سلسلة بشرية توحّد اللبنانيين ضد الطائفية

بيروت - نجح عشرات الآلاف من اللبنانيين الأحد في تشكيل سلسلة بشرية تمتد من شمال البلاد إلى جنوبها في إطار الحراك الشعبي المناهض للطبقة السياسية الحاكمة والذي لم يتوقف منذ 11 يوماً، في خطوة ترمز إلى الوحدة الوطنية التي تكرّست خلال التظاهرات العابرة للطوائف والمناطق.
وبدأ الآلاف من الأشخاص منذ الصباح الانتشار على الطرق لهذه الغاية، ممسكين بأيادي بعضهم البعض، لينجحوا أخيراً بتغطية مسافة تمتد على 170 كيلومتراً من صور جنوباً إلى طرابلس شمالاً، مروراً بساحة الشهداء في وسط بيروت.
وقالت جولي تيغو بوناصيف التي شاركت في التنظيم “يمكنني أن أؤكد أن تشكيل السلسلة البشرية قد تمّ بنجاح”.
ويتسم الحراك بالسلمية، إلا أن الأيام الأخيرة شهدت توترات بين قوات الأمن والمتظاهرين الذين يقطعون طرقا رئيسية في العاصمة وخارجها، في محاولة منهم لتكثيف الضغط على السلطة لتنفيذ مطلبهم باستقالة الحكومة أولا. وباءت محاولات الجيش فتح الطرق بالفشل.
وحصلت توترات كذلك بين متظاهرين ومجموعات من حزب الله ومن التيار الوطني الحر، حيث يسعى الطرفان المهيمنان على المشهد السياسي إلى احتواء الحراك. وأعلن الأمين العام لحزب الله الذي يمتلك مع عون وحلفائهما الأغلبية الحكومية، رفضه استقالة الحكومة والرئيس وإجراء انتخابات نيابية مبكرة، كما يطالب المحتجون، متذرعا بخشيته من “الفوضى” و”الفراغ”.
ويلتقي رئيس الحكومة سعد الحريري لأسباب مختلفة مع حزب الله في رفض الاستقالة. وأعلن الحريري ورقة إصلاحات اقتصادية قبل نحو أسبوع في محاولة لامتصاص غضب الشارع، ودعا عون الى إعادة النظر بالواقع الحكومي، لكن المتظاهرين يعتبرون أن كل هذه الطروحات جاءت متأخرة ولا تلبي طموحاتهم. وهم مصرّون على مواصلة ما يسمونه “ثورة”.
وتجمع المشاركون في مبادرة السلسة البشرية على طول الطرق السريعة من الشمال إلى الجنوب، ووصلوا إليها سيراً على الأقدام، وبعضهم على الدراجات.
وقالت جولي تيغو بوناصيف إن “الفكرة خلف هذه السلسلة البشرية هي أن نظهر أن لبنان من شماله إلى جنوبه يرفض الطائفية”. وأكدت “نريد تعزيز شعور الوحدة الوطنية الذي بدأ يظهر في لبنان خلال الأيام العشرة الماضية”.
وعلى واجهة بيروت البحرية، أمسك رجال ونساء وأطفال أيادي بعضهم البعض، وحمل بعضهم الأعلام اللبنانية مرددين النشيد الوطني.
ومن منطقة زيتونة باي في بيروت، قالت منظمة أخرى للحدث قدمّت نفسها باسم بنت بيروت “الفكرة خلف هذا النشاط هي أن نظهر أننا موحدون من شمال لبنان إلى جنوبه”، مضيفةً “نحن شعب واحد ونحب بعضنا البعض”.
وفي مدينة صور الجنوبية، وقف متظاهرون على طرفي علمٍ لبناني أمسكوه بأياديهم، وفق صور نقلها الإعلام المحلي.
وتميزت التظاهرات في لبنان بشمولها مختلف الأراضي اللبنانية ومختلف الطوائف في بلد صغير يقوم على المحاصصة الطائفية ويشهد انقسامات كبيرة بين سياسييه على خلفية الانتماءات الحزبية والدينية.