"سكيزوفرينيا".. رواية تمزج العلم بالأدب

رواية "سكيزوفرينيا" للجزائرية أمينة لعرابة تتناول تجارب حقيقية لمرضى الفصام.
الخميس 2020/07/02
ضياع الفرد بين المجموعة (لوحة إدوارد شهده)

الجزائر – تحاول الكاتبة الجزائرية أمينة لعرابة توظيف معارفها في العلوم الطبيّة لتأثيث أحداث روايتها “سكيزوفرينيا” التي تمزج بين الطابع العلمي والأسلوب الأدبي.

وتجري وقائع الرواية، الصادرة عن دار المثقف للنشر والتوزيع بالجزائر، في فضاءات المدينة تارة، وأجواء الريف تارة أخرى. أمّا زمانيّاً، فتُغطّي الأحداث مدة 20 سنة؛ إذ تبدأ مع مطلع الألفية الثالثة وتنتهي سنة 2020.

وتؤكد لعرابة أنّ هذا العمل السردي، وهو الأول لها، يتّخذ من مرض الفصام محورا أساسيّا تدور حوله الحكاية الرئيسيّة.

الرواية تثيرُ إلى جانب مسألة الأمراض النفسية والتعامل معها أسئلة حول المعتقدات الاجتماعية الخاطئة وتراجع الأخلاق
الرواية تثيرُ إلى جانب مسألة الأمراض النفسية والتعامل معها أسئلة حول المعتقدات الاجتماعية الخاطئة وتراجع الأخلاق

وتعمد الكاتبة إلى المزج بين الخيال والعلم لكسب القارئ، وذلك قصد التعريف بهذا المرض مستندة في ذلك إلى دروس الطب النفسي، وما توصّل إليه البحث العلمي عالميا، إضافة إلى البرامج التوعوية التي تتناول تجارب واقعية حقيقية لمرضى الفصام.

وتتطرّق الرواية التي تتألف من 200 صفحة، إلى تأثير المرض على أسلوب التفكير والسلوك لأحد الشباب، مع الإشارة إلى لامبالاة المحيطين به، وهو الأمر الذي زاد الوضع تعقيدا وجعل معاناة البطل تتضاعف.

ومع تطوُّرات الأحداث، يُصاب البطل، فضلا عن مرض الفصام، بأمراض عقلية أخرى، على غرار “عقدة أوثيلو” و”مرض القلق”، وهو ما تحكيه الكاتبة سواء في قالب عابر أو تفصيلي.

وتثيرُ الرواية، إلى جانب مسألة الأمراض العقلية النفسانية والتعامل معها، أسئلة حول المعتقدات الاجتماعية الخاطئة، وتراجع المنظومة الأخلاقية. وهي تنبّه إلى ضرورة الاهتمام بالمرضى ومساعدتهم على العلاج.

وتستخدم الروائية التي تدرس بكلية الطب بجامعة عنابة، أمثلة شعبية أُدرجتْ باللُّغة الدارجة، وكذا أسماء لأكلات تقليدية لا تغادر مائدة الأسرة الجزائرية.

15