سيتي يضع أسس الحاضر ويستشرف خططه للمستقبل

الفريق الإنجليزي يرصد 150 مليون إسترليني لتدعيم الفريق بالصفقات بحثا عن استعادة اللقب الذي خسره لصالح ليفربول.
الأربعاء 2020/07/15
قيادة وازنة وراء الفريق

انتعشت آمال مانشستر سيتي ليبدأ في التركيز على أهدافه الحالية ممثلة في كأس إنجلترا ودوري الأبطال دون أن يتخلى عن خططه الطموحة للموسم المقبل، وذلك برصد ميزانية هامة للمدرب الإسباني بيب غوارديولا للقيام بما يلزم بخصوص حاجة الفريق لوجوه جديدة قادرة على رفع التحدي.

لندن – يستعد مانشستر سيتي للانطلاق في مرحلة جديدة من البناء قوامها التكيف مع ما هو موجود من رصيد بشري قادر على خوض التحديات والتطلع إلى تطعيم المجموعة بوجوه جديدة قادرة على تقديم الإضافة وتحقيق حلم الفريق بالعودة إلى الأضواء في الدوري الإنجليزي الذي فقد لقبه هذا العام لصالح الغريم ليفربول.

لكن قبل ذلك ينكب الفريق الأزرق حاليا على تركيز جهوده على لقب دوري الأبطال التي يدرك أن الفوز به سيكون خير انطلاقة لموسم جديد سيبدأ قريبا.

ويذهب محللون رياضيون إلى أن كل ذلك يظل ممكنا طالما تتوفر أرضية صلبة في الفريق الذي يضم في صفوفه ألمع نجوم العالم وقادر على رفع التحدي مع نهاية هذا الموسم والانطلاق بمظهر جديد في الموسم المقبل.

وتنفّس النادي الإنجليزي الصعداء مع بداية هذا الأسبوع بعد إلغاء عقوبة الاستبعاد عن المشاركة في مسابقات الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “يويفا” في الموسمين المقبلين بعد فوزه بالاستئناف الذي تقدم به أمام محكمة التحكيم الرياضي “كاس”، ما سيفتح المجال أمامه للتفكير في خططه المستقبلية على أرض الملعب وخارجه.

وأعلنت “كاس” الاثنين إلغاء العقوبة التي فرضها يويفا على بطل إنجلترا في الموسمين الماضيين بحرمانه المشاركة القارية لموسمين لمخالفته قواعد اللعب المالي النظيف، وخفّضت الغرامة التي كانت مفروضة عليه من 30 مليون يورو إلى 10 ملايين.

مهمة البناء

التجديد لغوارديولا من أهم الأمور التي تشغل بال إدارة سيتي
التجديد لغوارديولا من أهم الأمور التي تشغل بال إدارة سيتي

سينصرف سيتي، الذي ضمن التأهل إلى الموسم المقبل من دوري الأبطال كونه سينهي هذا الموسم في المركز الثاني في ترتيب الدوري الممتاز، إلى التركيز على استئناف الموسم الحالي من المسابقة القارية في أغسطس المقبل، مدركا أنها لن تكون الفرصة الأخيرة للمدرب الإسباني بيب غوارديولا ونجوم تشكيلته لتحقيق لقب قاري أول في تاريخ النادي.

وسيبدأ أيضا التحضيرات لاستعادة اللقب الذي خسره لصالح ليفربول لاسيما وأنه بات مرتاحا أكثر للتصرف في سوق الانتقالات.

ولا شك أن طريق الفريق لن يكون مفروشا بالورود لتحقيق كل هذه التطلعات، وقد كشف الموسم الحالي رغم توقف اللعب بسبب أزمة كورونا، الوضع الذي

أصبحت عليه بعض الأندية في إنجلترا وأوروبا عموما. لكنّ الفريق السماوي عازم على خوض كل هذه التحديات برفقة مدرب قدير ممثلا في غوارديولا.

ولا تزال الكأس ذات الأذنين الكبيرتين أبرز ما يغيب عن خزائن سيتي.

وعلى الرغم من فشله في قيادة بايرن ميونخ إلى اللقب القاري خلال ثلاث سنوات في ألمانيا، كان وصول غوارديولا (49 عاما) إلى ملعب الاتحاد عام 2016 جزءا من مخطط سيتي للفوز باللقب القاري الأسمى.

وبنى الإسباني أحد أفضل الفرق في تاريخ الكرة الإنجليزية بتحقيقه لقب البريميرليغ في مناسبتين بأعلى رصيد من النقاط (100 نقطة موسم 2017-2018 و98 موسم 2018-2019)، إضافة إلى لقب كأس الاتحاد الإنجليزي في مناسبة واحدة، وثلاثة ألقاب في كأس الرابطة. وقاد غوارديولا سيتي في الموسم الماضي إلى ثلاثية محلية غير مسبوقة.

لكن في دوري الأبطال، لم يتجاوز سيتي الدور ربع النهائي في أول ثلاثة مواسم تحت إشراف غوارديولا، مع أن الأخير يعتقد أن هذه المرة ستكون مختلفة عندما تستأنف منافسات المسابقة في أغسطس المقبل.

تحضيرات لاستعادة اللقب
تحضيرات لاستعادة اللقب

ومنذ استئناف الدوري الإنجليزي نشاطه الشهر الماضي، يقدم “السيتيزين” مستويات لافتة، إذ سجل لاعبوه 4 أهداف على الأقل في أربع من مبارياتهم الست التي خاضوها، بما فيها فوز برباعية نظيفة على حساب ليفربول المتوج باللقب.

وقال المدرب السابق لبرشلونة قبل الفوز بخماسية نظيفة على برايتون السبت الماضي “أشعر بالدافع وأعتقد أن الفريق حاضر. لدي شعور أنه بالنسبة للاعبيّ في النادي.. الأسابيع الأربعة المقبلة ستشكل فترة لن تتكرر. أعتقد أن الأندية الكبرى لا تفوّت هذه الفرص”.

لكن طريق سيتي لن يكون سهلا نحو اللقب القاري، إذ عليه بداية تخطي عقبة ريال مدريد الإسباني “ملك” المسابقة عندما يلتقيان في إياب الدور ثمن النهائي في ملعب الاتحاد (فاز سيتي ذهابا في مدريد 2-1).

وفي حال بلوغه ربع النهائي، سيصطدم سيتي إما بيوفنتوس بطل إيطاليا في المواسم الثمانية الماضية أو ليون الفرنسي، قبل مواجهة محتملة في نصف النهائي مع برشلونة الإسباني أو بايرن المتوج هذا الموسم بطلا لألمانيا للعام الثامن تواليا.

وجاء الفوز برباعية على ليفربول بعدما ضمن الفريق الأحمر لقبه الأول في الدوري المحلي منذ 30 عاما، قبل 7 مراحل من نهاية الموسم. وعلى الرغم من ذلك، لا يزال النادي الشمالي يبتعد في المركز الثاني بفارق 21 نقطة خلف بطل أوروبا، ما يؤشر إلى حاجة لتعزيز صفوفه لاسيما خط الدفاع.

وكشف تقرير صحافي إنجليزي الثلاثاء عن رصد إدارة مانشستر سيتي مبلغ 150 مليون إسترليني لتدعيم الفريق بالصفقات هذا الصيف.

وبحسب صحيفة الغارديان الإنجليزية، فإن غوارديولا يسعى إلى استغلال الـ150 مليون إسترليني لتدعيم فريقه حيث ستكون الأولوية لضم قلب دفاع وظهير أيسر وربما ضم مهاجم جديد تحسبا لرحيل الأرجنتيني سيرجيو أغويرو الصيف المقبل.

وقالت الصحيفة “ديفيد ألابا نجم بايرن ميونخ هو هدف غوارديولا الرئيس، لأنه يُجيد اللعب كقلب دفاع وظهير بجانب كاليدو كوليبالي، مدافع نابولي”.

كما سيحافظ الفريق على العديد من نجومه الذي كانوا يُفكرون في الرحيل حال تأكدت العقوبة، وعلى رأسهم البلجيكي كيفين دي بروين، والذي سيبقى حتى نهاية عقده على أقل تقدير في صيف 2023.

دفعة معنوية

يتوقع أن يكون الأمر أسهل الآن مع الدفعة المعنوية التي منحته إياها “كاس”، ما سيمكن الفريق السماوي من جذب أسماء كبيرة وتحفير لاعبين آخرين كرحيم سترلينغ والبلجيكي كيفين دي بروين على البقاء.

ويبدو مركز قلب الدفاع الحلقة الأضعف في سيتي، خصوصا بعدما فشل بتعويض غياب المدافع الفرنسي إيميريك لابورت الذي تعرض لقطع في أربطة الركبة في أغسطس الماضي أبعده أشهرا عن الملاعب ورحيل المدافع والقائد السابق البلجيكي فنسان كومباني.

ومع رحيل الرمز الإسباني دافيد سيلفا مع نهاية الموسم الحالي بعد 11 عاما في ملعب الاتحاد، يبدو الشاب الإنجليزي الموهوب فيل فودن (20 عاما) جاهزا لملء مكانه.

وبعيدا عن اللاعبين يظل التجديد لغوارديولا من أهم الأمور التي تشغل بال إدارة سيتي، رغم تأكيد الإسباني في العديد من المناسبات أن وجوده في الفريق مبني على فكرة المشروع أكثر من كونه مدربا.

وينتهي عقد غوارديولا مع سيتي مع نهاية موسم 2020-2021. وفي حال استمراره إلى الموعد المذكور وخوضه موسما خامسا، ستكون تلك أطول فترة أمضاها على رأس الجهاز الفني لنادٍ واحد، بعد أربعة أعوام مع برشلونة، وثلاثة مع بايرن فصل بينهما عام من الراحة. ويرتبط نجاح سيتي أيضا بهيكلية النادي خلف الكواليس، إذ يعتبر المدير التنفيذي الإسباني فيران سوريانو ومواطنه مدير كرة القدم تسيكي بيجيريستاين مسؤولين عن استراتيجية التوظيف.

وتم التعاقد مع المسؤولين اللذين عملا سابقا مع غوارديولا في برشلونة في عام 2012 بهدف جذب بيب إلى مانشستر.

23