سعيد بن سلطان البوسعيدي لـ"العرب": نحتاج نظرة جديدة لدور الثقافة

سلطنة عمان تسعى إلى رفع مستوى التبادل الثقافي مع مختلف الدول انطلاقا من مبدأ تعزيز تنوع التعبير الثقافي.
الاثنين 2025/01/27
نسعى إلى خلق مشهد ثقافي متكامل

يشكل تفاعل وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب سعيد بن سلطان البوسعيدي مع الإستراتيجية الثقافية العمانية التي تأتي في إطار رؤية سلطنة عمان 2021 – 2040، تفاعلا قويا ومتميزا إذ يتابع بالحضور مختلف الفعاليات الثقافية والإبداعية والفنية، سواء ملتقيات ومؤتمرات ثقافية أو مهرجانات فنية وتراثية تقام داخليا وخارجيا، وقد شارك أخيرا في افتتاح معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56.

يتحدث البوسعيدي لـ”العرب” مؤكدا على أهمية المشاركات الدولية للثقافة العمانية، ومشيرًا إلى دورها الحيوي في تعزيز التفاهم المتبادل وتبادل الرؤى والأفكار في مختلف مجالات الثقافة والفنون والإبداع. ويوضح أن هذه المشاركات تسهم في تحقيق السياسات والإستراتيجيات الثقافية التي تدعم الحراك الثقافي العماني والعربي.

ويضيف “في مثل هذه الفعاليات يلتقي المبدعون والمفكرون والمؤرخون العمانيون بنظرائهم من المصريين والعرب، فضلًا عن الجمهور المصري الذي تربطه بالشعب العماني علاقات تاريخية متينة قائمة على الاحترام والمحبة.” كما يشير إلى أن مصر كانت ولا تزال قبلة للمبدعين والمثقفين العمانيين، تمامًا كما كانت عمان محطة ملهمة للمثقفين المصريين، حيث لا يمكن إحصاء الأعمال والمؤلفات التي تناولت التاريخ والتراث والثقافة العمانية على يد أكاديميين وكتّاب مصريين.

◙ المتغيرات العالمية الراهنة تفرض ضرورة تبنّي نظرة حديثة لدور الثقافة في ترسيخ الهوية والخصوصية الحضارية

ويواصل البوسعيدي أن المتغيرات العالمية الراهنة تفرض ضرورة تبنّي نظرة حديثة لدور الثقافة في ترسيخ الهوية والخصوصية الحضارية، مشددًا على أهمية الفعاليات الثقافية مثل معرض القاهرة الدولي للكتاب، الذي تحل السلطنة ضيف شرف عليه، كمنصات لتسليط الضوء على التنوع الثقافي والحضاري الذي تتميز به عمان.

ويشير إلى أن إستراتيجية وزارة الثقافة والرياضة والشباب العمانية ترتكز على ترسيخ الهوية الثقافية العمانية ودعم حضورها عربيًا ودوليًا، في إطار خطة تنفيذية شاملة (2021 – 2040). وتهدف هذه الإستراتيجية إلى تحقيق التنمية الثقافية من خلال مشهد ثقافي متكامل يبرز الوجه الحضاري لعمان ويصدّر إبداعاتها مع الانفتاح على الثقافات العالمية.

ويتحدّث لـ”العرب” عن عدد من المشروعات الثقافية الرائدة، مثل مشروع “تكوين” الذي يعنى بتطوير البنية التحتية الثقافية في مختلف المحافظات، ومشروع “زوايا” الذي يهيئ بيئة محفزة للإبداع الثقافي من خلال الفعاليات والمعارض والمسابقات، مشيرا إلى مشروع “روابط” الذي يركّز على البُعد الخارجي للتواصل الثقافي مع العالم.

ويؤكد البوسعيدي أن الإرث الثقافي العماني، بتنوعه وثرائه، انعكس إيجابيًا على فكر الإنسان العماني وانفتاحه على الثقافات الأخرى، لافتا إلى أن تصميم جناح السلطنة في معرض القاهرة الدولي للكتاب، المستوحى من الحارات العمانية، يجسد هذا الإرث ويعرضه بأسلوب مبتكر يجمع بين الأصالة والمعاصرة.

ويشدّد البوسعيدي على أهمية المشاركات الثقافية العمانية الدولية في تعزيز التبادل الثقافي والحوار الحضاري مع مختلف الدول، مؤكدًا أن السلطنة شاركت بنجاح في العديد من الفعاليات الدولية مثل بينالي البندقية للفنون، الذي مثّل فرصة استثنائية لتقديم الفنون العمانية المعاصرة على الساحة العالمية.

◙ تعزيز التعاون الثقافي مع الدول الأخرى هو السبيل لترسيخ الحوار الحضاري والانفتاح على مختلف أشكال التعبير الإبداعي الغني للسلطنة بتنوع مفرداته
◙ تعزيز التعاون الثقافي مع الدول الأخرى هو السبيل لترسيخ الحوار الحضاري والانفتاح على مختلف أشكال التعبير الإبداعي 

ويضيف “نؤمن بأن تعزيز التعاون الثقافي مع الدول الأخرى هو السبيل لترسيخ الحوار الحضاري والانفتاح على مختلف أشكال التعبير الإبداعي الغني للسلطنة بتنوع مفرداته وقد انعكس على فكر الإنسان العماني بشكل إيجابي وبناء، وعلى انفتاحه بشكل واضح على مختلف الثقافات، والتعامل بإيجابية مع التنوع الثقافي المحيط.”

ويستشهد بتصميم الجناح العماني في معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي يقام على مساحة غير اعتيادية قد استوحيت فكرته من الحارات العمانية التي تحكي قصة الإنسان العماني وبراعته الهندسية وفق دلالات رمزية ثابتة من خلال “السكة أو الحارة والبيت العماني والمدخل “الصباح”، الموجود في أغلب الحارات العمانية. وأيضا جاء التصميم ليكون فضاء ثقافيا وفنيا واسعا يسمح بالتفاعل والتواصل مع جمهور المعرض وإعطائه فكرة متكاملة عن الثقافة العمانية برموزها قديما وحديثا وما يطمح إليه شبابها من المبدعين والمثقفين.

وفي ختام حديثه يقول البوسعيدي “بالتأكيد لدينا مبادرات واتفاقيات شراكة في هذا الصدد مع دول في الشرق والغرب، فالإستراتيجية الثقافية تبنّت في توجهاتها رفع مستوى التبادل الثقافي مع مختلف دول العالم انطلاقاً من مبدأ تعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي الذي نصت عليه الاتفاقيات الدولية.“

ويتابع “داخليا تقيم الوزارة العديد من الفعاليات المهمة، كما أن لها شراكات مع مختلف الجمعيات والمؤسسات الأهلية العاملة بالشأن الثقافي والإبداعي والفني مثل الجمعية العمانية للمسرح التي استضافت الوزارة بالتعاون معها مهرجان المسرح العربي، والجمعية العمانية للسينما.

وأخيرا على هامش فعاليات الأيام الثقافية العُمانية، التي أقيمت أخيرا في العاصمة الإيطالية روما، جرى التطرق إلى مذكرة التفاهم في الجانب الثقافي بين سلطنة عُمان والجمهورية الإيطالية وتجري الآن مناقشة تفاصيلها والتوقيع عليها قريبًا. كما جرى التطرق إلى آفاق التعاون في مجال ترميم وحفظ ورقمنة المخطوطات، وفي مجال الصناعات الإبداعية والتراث غير المادي.”

12