سيطرة الإخوان على حركة الأموال تنذر بتفكك حكومة الوفاق

مراقبون: الاتهامات التي يتعرض لها السراج تباعا من حلفائه الإسلاميين تمهد لإسقاطه واستبدال حكومته بحكومة "الثوار".
السبت 2020/04/04
صراع الساسة يفاقم متاعب الليبيين

طرابلس - يتجه الصراع بين رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج وحلفائه الإسلاميين نحو المزيد من التعقيد، بعد أن انضمت قيادات في الصف الأول إلى حملة التشكيك والتخوين التي يشنها إخوان ليبيا على السراج ومستشاريه بخصوص طريقة إدارته للأزمات التي تعيشها البلاد.

واتهم رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج في بيان له محافظ مصرف ليبيا المركزي بطرابلس الصديق الكبير بالسيطرة على السياسة النقدية للبلاد وإيقاف منظومات المقاصة والتحويلات وتدخله في سياسات الدولة الاقتصادية والمالية، مطالبا باتخاذ الخطوات اللازمة التي من شأنها الشروع في خطوات وإجراءات توحید مصرف ليبيا المركزي.

ورد الكبير على السراج قائلا إن الأخير أصدر بيانا ضده بشكل فردي وأرجع إيقافه بيع النقد الأجنبي بشكل مؤقت إلى الضرورة القصوى بسبب توقف إنتاج النفط وتصديره وإقفاله للمنظومة المصرفية على مركزي بنغازي كإجراء احترازي.

عبدالرحمن الشاطر: رئيس المجلس الرئاسي يفتعل أزمة بعد أن وُجهت له انتقادات
عبدالرحمن الشاطر: رئيس المجلس الرئاسي يفتعل أزمة بعد أن وُجهت له انتقادات

ويرى البعض أنه لا يمكن فصل الاتهامات التي يتعرض لها السراج تباعا من حلفائه الإسلاميين عن حلقة التشكيك في شرعيته، تمهيدا لإسقاطه واستبدال حكومته بما أطلق عليه في وقت سابق حكومة “الثوار”، لكنّ آخرين يصنفون الانتقادات الموجهة للسراج في خانة الابتزاز لا أكثر، حيث أن الأخير يمثل ”الشرعية الدولية” التي يتبجحون بها وبالتالي من الصعب الانقلاب عليه.

ويوصف الصديق الكبير بحاكم ليبيا ذي الصلاحيات المطلقة وتحوم حوله الكثير من الاستفهامات خاصة في علاقته بالغرب والإسلاميين الذين يرفضون إقالته من المنصب الذي يتولاه منذ سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي.

ويرأس الكبير الذي يصفه العديد من الليبيين على أنه إحدى أذرع الإسلاميين، المصرف المركزي الليبي ويتمترس في المنصب رغم إقالته مرارا من قبل مجلس النواب الليبي.

وأحدث إيقاف تصدير النفط الذي كانت عائداته تصبّ في مصرف ليبيا المركزي الذي لا يتوانى في الإغداق على الميليشيات والإسلاميين، ضغطا على حكومة الوفاق، ما دفعها إلى اعتماد خطة تقشف سيتحمل الليبيون تبعاتها بالدرجة الأولى.

خالد المشري: لن نسكت عما يحدث بين السراج والصديق الكبير، ليبيا ليست لعبة
خالد المشري: لن نسكت عما يحدث بين السراج والصديق الكبير، ليبيا ليست لعبة

ويشير متابعون إلى أن صراع الساسة يفاقم احتجاجات الليبيين على أزمة السيولة المالية في البلاد، بعد أن تعطل صرف مرتبات الموظفين الحكوميين لأشهر يناير وفبراير ومارس الماضية.

وأكد رئيس بمجلس الدولة الاستشاري خالد المشري، القيادي في حزب العدالة والبناء الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، أنه لن يسكت عما يحدث بين رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج ومحافظ مصرف ليبيا المركزي الصديق الكبير.

وقال المشري في تغريدة “الساكت عن الحق شيطان أخرس، لن نسكت عما يحدث بين رئيس المجلس الرئاسي ومحافظ مصرف ليبيا المركزي، ليبيا ليست لعبة”.

واتهم عضو مجلس الدولة الاستشاري عبدالرحمن الشاطر المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق بافتعال الأزمات.

وقال الشاطر في تغريدة “الرئاسي في وقت الأزمات يخلق أو يفتعل أزمة بعد أن وُجهت له انتقادات ومطالبات مشروعة، لم يتفاعل مع الانتقادات ولا عالج المطالب”.

وأضاف ”الرئاسي توجه لتوحيد المصرف المركزي بمعنى ذهب للمستحيل ليتجاوز تطبيق الممكن بدل تبادل التهم.. لماذا لا يتبادلون الحلول؟”.

ويفاقم صراع الساسة معاناة الليبيين في شرق البلاد وجنوبها الذين لم يتمكنوا من صرف أجورهم للربع الأول من العام الجاري، فيما يهدد سكان طرابلس بموجة احتجاجات شعبية بعد اعتماد الحكومة لموازنة تقشفية.

4