سوري يهزمه المرض بعد أن تحداه بالإبداع

دمشق - ليس من بيت في سوريا إلا ويعرف الشاب علاءالدين الزيبق، الذي ولد مصابا بمرض متلازمة داون، الأمر الذي وضعه مجتمعيا في وصف ذوي الاحتياجات الخاصة، كون هذا المرض يعطل جزءا حيويا من القدرات الذهنية للمصاب. لكن الإرادة والتصميم عند أهل علاء أولا وعنده ثانيا، جعلا منه ليس إنسانا طبيعيا فحسب، بل ومبدعا أيضا، تقدم على كل أقرانه.
اهتم علاء منذ طفولته بالرياضة، وما إن وجد أهله عنده ميلا لذلك، حتى اهتموا بهذا الجانب تماما، فتدرب على رياضة رمي الكرة الحديدية، وحقق فيها إنجازات، كان أهمها الميدالية الذهبية في دورة دولية بالمملكة المغربية، ثم ترك هذه الرياضة ليتجه نحو السباحة، ليحقق فيها الكثير من الجوائز الهامة على الصعيد السوري، والعربي وحتى العالمي.
بلغ رصيد الزيبق من الجوائز الرياضية العشرات، منها الميدالية الذهبية في دورة المغرب عام 2000 في رمي الكرة الحديدية والميدالية الفضية في البطولة الإقليمية الثانية في المغرب عام 2000 في 100 متر جري والميدالية الفضية في البطولة الإقليمية الثالثة في لبنان عام 2002 في 50 مترا سباحة حرة.
كما تحصل على المركز الرابع في البطولة الإقليمية الرابعة في تونس عام 2004 في 50 مترا سباحة حرة والميدالية الفضية في البطولة الإقليمية الرابعة في تونس 2004 في 50 ضرب 4 تتابع حرة والميدالية البرونزية في البطولة الإقليمية الخامسة في دبي 2006 في 100 متر صدر والميدالية البرونزية في البطولة الإقليمية الخامسة في دبي 2006 في 50 مترا حرة والميدالية الذهبية في البطولة الإقليمية السادسة في أبوظبي 2008 في 50 ضرب 4 تتابع حرة والميدالية البرونزية في البطولة الإقليمية السادسة في أبوظبي 2008 في 50 مترا حرة والميدالية الذهبية في البطولة الإقليمية السادسة في أبوظبي 2008 في 50 مترا فراشة.
ولم يكتف علاء بهذه الإنجازات، بل ذهب إلى أبعد من ذلك، فكان له اهتمام خاص بفن الرسم الذي كان يقوم فيه بمزج خاص للألوان، وكان يميل للتصوير الضوئي الذي قدم فيه مجهودات كبيرة، وكان عضوا في نادي الكاميرا الذهبية، وقد شارك في إحدى فعاليات وزارة الثقافة السورية.
الزيبق هو مثال للشاب الذي تحدى المرض، وجعل من نفسه نموذجا لشاب يمتلك كل الطاقة ليكون عضوا كاملا في الحياة
وحاز عن لقطة لدمشق القديمة على الجائزة الأولى. ولعل ظهوره الاجتماعي والفني الأقوى، كان في مسلسل وراء الشمس، الذي عرض عام 2010 وتعرض فيه عبر نص لمحمد العاص وإخراج سمير حسين وإنتاج هاني العشي، لمعالجة موضوع الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، وطريقة تعامل المجتمع معهم.
وبعد جلسات استمرت شهورا، ومقابلة المئات من الأشخاص، تم اللقاء مع علاء، الذي كان يحب مسلسل باب الحارة وأعمال البيئة الشامية عموما، وأدى علاء مشهدا أمام المخرج الذي قبل فورا العمل معه، وفي موقع التصوير كان الجهد استثنائيا، فالكل كان حريصا على أن يساعد علاء في تقديم دوره دون إشعاره بوضعه الخاص، وهذا ما تطلب كما يقول سمير حسين مخرج العمل “الكثير من الجهد والتعب والصبر”. لكن علاء كان على قدر المسؤولية، وأدى العمل على خير وجه، خاصة في المشاهد التي جمعته مع الفنانة نادين.
لعب علاء دوره الفني الأهم وليس الوحيد، كونه ظهر في مشاهد من مسلسل الفصول الأربعة سابقا، بحرفية عالية، وكان نجما فنيا احتفت به كل المواقع المعنية في سوريا، وأضاف لنجوميته الرياضية نجومية فنية، جعلته شخصية عامة في طرقات دمشق، وضيفا على المحطات الإعلامية والصحافية.
مجددا يعود علاءالدين الزيبق ليكون محل الإعلام والاهتمام، ولكن هذه المرة بسبب رحيله عن ثلاثين عاما بسبب حالته الصحية الخاصة.
الزيبق، في المجتمع السوري، هو مثال للشاب الذي تحدى المرض، وجعل من نفسه نموذجا لشاب يمتلك كل الطاقة ليكون عضوا كاملا في الحياة.
في العام 2010 وفي لقاء تلفزيوني بعد عرض مسلسل وراء الشمس، وجه علاءالدين الزيبق رسالة لكل الناس حينها حيث قال “أيها الناس، انظروا إلينا بشكل صحيح فنحن مثلكم”.