سكان غزة يستقبلون عيد الأضحى بقلوب مثخنة بجراح حرب مايو

الفلسطينيون الذين فقدوا أحبة في حرب مايو يحاولون التعالي عن آلامهم والتعامل بما أمكن مع الواقع الصعب مع اقتراب عيد الأضحى.
الاثنين 2021/07/19
أمل في محيط من الظلمة

غزة- يستقبل سكان قطاع غزة عيد الأضحى هذا العام بقلوب مثخنة بجراح الحرب الأخيرة التي لم تندمل بعد في ظل خسارة العديد منهم لذويهم، وتعثر جهود إعادة الإعمار نتيجة لعبة شد الحبال المستمرة بين حركة حماس التي تسيطر على الجيب الصغير المحاصر وإسرائيل.

وتفجرت في العاشر من مايو الماضي موجة عنف هي الأشد منذ العام 2014 بين حركة حماس وإسرائيل واستمرت لـ21 يوما قبل أن تنجح مصر في التوصل إلى تهدئة تبدو معرضة في أي لحظة للانهيار.

ولا يرى الفلسطينيون الذين فقدوا أحبة في الحرب سببا يذكر للاحتفال بعيد الأضحى الذي يحل الثلاثاء القادم، ولكنهم يحاولون التعالي عن آلامهم، والتعامل بما أمكن مع الواقع الصعب.

واشترى محمود عيسى المدرس المتقاعد البالغ من العمر 73 عاما ملابس جديدة لأحفاده، بمناسبة العيد، واصطحبهم إلى مزرعة لاختيار أضحية هذا العام. لكنه في حالة حداد على ابنته منار (39 عاما) وابنتها لينا (13 عاما) اللتين يقول إنهما قتلتا بصاروخ إسرائيلي دمر بيتهما في مخيم البريج يوم 13 مايو. ونجا من القصف زوج منار وثلاثة أطفال آخرين.

وقال عيسى وهو يجلس بجوار صورة جدارية كبيرة لمنار “نحن كبار لازال الألم يسكننا لكن من واجبنا أن نخرج الأطفال من هذا الجو ونجعلهم يعيشون جو العيد حتى ينسوا ما أصابهم من ألم كفقدان والدتهم وفقدان شقيقتهم الكبرى”.

وتقول حركة حماس إن نحو 2200 منزل دمرت وأصيب 37 ألف منزل بأضرار متفاوتة جراء القصف الإسرائيلي خلال الحرب الأخيرة.

وسقط أكثر من 250 فلسطينيا قتلى في المئات من الغارات الجوية التي شنتها إسرائيل على غزة ردا على إطلاق حماس صواريخ على إسرائيل التي بادرت هذه المرة للمعركة بداعي نصرة المسجد الأقصى، مع أنّ الكثيرين يتشككون في الأمر معتبرين أن اندفاعة الحركة كانت مرتبطة بحسابات سياسية خاصة بها، وأن المواطن الغزي هو من يدفع اليوم ثمن هذه الاندفاعة نفسيا واقتصاديا.

ضعف المبيعات قبل العيد
ضعف المبيعات قبل العيد

وفي أسواق الماشية في غزة تحدث مربون ومزارعون عن ضعف المبيعات قبل العيد. وفي أحد الأسواق بمدينة خان يونس قام بعض الزبائن بتحميل ما اشتروه من أضاحي على عربات تجرها الحمير لنقلها إلى منازلهم، فيما اكتفى آخرون بالمشاهدة.

وقال التاجر أبوسليم عطوة “السوق ضعيف هذا العام، الإقبال ضعيف على المواشي بسبب الحصار والحرب وكورونا، كل الظروف كانت صعبة” مشيرا إلى القيود الصارمة التي تفرضها إسرائيل ومصر على الحدود استنادا لدواع أمنية. وأضاف “إن شاء الله تثبت التهدئة.. التهدئة من صالح الجميع”.

وتجد مصر صعوبة في التوصل إلى اتفاق لتهدئة طويلة في ظل الشروط والشروط المضادة بين حماس وإسرائيل، ولا تبدو الحكومة الجديدة في تل أبيب بقيادة اليميني نفتالي بينيت في وارد تقديم أي تنازل يمكن أن تستثمره حماس.

وقد ربطت حكومة بينيت مؤخرا السماح بإعادة الإعمار بحل قضية الأسرى لدى حركة حماس الإسلامية، كما رفضت بشدة أن تشرف حماس على ملف المساعدات الإنسانية الدولية.

وفي كشك للبيع بأحد شوارع حي الرمال الذي يموج بالحركة في غزة يتحسر محمد القصاص على الدمار الذي لحق بمحل الأحذية الذي يملكه خلال القتال بعد أن أصبح يبيع ما استطاع انتشاله من أحذية من وسط الركام.

ويخشى القصاص (23 عاما) كما غيره من الغزيين ألا تصمد الهدنة التي تم التوصل إليها بوساطة مصرية والتي أنهت أخطر اشتباكات منذ سنوات بين حماس وباقي الفصائل في غزة وإسرائيل. وقال “حرب جديدة راح تكون مصيبة”.

2