سوريا ترفع أسعار المحروقات وسط أزمة شحّ حادة

الحكومة تحاول تخفيف الأعباء بخفض ضريبة الدخل على الطبقات الهشة.
الخميس 2020/10/22
فرصة لركوب الدراجة

أجبرت العقوبات الأميركية سوريا على رفع أسعار المحروقات نظرا لتبعات انسداد منافذ الاستيراد أمام دمشق وشحّ المشتقات النفطية في ظل دمار اقتصادي زادته العقوبات الأميركية مما خلّف آثارا اجتماعية وخيمة أرهقت الطبقات الهشة. وهذا ما دفع نظام الأسد إلى محاولة امتصاص أعباء أصحاب الدخول الضعيفة بإقرار خفض في الضريبة على الدخل.

دمشق – رفعت الحكومة السورية أسعار البنزين المدعوم والمازوت المشغلّ للمصانع والمعامل، وسط تفاقم أزمة شحّ المحروقات وانهيار اقتصادي متسارع يضرب البلاد، مبررة خطوتها بالعقوبات الأميركية المفروضة عليها.

وتزامن رفع الأسعار مع إصدار الرئيس بشار الأسد الأربعاء مرسومين تشريعيين، يتضمّن الأول منحة مالية للموظفين المدنيين والعسكريين، ويعدّل الثاني الحد الأدنى من الرواتب المعفى من الضريبة، فيما يرزح أكثر من 80 في المئة من السوريين تحت خط الفقر وفق الأمم المتحدة.

وفي هذا السياق أوضح مكتب الرئيس السوري بشار الأسد أنه تحرك لإعفاء المزيد من أصحاب الدخول المنخفضة من ضريبة الدخل فيما يرزح الاقتصاد تحت وطأة عقوبات أميركية وحرب تدور رحاها منذ نحو عشرة أعوام.

ويوسع المرسوم، وهو أول تعديل قانوني في سنوات، شريحة العاملين منخفضي الدخل المعفيين من الضريبة لتشمل من يصل دخلهم إلى 50 ألف ليرة (40 دولارا) أو أقل شهريا، ارتفاعا من 15 ألفا. وقالت الرئاسة إنها تعدل شرائح ضريبية أخرى لتخفيف العبء الضريبي عن محدودي الدخل.

وعانى السوريون من ارتفاع حاد للأسعار في الأشهر الأخيرة نتيجة انهيار العملة مما أدى لصعود معدل التضخم وتفاقم المعاناة. وتضرر الاقتصاد نتيجة الأزمة المالية في لبنان المجاورة ليمنع مصدرا مهما للدولار.

450 ليرة سعر لتر البنزين المدعوم مرتفعا من 250 ليرة بفعل تبعات قانون قيصر

وفي قرار منفصل، قالت الرئاسة إن الأسد سيقدم منحة لمرة واحدة لجميع العاملين في مؤسسات الدولة ومن بينها الجيش بقيمة 50 ألف ليرة. وسيحصل أرباب معاشات التقاعد على 40 ألف ليرة.

وارتفع سعر لتر البنزين المدعوم من 250 إلى 450 ليرة، والمازوت الصناعي من 296 إلى 650 ليرة، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية “سانا” مساء الثلاثاء. ويبلغ سعر الصرف الرسمي 1250 ليرة مقابل الدولار، ونحو 2200 ليرة في السوق الموازي.

وردّت وزارة التجارة وحماية المستهلك، قرار رفع الأسعار إلى “التكاليف الكبيرة التي تتحملها الحكومة لتأمين المشتقات النفطية وارتفاع أجور الشحن والنقل في ظل الحصار الجائر الذي تفرضه الإدارة الأميركية على سوريا وشعبها”.

وتشهد مناطق سيطرة الحكومة منذ سنوات أزمة محروقات حادة وساعات تقنين طويلة، بسبب عدم توفر الفيول والغاز اللازمين لتشغيل محطات التوليد، ما دفعها إلى اتخاذ سلسلة إجراءات تقشفية.

وتحول العقوبات الاقتصادية المفروضة دون وصول باخرات النفط بانتظام. وفاقم قانون العقوبات الأميركي قيصر الذي دخل حيّز التنفيذ في يونيو من الصعوبات التي يواجهها الاقتصاد المنهك أساساً.

كما فاقمت العقوبات الأميركية على طهران، أبرز داعمي دمشق، أزمة المحروقات في سوريا التي تعتمد على خط ائتماني يربطها بإيران لتأمينها. ويتوقع محللون اقتصاديون “زيادة حتمية” في الأسعار والمواد الأولية المرتبطة بالمشتقات النفطية.

الفايروس يفاقم معاناة السوريين
الفايروس يفاقم معاناة السوريين

ومنذ بدء النزاع عام 2011، مُني قطاع النفط والغاز بخسائر كبرى تقدّر بأكثر من 74 مليار دولار جراء المعارك وتراجع الانتاج مع فقدان الحكومة السيطرة على حقول كبرى فضلاً عن العقوبات الاقتصادية.

ويفاقم رفع الأسعار معاناة السوريين الذين ينتظرون في طوابير طويلة للحصول على البنزين المدعوم ويشكون من الغلاء وارتفاع الأسعار المتواصل.

وكتبت غيداء على موقع فيسبوك “كل شيء سيرتفع سعره متأثراً بارتفاع المحروقات أنا لستُ موظفة حكومية كيف سأستفيد من المنحة؟ وهل هناك من سيلزم شركات القطاع الخاص بها؟”.

وينصّ أحد المرسومين اللذين أصدرهما الأسد على صرف منحة لمرة واحد بمبلغ مقطوع قدره 50 ألف ليرة سورية (نحو 23 دولارا بحسب السوق الموازي)، على أن تُعفى من ضريبة الدخل أو أي اقتطاع، وفق ما أوردت رئاسة الجمهورية على منصّاتها الرسمية.

ويتضمن المرسوم الثاني تعديل “الحد الأدنى المعفى من الضريبة على دخل الرواتب والأجور ليصبح 50 ألف ليرة سورية بدلاً من 15 ألفاً”.

10