سكان غزة يميلون للتصويت لفتح بعد مرارة حكم حماس

رام الله – خلص استطلاع للرأي إلى أن النسبة الأكبر من الفلسطينيين سيصوتون في الانتخابات التشريعية لصالح حركة فتح، وجاءت غالبية الأصوات من قطاع غزة الذي تديره حركة حماس بواقع 28.7 في المئة و23.1 في الضفة الغربية.
وأشارت نتائج الاستطلاع الذي أجراه مركز القدس للإعلام والاتصال بالتعاون مع مؤسسة فريديريش إيبرت الألمانية إلى منح 25.3 في المئة من المستطلعة آراؤهم أصواتهم لقائمة حركة فتح برئاسة القيادي محمود العالول.
وجاءت قائمة “الحرية” التي تشكلت في إطار تحالف بين القيادي الأسير مروان البرغوثي والقيادي المفصول من حركة فتح ناصر القدوة في المركز الثاني بنسبة 13 في المئة، في حين قال 8.2 في المئة إنهم سيصوتون لقائمة “القدس موعدنا” التابعة لحركة حماس.
ويشكل سبر الآراء الأخير مفاجأة بالنسبة إلى الكثيرين، لاسيما في ظل حالة التشرذم التي تدخل بها فتح الاستحقاقات الانتخابية، لكن مراقبين يرون أن الأمر متوقعا خاصة أن الفلسطينيين لا يريدون المغامرة بدعم حركة حماس لعدة اعتبارات من بينها فشل تجربة حكمها في قطاع غزة، فضلا عن خشيتهم من تداعيات فوز الحركة الإسلامية على الموقف الدولي من القضية الفلسطينية.
وفرضت حماس سيطرتها على قطاع غزة بقوة السلاح في العام 2007 بعد صدامات مع غريمتها فتح. وازداد وضع القطاع سوءا خلال سنوات حكم الحركة نتيجة الحصار الخانق وثلاث جولات حروب مع إسرائيل.
ويعاني سكان القطاع من أوضاع اقتصادية جد صعبة في وقت تحسنت الأوضاع المالية لقيادات حماس وعائلاتهم، وبدت عليهم مظاهر الثراء، ما أثر كثيرا على مصداقية الحركة.
ويرى مراقبون أن قطاعا عريضا من سكان غزة يفضلون التصويت لحركة فتح أو القائمات القريبة منها أو المنشقة عنها في رفض لتكرار تجربة حكم حماس المريرة.
وتجري الانتخابات التشريعية الفلسطينيةالأولى منذ 15 عاما في 22 مايو المقبل على أن تعقد الانتخابات الرئاسية في 31 يوليو.

ووفق سبر الآراء فإن التصويت في الرئاسية يتجه لصالح القيادي المعتقل مروان البرغوثي على حساب الرئيس محمود عباس، وهذا أمر متوقع بالنظر للشعبية الكبيرة التي يحظى بها البرغوثي.
وحصل البرغوثي على 33.5 في المئة من الأصوات مقابل 24.5 في المئة لعباس الذي لم يؤكد بعد ترشحه للرئاسة. واختار 10.5 في المئة فقط رئيس حركة حماس الإسلامية إسماعيل هنية.
ويقضي البرغوثي خمسة أحكام بالسجن مدى الحياة لدوره المزعوم في العديد من الاعتداءات ضد إسرائيل خلال الانتفاضة الثانية (2000 – 2005).
وسيفتح باب الترشيح للانتخابات الرئاسية في 6 يونيو.
البرغوثي حصل على 33.5 في المئة من الأصوات مقابل 24.5 في المئة لعباس الذي لم يؤكد بعد ترشحه للرئاسة
وشارك في الاستطلاع الذي أجري في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية وفي قطاع غزة ما بين الثالث والثالث عشر من الشهر الجاري، 1200 شخص.
وبحسب الاستطلاع فإن الإقبال على المشاركة في الانتخابات التشريعية سيكون عاليا، إذ شدد عليه 74.2 في المئة مقابل 25.8 قالوا إن مشاركتهم غير محتملة.
في المقابل عبرت نسبة كبيرة من المستطلعين والبالغة 44.4 في المئة عن قناعتها بتأجيل الانتخابات، على ضوء مماطلة إسرائيل في إبداء موقفها من إجرائها في القدس.
وأكدت الرئاسة الفلسطينية الأربعاء التزامها بإجراء الانتخابات وفق المراسيم الرئاسية والمواعيد المحددة، رغم تجاهل إسرائيل طلبهم بشأن القدس.
وقال نبيل أبوردينة الناطق باسم الرئاسة لإذاعة صوت فلسطين (رسمية) إنه “لن يتم تغيير أو تعطيل أي شيء يتعارض مع المصلحة الفلسطينية كون هذه الانتخابات مطلبا فلسطينيا”.
وشدد “الانتخابات ستجري في موعدها، والجهود مستمرة مع كافة الأطراف ومنها الاتحاد الأوروبي الذي يحاول بذل كل جهد ممكن (لإجرائها)”.
وكانت قيادات فلسطينية على غرار نبيل شعث الممثل الخاص للرئيس الفلسطيني لمحت إلى أنه من الوارد جدا تأجيل الانتخابات في حال رفضت إسرائيل إجراءها في القدس الشرقية.