل الابتدائية على مشاهدة هذه الأفلام.
وتعمل السلطات الإيرانية على ربط الحجاب بقيمة الشرف في أذهان الإيرانيين، بل وتشيع أن العديد من دول العالم تحسد الإيرانيات على حجابهنّ، فضلاً عن تعمد السلطات إشاعة ثقافة الحجاب باستخدام الوسائل التقنية الحديثة، إذ تعمد إلى تعديل المشاهد في الأفلام السينمائية الغربية بإضافة “غطاء” أسود على كل امرأة تكشف عن جسدها، ولا تستثن من ذلك حتى الشخصيات الكارتونية مثلما فعلت بساقي الشخصية الكارتونية “تانكر بل” التي ظهرت في فيلم “بيتر بان” الذي أنتجه والت ديزني.
وبالنسبة إلى أولئك الذين يسيطرون على مقاليد الحكم في إيران، فإن منظر المرأة السافرة يعني لهم بداية الطريق نحو الانحلال الأخلاقي، ويعتبر بالنسبة إليهم “أفضل سلاح يمكن أن تستخدمه السلطات للسيطرة على المجتمع”.
ويذكر أن الشرطة الإيرانية تجبر النساء على ارتداء الحجاب في الشوارع، حيث تتعرض السافرات إلى الضرب والاعتقال من قبل قوات الأمن بسبب مخالفتهن قواعد الحجاب الإلزامي.
وعملية فرض الحجاب في إيران قد تمت على مرحلتين؛ الأولى كانت في نفس عام الثورة سنة 1979 عندما فرض على النساء ارتداء الحجاب عند خروجهن إلى الشوارع وفي المؤسسات الحكومية.
إيرانيات يحاولن مقاومة فرض الحجاب من خلال احتجاجات إلكترونية مناهضة للحجاب الإجباري على غرار "الأربعاء الأبيض" و"الحرية المسلوبة"
وقد قوبل القرار بالرفض، ففي الثامن من مارس سنة 1979 خرجت الآلاف من النساء إلى شوارع طهران احتجاجا على القرار وانضم إليهن رجال من جميع الأعمار والمجالات سواء من فئة الطلبة أو الأطباء أو المحامين، وأضرب كثيرون في طهران عن العمل احتجاجا على القرار.
أما المرحلة الثانية فكانت في عام 1983 عندما أقر قانون تجريم عدم ارتداء الحجاب، ووصلت العقوبة إلى الحبس مدة شهرين و74 جلدة، وقد احتجت الإيرانيات حينها بالنزول إلى الشوارع وارتدين ملابس سوداء.
وتحاول الإيرانيات مقاومة فرض الحجاب من خلال وضع غطاء لا يغطي الشعر كاملا والذي أسمته وسائل الإعلام الإيرانية الموالية للحكومة باسم “باد حجاب” أو “الحجاب السيء”، فيما تقوم أخريات باحتجاجات إلكترونية مناهضة للحجاب الإجباري على غرار “الأربعاء الأبيض” و”الحرية المسلوبة”.
وتشارك النساء ضمن الحملات الإلكترونية مقاطع فيديو وصورا لهن خلال سيرهن في الأماكن العامة من دون ارتداء غطاء للرأس، ويعبرن عن معارضتهن لارتداء الحجاب الإلزامي ويناقشن آمالهن من أجل حقوق المرأة.
يُذكر أن قضية فرض الحجاب على النساء تثير دائماً الجدل في الشارع الإيراني، حيث اعتبر 49.8 في المئة من الرجال والنساء في إيران مسألة الحجاب أمراً شخصياً لا يجب على السلطات التدخل فيه، بحسب إحصائية سابقة نشرها المركز الإيراني للدراسات الإستراتيجية.